المقال
قدرة الشباب قوة لا يستهان بها بقلم: “الحاج نورالدين أحمد بامون”
قدرة الشباب قوة لا يستهان بها .
قالوا:
الشباب مفخرة وطاقة دفينة فلا تستهينوا بها وأتركوها تعمل قبل أن تنفجر و تحدث الكارثة، فالشباب نماء و ذكاء قبل العطاء , الشباب ليومه و مستقبله بفكره ونطرته بعيدة المدى بوعيه حسه و حدسه فلا تقزموه ولا تهمشوه وأفسحوا له المجال.
الشباب عبرة قبل الخبرة وحنكة قبل التجربة فكثير الأمثلة من صناع الحياة كان أصحابها ورادها شباب أما شيوخ وكهلة أكل الدهر عليها و شرب.
الشباب سنام الحياة و سلمها التصادعي فلا تتجازوه و لا تتعدوا حدوده فلن يسمح و لن غفر فلا تستضعفوه ولا تستغلوا طيبته أن سمح و تسامح مرة ومرتين فالمرات مرة و تجرع ألمها صعب لايمكن بأي حال من الأحوال تقبله و تحمله فظاعته مرة أخرى .
ومن تلك الأمثلة ننتقي لكم هاته القصة للعبرة .
شاءت الصدف أن يضطر شاب في ريعان شبابه للسفر لحضور تجمع و أمام إنعدام وسائل السفر لجأ إلى مخرج المدينة وأشار للتوقف, فوقف له شيخ بسيارته بعد التحية والسلام ,سأله عن وجهته و طلب منه أن يوصله في طريقته إلى وجهته.
فسأل الرجل الفتى إلى أين أنت ذهاب
قال الفتى إلى المدينة لحضور التجمع
قأستغل الرجل الشيخ الفرصة و أراد التسلية بالشاب و الإستهانة به وبكل جراة و ثقة بالنفس الزائلة , وقال للشباب سوف أختبرك إن نجخت أوصلتك وإن فشلت سوف أتركك في مكانك , تنتظر وتجرب حظك مع غيري
فقبل الفتى بالإختبار بكل تحدي وعزيمة .
قال الرجل أحذف (ال) من كلمة التجمع فماذا يبقى
قال الفتى تبقى كلمة (تجمع)
قال الرجل فكك الأحرف و كون منها كلمات لها معنى و مغزى و تكون رسالة مشفرة في نفس الوقت و عنوان قصة لواقعنا المعاش.
قال الفتى
ت= تفرقة – تزيف للحقائق
ج= جهوية – جهل بالأمور
م= منع — مناوشة بلا سبب
ع= عرقلة – عوج الكلام
قال الرجل و من علمك إياها
فقال الفتى علمني إياها مشايخي عبر الزمن ومعلمي في مدرسة هاته الحياة .
فقال الرجل أمضي إذن فأنت خبير بالحياة و إياك و الغرور و نصيحة مني أحرص على الحضور للتجمعات فلا تفوت الفرصة لأنك سوف تستفيد منها ما حييت
فقال الفتى لا ياعمي بل أحرض على حضور التجمع و ليس التجمعات .
فبهت الرجل من ذكاء وفطنة الشباب و حكمته ,وقال الرجل و لما التجمع بدل التجمعات .
فقال الفتى التجمعات أضيفت إليها آت و الأت هي الأفات و الأفات في وقتنا هذا ما أكثرها قضت على اليابس و الأخضر حفظنا الله و إياكم منها, لذا يجب تفاديها و تجنبها قدر الإمكان للحماية و التحصن للوقاية.
فقال: الرجل أمضي وسر على بركة الله .لقد أحسن مشايخك تعليمك و تأديبك و تلقينك ما لم يتعلمه و يحفظه سلفك فأنت الخبير المدرب المدرك المجرب من يؤتمن فيه و يعول عليه .
ورحم الله من قال إن في السفر خمسة فوائد
ورحم الله من قال :
تعلم الوقار من ذوي الأخيار و الإحترام من الكرام و تجنب السفاهة من ذوي النذالة. فمتعة الدنيا إختيار و دخول القبر إجبار فمع أجله لا هروب و لا فرار
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون —ستراسبورغ فرنسا