المقال
اليوم العالمي للعنف ضد المرأة بقلم: “يمينة بديرة”
بقلم / يمينة بديرة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة
……………………………………
في الذكرى 40 لليوم العالمي للعنف ضد المرأة تحيي جميع دول العالم هذا اليوم الذي حددت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر((تشيرين الثاني)) سنة 1981م اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة…
بكل صراحة أراه من العيب أن تطالب المرأة المسلمة بحقوقها في دول عربية مسلمة ومن العيب الكبير أن لا تراعي هذه الدول ولا تعطي حق المرأة المشروع الذي أعطاها الله عز وجل دون حول ولا قوة منها وإن كان الأمر كذلك فيجب أن تخجل المرأة من هذا الطلب ويخجل المقصر في عدم تلبيته …..
إن العنف ضد النساء هو إنتهاك للإنسانية، ومع كل التغيرات التكنولوجية و الإجتماعية و البيئية إلا أن المرأة مازالت لحد اليوم تواجه عنف أسري كبير ولا سيما أثناء الحجر المنزلي الذي كان مفروض في كل أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا ( كوفيد 19) وأثرها على الأسرة والمجتمع والذي رفع عنها الستار و كشف عنها الكثيير من العيوب التي تعاني منها المرأة في سكوت ….
ويأتي احياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة هذه السنة في ظل ظرف صحي إستثنائي يعيشه العالم أجمع والذي يتطلب منا إتخاذ تدابير وقائية للحد من إنتشار هذا الفيروس
إن أخطر أنواع العنف ضد المرأة هو عنف الشريك الزوجي (( الضرب،الإغتصاب الزوجي،الإساءة النفسية واللفظية وقد يصل إلى قتل النساء عمدا))
العنف في مواقع التواصل الإجتماعي والفضاء الأزرق :
بالنسبة للعنف في مواقع التواصل الإجتماعي والفضاء الأزرق «فحدث ولا حرج» (( المضايقة الإلكترونية )) والتي يشملها جوانب عديدة من « تحرش لفظي» بكل أدب وإتيكات أكثر ما يقال عنه أسلوب راقي متحضر في الحديث لكنه مشبع بكل انواع ومعاني التحرش اللفظي الأنيق
هل يوجد عنف المرأة ضد المرأة ؟
نعم يوجد عنف المراة ضد المراة وضد نفسها أيضا وهذا لأن المراة أحيانا هي من تكون سبب في تعنيف شقيقتها المرأة كيف ؟ لأنها تعنف نفسها بنفسها دون ان تشعر فعدم إحترامها لذاتها وتقديرها لقيمتها هو عنف في حد ذاته فالمرأة التي تحترم نفسها والآخرين لا ترى ضرورة لطلب حق من حقوقها لأنها تتمتع بكل هذه الحقوق فهي من إحترمت نفسها ففرضت إحترامها على الجميع وهي من إلتزمت حدودها المشروعة فتمعت بكل حقوقها ….
هل سيبقى العنف ضد المرأة قائم ؟؟
للأسف الشديد إن قضايا العنف ضد المرأة مستمرة والإنتهاكات و الضحايا في إرتفاع كبير نعم سيظل وسيبقى العنف ضد المرأة قائم ويشكل حاجزا كبير وإعاقة ضخمة في تحقيق التنمية والسلام و المساواة الفكرية والعقلية والنفسية بين صفوف المرأة و الرجل وداخل الأسرة والمؤسسة والمجتمع مادامت العقول البشرية تفتقر للوعي الديني والإنساني وغير قابلة لتغيير مفاهيم أسلوب التعامل الصحيح والسليم مع الجنس الآخر « المرأة » التي هي الإنسانة وشقيقة الرجل في كل الميادين وأمور الحياة الإجتماعية .
لماذا يجب القضاء على عنف المرأة ؟؟
يجب القضاء على عنف المرأة لأنها الركيزة الأساسية لبناء الطفل، و الأسرة والمجتمع السليم ودمارها وكسرها يعني دمار وكسر للطفل و للأسرة وللمجتمع وللعالم .
إن معاناة المرأة من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية هو تهديد ومعاناة للطفل والرجل و الأسرة والمجتمع بصفة عامة
هل العنف ضد المرأة كان سبب في الهجرة و الإنتحار ؟؟
نعم إن العنف ضد المرأة ساهم بدرجة كبيرة في هجرة النساء دون إستثناء وكان من بين هذه الأسباب لطلب اللجوء خارج اوطانهم الأصلية وخاصة توجههم نحو البلدان الغربية وناهيك على الإنتحار الذي اصبح قبلة العديد منهن عندما تقفل جميع الأبواب ويبقى الحل الوحيد بالنسبة لهن، فهو واقع مرير ومأسوي يعيشه العالم وحتى الوطن العربي .
فيجب ان يكون هذا اليوم رفع للوعي في أوساط المجتمعات من اجل الحد من هذه الظاهرة التي يزيد إنتشارها على مدى السنين و تتعرض فيه المرأة حول العالم لأنواع عديدة من أشكال العنف من طرف زوج ، صديق ، أب ، أخ أو قريب و حتى زميل أو مدير و يشمل الضرب و الإساءة النفسية و حتى الإغتصاب و كذلك عدم تعليم الفتيات هو نوع من أنواع العنف المرتكب ضد حريتها في حقها من التعليم .
فعنف المرأة هو إنتهاك لحقوق الإنسان و تدمير للمجتمعات
لأن المرأة هي المجتمع كله لا أقول نصف المجتمع . و هي البنية التي تتركب عليها الأسرة فتعنيفها في بيتها جريمة عظيمة يجب ان يعاقب عليه القانون لما ينجم عنه مخلفات في هدم الأسرة و المجتمع ككل لكن للأسف الشديد لازالت هناك نساء معنفات تظلم و تعاني في صمت حفاظا على العادات و التقاليد خوفا من تفكك الأسرة و هذا لعدم وجود أدلة بحيث ان العنف يكون داخل البيت الأسري و معظم السلطات المعنية لا تتدخل و ترى في الجريمة مسألة عائلية حتى وقوع مالا يحمد عقباه و كذلك الكثير من الدول ليست فيها قوانين صارمة تحمي المراة من العنف فهو إلا حبر على ورق .
إن الدين الإسلامي كرم المرأة أعظم تكريم و ساوى بينها و بين الرجل في الإنسانية و أمور العبادة و لم يميز بينهما إلا في الطبيعة التكوينية و النفسية و الوظيفية للذكر و الأنثى و حرم تعنيف المرأة وهو من أعطاها جميع الحقوق . ومن وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم كانت بالقوارير وهذا عدة مرات قبل وفاته ((خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي, ما أكرم النساء إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم)) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم …
فإذا كان الله حرم الحزن على المرأة فما بالك بتعنيفها لأنها العاطفة و أيضا الجنة تحت أقدامها و هي من تربي و تتعب و تسهر و تقف جنب شقيقها الرجل في كل الميادين فهي تتحمل المتاعب أكثر من الرجل إلا في حالة القلب تجدها رقيقة ورهيفة المشاعر و بذلك نهى الله على كسر قلبها بكلمة او بإستهزاء او بإهمال لأنه يعلم أن المرأة إذا حزنت إنكسر قلبها و كان حزنها عميق و هذا يأثر على صحتها النفسية و الجنسية و الإنجابية و له عواقب و مخلفات سلبية في جميع مراحل حياتها .
مع الأسف الشديد الأمم المتحدة هي من حددت يوما عالمي للعنف ضد المراة لكنها تدعم في تعنيفها بشكل او بآخر و على سبيل المثال كل الدول التي تعيش في حروب يتم فيها تعنيف المراة من قتل و إغتصاب و غير ذلك……..
هل حان الوقت للتغيير في الطبيعة والمفاهيم البشرية وكيف ؟؟
نعم إن الوقت قد حان للتغيير والتجديد في طبيعة البشر ومفهومه للعلاقة الإنسانية وخاصة مع المرأة هذا اهم شيء
البصمة البرتقالية ماذا تعني لك ؟؟
إن البصمة البرتقالية شعار الحد ضد عنف المرأة في العالم وضعته الأمم المتحدة
ماهي بصمتك انت وشعارك ضد عنف المرأة في العالم ؟؟
البصمة الحقيقية والشعار ضد عنف المرأة هو :
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرا»
وهو العودة إلى القيم والمبادىء والدين الإسلامي الذي اعطى كل حقوق المرأة ونهى على الإساءة لها وتعنيفها و سيم الإنسانية التي غابت في هذا الزمن
و العنف ضد المراة هو سرطان قاتل للبشرية و الإنسانية و هو بطيء المفعول على المدى البعيد .
فاليوم نحن نقف وقفة رجل واحد بقلب واحد ونضع حدا لهذه الظاهرة و نقول بأعلى صوت
خط أحمر
كفانا ثم كفانا تعنيفا للمرأة فهي الأم و هي الزوجة و هي الجدة و هي الأخت و هي العمة و هي الخالة و هي الجارة و هي كل انواع المرأة فهي بكل وضوح هي :
الإنسانة