إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
أَيَضيعُ مِيلادُكَ مني؟؟! بقلم: “دكتور جمال سلسع”
أَيَضيعُ مِيلادُكَ مني؟؟!
دكتور جمال سلسع
تحتفلُ الذكرى بهديلٍ
يصحو بينَ يَديِّ يسوعْ!
كَيفَ سَتَصحو البُشرى تَقرؤني؟؟!
والأَرضُ بُكاءٌ…
وأَريحا تَنزِفُ بينَ يَديِّ يَشوعُ!!
وأَنا في الميلادِ كأَيقونَةِ نورٍ
أَغرسُها زيتونَةَ شمسٍ
وحديقةُ صُبحي بابٌ مكسورٌ
أَسلاكٌ شائِكَةٌ
وجِدارٌ يغتالُ ضِياءً وشُموعْ
تَحْتَفِلُ الذِّكرى بِهَديلٍ
يَصحو بينَ يَديِّ يَسوعْ
ومكاني لا يصحو إلَّا فوقَ زنازِينِ طُغاةٍ
وأَنا ابنُ رعاةٍ يَتَمَسَّكُ بالبُشرى
يَتَنَفَّسُ بوحَ مَلاكٍ
كَيفَ سَتَحرِقُني العَتمَةُ؟
كَيفَ…؟
وخَطوي يحرِقُ ذُلاً وخُنوعْ؟؟!
ميلادُكَ يَملَؤني قَمحاً
وطُغاةٌ ملؤا البشرى دِماءً
والنجمةُ ما زالتْ تَنقُشُني قَمَراً
كَيفَ أُضيءُ أُرتِّبُ مِيلادَكَ
والأَرضُ دِماءٌ ودموعْ؟؟!
لُغَتي من فَمِّ ملاكٍ
أَقطِفُها بُشرى يَمامٍ
واليومَ يَمامي لُغَةٌ
تَقطِفُها مرثاةٌ تَكْتِبُني
فالأَرضُ شَهيدٌ وصليبٌ وأَنينُ ضُلوعْ!!
كَيفَ سأَدخُلُ نورَ الميلادِ
لأَخرُجَ ناياً يشدو بنشيدِ مَلاكٍ
وأَريحا تَنْزِفُ بينَ يديِّ يشوعْ؟؟!
وأَنا ما زلتُ أُعِدُّ قُدومَكَ
مِثلَ صَهيلِ البَحرِ
كيفَ سأَعطَشُ…؟؟!
قد أَسرَجتَ على قلبي الينبوع!!
أَيَضيعُ مِيلادُكَ منيِّ
وأَنا أَنقُشُهُ كَحِجارةِ تاريخٍ
تَخرجُ منْ صَيحَةِ مِقلاعٍ
تَبني الزَّيتونَ صلاةً وخشوعْ؟؟!
تَحتَفِلُ البُشرى بهديلٍ
يصحو بينَ يَديِّ يسوعْ
كَيفَ سَتَصحو البشرى تَقرؤني
والأرضُ بُكاءٌ
وأريحا تَنزِفُ بينَ يديِّ يشوعْ؟