قصيدة بعنوان بكاء الرجال بقلم زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
بكاء الرِّجال _________________________________البحر : البسيط
أبكي على وطنٍ ما عادَ يسعفني ___ في وصلِ من عظمت والكلُّ يعرفني
إنِّي المجاهدُ أعداءً بهم خَوَرٌٌ ___ لكنَّ ضعفَ ولاةٍ باتَ يقرفني
في السِّجنِ زنزانةٌ تشكو بلا ألمِ ___ من جورِ مستعرٍ قد راح يقذفني
في كلِّ زاويةٍ والحشرُ يقلبني ___ والماءُ من تحتِ بابٍ كادَ يجرفني
لا عاشَ ظلمٌ وقد صالت كوادرهُ___ في نزعِ أرواحٍ ممَّن يشرفني
وجودهم برباطٍ لا مثيلَ لهُ ___من غيرِ ما وجلٍ والحمقُ ينسفني
………………….
في ليلةِ العيدِ قد بتنا على خطرٍ ___وللذئابِ عويلٌ لا يخوّفني
بردٌ بلا مطرٍ قد باتَ يلسعنا ___ وللجراحِ أنينُ باتَ يُضعفني
هذي انتفاضةُ شعبٍ لا مردَّ لها ___ إلاَّ بتسكينِ أحلامٍ تسوِّفني
لم أعترف لجنونٍ كادَ يقتلني ___ وكنتُ أولَ من يخليهِ مرجفني
قد عدتُ بعدَ عذابٍ ليسَ يحملهُ___من كانَ شيَّالاً والهمُّ يألفني
ما عادَ لي أهلٌ والقصفُ مزَّقهم ___من غارةٍ لعدوٍّ كانَ يهدفني
………………….
هذا ابتلاءٌ لصبرٍ ليسَ يفهمُهُ ___ من عاندَ الحقَ في سجنٍ يطوِّفني
القلبُ يبكي ودمعٌ لا يطاوعني ___ يا للرِّجالِ وقهرٌ قد يكتِّفني
جفَّت مآقٍ لأَهلِ العزمِ في وطنٍ ___وانهارَ قلبٌ بداءٍ باتَ يعلفني
وفي المشافي بكتني كلُّ ناقلةٍ ___للموتٍ في صبرٍ والحيُّ يلقفني
والله أجرى دموعاًكنتُ أحبسها ___وللشفاءِ سبيلٌ كانَ يردفني
والحمدُ للَّةِ أنَّ الدَّاءَ فارقني ___ وبالصلاةِ على الهادي يغلفني
……………..
الأربعاء 13 شعبان 1443 ه
16 مارس 2022 م