هكذا يقراني العابرون بقلم: وحيد راغب
( هكذا يقرأنى العابرون )
لن تعوقنى أذرعة الإخطبوط
فقد صنعت لى زعانفا من الضوء
وجناحين من لازورد السماء
فدعك من الهرولة خلفى
والإقتراب من حلقاتى
ففى ساعة الجرح
أستحيل قنفذا
وشجرةَ سنطٍ
وصبار
بين فكىَّ تشرق الشمس
وتحت إبطى ساحاتُُ للأولمب
لا أفقد شهيتى أن أنقذ الغرقى كدولفين
أو أستخرج تماثيل البطالمة من بحر الأسكندرية
أراقص الموج بنغماتى المشرئبة للقلب
العاشق
كم أنا مراهقُُ
لحظة التهيام
وكم أنا شيخُُ وقور
اذا ماطل السحاب أن يشبع الأرض
التى تهرَّئت شوقا
أنشر بجريدة الأحلام قبسا
من الكاسات المعتقة بريحان النسيم
هكذا يقرأنى العابرون
وتستحيل
بحارُ الجليد الى حرارة خط الاستواء
أمتحُ من ربابة القضاء
سيمفونيةَ شوبان عن
مدائح الغجر على أبواب الربيع
كدت أن أحترق لأخرج من الرماد
قمرا مشرئبا لسمار الليل
أرشف من ثغر القرنفلة ريقها
وأرضع النظرة الحالمة
يا ظاعنين أما لكم من بلدٍ
يعرفكم وتعرفونه
سئِمَت منِّى الأطلالُ
وها هى تصرخ على خد سلمى
حوِّلوا خيامكم لقصور العباسيين
وادعوا أشعب ليأكل من كرمكم
حتى لايتنفس من منخورٍ واحدٍ
ويظل يتلصص اللقمة التى تسقط
من فوهة القائمين
على موائد الزمن
ما من ضحيةٍ تعود
أوِّلوا يا كهنة العرش
لماذا وقعت بلقيس فى كف سليمان
ولماذا عشق سليمان الصافنات الجياد
البحور الغارقات فى المدى
تشرَّست
تكشِّر عن أنيابها للمراكب
اللواتى رفضن أن يجنحن لسلم
العبيد