المقال

خواطر يوزرسيف بقلم:إدريس الجوهري

خَوَاطِرُ يُوزَرْسيفْ YouZarSif 🦋♠️☘♥️

ممدود في الظلام ، وحدي في سريري ، أستمع إلى أصوات
المدينة التي تصلني عبر النافذة نصف المفتوحة لشقتي
احب الليل رؤية مقعد النجوم تختلط الصور الظلية
وتندمج على مرآة المياه قبل أن تختفي حول زوايا الشوارع
مثل السراب الرمادي يدفن أخيرًا شيئًا فشيئًا ، يصبح كل
شيء أكثر قتامة وضبابية وأكثر جنونًا زخات المطر الخفيفة
تداعب المدينة في الليل لا يوجد شيء يمكن مقارنته
بالتجول في الأحياء الكبيرة المزدحمة المضاءة بالألوان
للوحات الإعلانية ، ثم على طول الأزقة الملتوية والمظلمة
التي تشغلها العاهرات والشواذ ، قبل الانغماس في طريق
متسخ ورائحة كريهة حيث الكحول تطفو على قدميه
ويؤدي إلى تفاقم أسوأ السلوك البشري ، لا شيء مثل
عبور متنزهات المالنخوليا حيث يزدهر تجار الحشيش
وضجيج ماكينات القمار والمتطفلين على دفتر العندليب
الأسمر أولئك المندفعين المتسرعين في حماسية المبتدئين
ببساطة الزائرين الذين لا عودة لهم ، قبل التفكير في مصير
أعطال المركبة الفضائية إطلالة على مدار التبانة التي
تجمدت نجومها ، هذا النظام الإمبراطوري توقفت الدمى
الآدمية عن الحركة كأني ضغطت على زر ريموت كنترول
مجرد فراغ بارد أجساد بالية لا تتقدم لا تتجدد عششت
الرتابة داخل هذه الكائنات الحية ، لم يعمر طويلا
“هاري بوتر” صار يدور في ساعة رملية فارغة مع الوقت
الوهمي يتخبط على جسر الانتحاريين في مياه النهر
الغامضة والملوثة التي تتدفق عبر المدينة أحب أن أتنفس
وأن أخرج وأختفي في الليل أحدق في المسرح “البولشوي”
حيث المونودراما كشفت لي عن شعرها الأسود اللامتناهي
هؤلاء الصغائر تنزلق عبر خصلاتها يرعبهم تغيير الموت
في أوبرا “اللورد فولدمورت” ، الرجال والنساء المحكوم
عليهم المشاركة في البيت الإنساني فرضت عليهم الأتاوة
عند خزائن القيصر في هذا الزحام البيئي أمام جدار الخوف
والهزائم تتشبث “دمى ماتريوشكا” بالمتاهة الحزينة غير
آبهة بمصيرها على المذبح ، حبسوا منذ أزل ولكن بمجرد
سقوط صاعقة “زيوس” تفقد السيطرة على مدينة الألعاب
هذه هزة أرضية تنسف الشك إنها جمالية صفعة اليقين
الشديد تقدمها “أفروديت” الراقية المثيرة على أطباق
فولاذية لكل من طغى واستكبر وأهلك الحرث والنسل ..
المريخ والزهرة في زلزلة الساعة حتى الثمالة ، لقد تلاشى
الميثاق الغليظ وتبخر الترابط الملحمي ، انفكت الطاقة
عن المادة .. وابل من الشظايا سلسلة من روتينات “آريس”
تعري ستارة البيوت حيث تتضح المشاعر البلورية لأننا
ننسى دائمًا “الغائية العظمى” .. ونحن منغمسين في ضخامة
السيرك الإنساني وبروتوكول البيروقراطية ، حتى تتصدع
سماوات “كنيسة سيستين” من فوقنا .. وجداريات تمثال
“المسيح الفادي” من تحتنا شيئًا فشيئًا وتتدحرج الطفلة
المدللة المسكينه ذات الضفيرتين في شذوذها ..
لا أب يجدي .. ولا أم تنفعها .. وفي ذبولها تبكي
عيون عروس كييف .. وببروت .. ونيو جيرسي ..
وفي شحوبه يحمل العالم الإنساني الفاتن المتسكع
على ظهره المواد الخام لصناعة أحذية السادة النبلاء
الأكهاء الأماثل … دنيا تجعل هديل الحمائم يكتبون
نكدية “الكوكا المبتسم” ، نعم ..!! رأيت ثم رأيت ألسنة
التنين السلافي تدفع الناس بالسياط صَفًّا صَفًّا إلى بحور
الشعر المجتث والرجز .. أقزام .. أقزام في مصير عاري
من أي معطف إنساني .. مسافروا “موبي ديك” أهدتهم
الأم غايا هذه الرحلة .. الفرصة الثانيه .. لضبط بوصلة
قلبك نحو السماء للرؤية من الأعلى بين النجوم والمجرات
ينظر بتمعن بوضوح زرقاء اليمامة حيث الجسد الراكد
تتحلل أشلائه بالصحراء الكبرى تحملها الرياح الأربعة
تجري تارة على صفحات طريق الحرير الجديد بصحبة
“فاسكو دي جاما” .. وتارة أخرى بين ألوان توابل سمرقند
المختلفة .. وداخل عطور باريسية .. ثم عبر جدائل
“ألفا بلوندي” نخترق حدود الفاشية لنشرب كاسات
شاي النعناع في براغ ، سيدني ، طوكيو ، ستعانقني
“الأم تريزا” ، نسافر .. نسبح في نهر السينغال ، وننشر
الغسيل على أسطح “ريو دي جانيرو” ثم نحلق عاليا فوق
نسر “جيرونيمو” لنلبس فتاة أورشليم رقصة الأشباح …!!
تلك هي معجزة التحدي والحرية التي نسجت الألوان
والأجنحة في حافلة “روزا باركس” ، وفي صمت البساتين
رحلت قبعات الكاوبوي عن فزاعات حقول كابول الخضراء ،
وريشة “بوب مارلي” .. تراقص الرباعيات في شوارع
“مانهاتن” مع الملكات … الشغالات … المناكيد …
تلك خلية “هارلم” المختلطة الأجناس المختلفة الأديان
يعزفها “لويس ارمسترونغ” … عندما وقف في خضم
العاصفة “إكس” البشرة السمراء يخاطب أحفاد الملائكة
والشياطين مؤيدا من “الكينغ” .. أولئك هم رفقاء مملكة
الحرية والعدالة .. يا إخوة الروح أنتم الأفق الإنساني
أنتم دولة المحبة في ملتقى التعايش .. والتسامح ..
هناك يرسم الشعراء بحورهم من المتقارب والوافر
والمُنْسَرِح .. في كون سيد القصيدة الجلالية يسود
فيها مواسم العطاء دون انتظار إلى اللامتناهي
لكن بقاءؤنا يبقى مجهول الهوية أمام عافية
ومزاجية الخريطة .. وظلامية التقليد
والجمود …!! إذن ماذا بعد كل هذا
يا “جان دارك” أتراك سئمت الكفاح ..؟؟
أم تراك سئمت الحياة واستسلمت للموت
يا “كونتا كينتي” …؟؟ لكن هل للتكوين …؟؟
هل للتعذيب ..؟؟ هل للعدم ..؟؟ أم هل للتناسخ ..؟؟

@ بقلمي/ إدريس جوهري . “روان بفرنسا”
28/04/22 Jouhari-Driss
Banksy & “Each generation must
in relative opacity discover its mission,
fulfill it or betray it.” Frantz Fanon
“يجب على كل جيل ، في غموض نسبي ،
اكتشاف رسالته ، وتنفيذها أو خيانتها”. “فرانز فانون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى