حكاية أشجان بقلم: رحيمة حزمون
حكاية اشجان
في مدينة واسعة السكان تعيش الطفلة أشجان
بين أبويها وأربعة إخوان .
داخل بيتا لا يسع إلا غرفة واحدة ومطبخا وحماما،
لم تكن تشعر فيه بالراحة والأمان فتفضل الجلوس
عند عتبته وتتأمل جمال السماء و الألوان
وتراودها أفكار وأفكار ولا تجد رفيقا مخلصا لها
من قلمها ودفترها الفتان لتلقيها عليه فيكتبها
بإتقان وينسيها مايدور داخل بيتها من مشاكل
بين أبيها و الجيران،
مرت الأيام وأشجان لا تزال تحاكي قلمها والورق
على ما يدور بفكرها ، إلى حد الان إلى أن مر بها
زائر متجول بحيهم قادم للتنزه ..
استغرب لجلوسها في ساعات متاخرة من الليل
وهي تحاكي نفسها مثل المجانين .
قطع عليها شرودها قائلا: _مايجلسك في هذا الوقت
لوحدك ألا تخشين على نفسك من كلب مسعور؟
قالت :
_لا أحب الجلوس ببيتنا الذي يؤثر على نفسينا ..
ويمنع مشاعري من التحليق بين السطور ..
فأعجب بردها الذي كله ثقافة وإبداع، فقررمساعدتها ،
فعرض عليها بأن تعطيه نصوصها ليقوم بعرضها على
دار النشر فقبلت و الفرحة لا تكاد تسع قلبها ،وبعد شهر
وآخر صارت لها نصوص كثيرة بالمجلة والجرائد وسعد
أبوها بذلك فقرر دعمها بمبلغ من ماله الذي يدخره من عمله
اليومي حتى تستطيع تحقيق حلمها ورغم الفقر الذي فيه
لم يبخل عليها أبوها من ماله لأنه يحبها وهي ابنة واحدة
وسط أربعة صبيان وكم كان والدها سعيد بما فعلته ابنته
وشرفت لقبه ورفعت رأسه أمام جيرانه وأصحابه وصار
الكل يحترمه ويقدره وكم من شخص تقدم لخطبتها طمعا بثروتها لكن والدها أبى إلا أن يزوجها لمن يستحقها ويحافظ عليها .
ولم تنس أشجان تعب والدها معها فاشترت له بيتا بالقرب منها لتزوه من وقت وآخر،
وأصدر لها مئة نسخة وقدمت بعضها لصديقاتها والجيران ،
ودون أن تنسى إخوانها الصبيان ،
وعاش الكل في أمان واطئنان.
رحيمة حزمون/ الجزائر