(زيتونةٍ شَاخَ زَيتُها) بقلم الشاعر بسام أحمد العبدالله
(زيتونةٍ شَاخَ زَيتُها)
عِنْدَ الضُحى يرتعشُ نسيمها
ويقمّر أقحوانها
خبز حناني
تستلقي هي وثوبها البدوي
على غصنِ وقتي
تداعبُ ريحي أخر شعرةٍ لها
كَتَبَتْ على محبرةِ سندياني نهاية صمتي
هزَّت بِهبرِيتِها جِذعَ روحي المنطفئ
أشْعَلت بِغُنُوجَتِها عودي المنكسر
صارت مشكاة أيامي
عَجباً لهذا الزمان
امرأة مخلوقةٌ من عبقِ الياسمين
كُلّما رفرفُ الهبري أشم رائحة
أنوثتها الكاملة
طُوبى لها ؛
لصباحاتِ وجهها
تُدفئ شمسها وسط شتائي
فخذي يابدويتي غرامي
للأمام فَقَدْ مللتُ مِنْ شيء
اسمه إلى الوراء
فَبِكِ أصبَحْتُ أول برعم
من العشاق
خذي قلبي المبلل
وجففيه
فوق رمشيكِ
ها أنا ذا ؛
أكتبُ أول قصيدة
في زمنِ الغلاءِ
فلا تسكبي من ملحِ وجهكِ
فوقها لكي لاتظمأ مرةً أخرى
لاتدعيني أسكنُ
في برزخ الترحال
أحتضني نجمتي
اجعليها في الأعالي
أيا حسناء .. ؛
لم أعد نخلةً
أصبحت أهتز إهتزازا
و آخر دمعةِ سقطت زمزمتها بيدييّ
سكبتها في أحلامِ المآقي
بلادي التي كانت تنامُ على شرفةِ
الجمال
جف نداها
من ذئابٍ قتلوا ضُحَاها
نهشوا ثديها الثمين
زيتونةٍ شَاخَ زيتها
متى ستبقى هذي
الدار لأبناء الذئاب
بسام أحمد العبدالله