/سنعودُ للوننا الأخضر/ بقلم بسام أحمد العبدالله
(سَنَعُودُ للوننا الأخضر)
وجهها السديمي مازال يقلقني
تُشبهُ مَلامحها تموز حين يُقْبل
وتغسلُ جراحها بملحِ يديها
تَشَقْقَتْ يداي وأنا
ألملمُ حبات السكر
التي تتساقط مِنْ فَمِها
كُلَّ ليلةٍ
مازلتُ أتيه في طرقاتِ عينيها
طَيفُها المعلق مازال في قلبِ الحمامة
فَتَشْتُ فيه عَنْ ثَلاثِ وردات ولم أجدهن
نَفَدَتْ شُموع الليل
فأوقدت في عشر ليالٍ
وفي الشفعِ والوترِ
أصابعي العشرة
ولم أجد لهن أثرا
أبي حينها كَانَ وَقْتُه
مبللاً كانَ يقرأ كتاب الغد
في زمنِ نضوج السنابل
قلبي كَانَ مبعثراً بين ملح
قصيدتي
وابني العاق مازال يهدم
قافية القصيدة
شَتَاتٌ في شتات
فوق جبين حبيبتي
بَدَأتْ السماء تَحلب
أخر نجمةٍ
والحجر الأسود
عاد إلى الجنةِ ليستعيد
لونه الحقيقي
الثمار عَادَتْ إلى بذورها
تَنْتَظرُ فليسوفها المخلص
كي يظهرَ لتعود إلى حجمها
السابق كَما كان في الزمنِ الأول
تَثَاءبَ المساءُ فانطفأ الأنين
ودفن في قاعٍ متين
فرقد العاشقون
بسلامٍ
غداً ياحلوتي سنأكلُ مِنْ تَمرَكِ الأسمر
فلا يُقْلِقُنا حينها لاشوك ولا عسكر
نَلْهُو طول عمرنا ولانضجر
مع حفيد نبينا الأعظم
سنعودُ إلى لوننا الأخضر
ونأكلُ
شجرة اللوز المختبئة
في عينيكِ
كي يَكْبُرَ حبنا أكبر وأكبر
وترتفع راية الحق
ونهلهلُ
ونصيح معاً
الله أكبر
بسام أحمد العبدالله