إشراقات متنوعة

الدولة الجديدة بقلم: نقموش معمر

*”الدولة الجديدة**
/// هكذا تصنع الدول ///هناك فرق بين الدولة التي تعرف أن تاريخ كل أمة حلقات متصلة، قد تدور، تصعد أو تهبط أو تنحني ، وقد تدور حول نفسها أو تميل كل الميل ولكنها لا تنقطع أو تنفلت .
دولة تعود للماضي المجيد كي تتجدد هي دولة تعرف تاريخها جيدا وتعرف أن قوة الأمة من قوة ماضيها وحضارتها وإنجازاتها …
تعرف كيف تنهض عقل الفرد فتبث فيه روح التاريخ بكل الوسائل في المدرسة وفي الجامعة عبر المجلات والجرائد و الأفلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة وتسارع بعد ذلك كي تصبح دولة متطورة فكريا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا فلا تهتم بجانب و تهمل آخر لأنها تدرك أن أي ضعف في مكان ما سيكون سبب الفشل فلا غنى عن الكل ولا قوة بجسد مهلل لا يعمل فيه العقل والقلب والجسد.
أمة رغم اختلاف الأفراد فيها مذهبيا وعرقيا و اجتماعيا وجغرافيا يساهمون بشكل متساو وواعي من أجل البناء والوحدة والحياة معا .
ودولة لا تعرف متى بدأت وإلى أين هي سائرة دولة تقف على الأطلال تقف على الهاوية ، ضعيفة ينقصها من العمل الكثير هي تلك الدولة التي ما تزال تبحث في أرشيف الذاكرة وفي ثنايا أوراق قديمة تستأنس بالمعلقات الشعرية وتعدد مكارم الأخلاق وتحكي قصص خيالية لأبطال مجهولين تحول ترميم الجسد الحضاري بما يسعد القلب ويبهج الوجه هي دولة ضعيفة ما أسست لمجمع قوي يعرف هويته ويعتز بماضيه ويحن لتاريخه مستعد لإعادته بيده وعلمه وفكره .
هي دولة تائهة في طريق لا تعرف أي وجهة تسلك ولا تعي طريق الخلاص وكأني بها تشك في قدرتها على تخطي الواقع بيسر، تجهل ما تعمل لتتطور و تنمو وهي أيضا لا تعرف ما تملكه وما لا تملكه، وما تقدر عليه وما لا تقدر حتى على مناقشة والتحدث عنه في العلن أو الخفية، تهرب من أسباب تخلفها لا أعلم لأنها مصرة على هذا الوضع أم وصلت للنهاية ، هناك فرق بينها بين دولة تجتهد وأخرى تتكاسل حتى النوم العميق.
لا أعرف كيف يمكن تسميتها دولة و يجهل شعبها الواقع والتاريخ بلاداً حرة، ولا أفهم كيف تستمر في ذلك الجري للأمام متجاهلة كل مقومات التطور والتقدم
لا أعلم لها مخرجا ولا اجد لها علة ولا فهما قويما ورشادا واضحا ،لا أرى لها مخرجا من مأزقها الذي تعيش فيه .
بلد رهنت شعبها ونفسها للمستقبل ورهنت حياتها للآخر فقد يكون صديقا مؤقتا أو عدوا دائما ، هي دولة مفلسة مريضة لها من العلل والأمراض ما يعجز الزمن عن علاجه ويعجز الطب عن شفائه هي دولة لا تخطط للمستقبل ولا تريد تغيير الحاضر.
فما أرى الدول إلا مستقبل معلوم وحاضر قوي وماضي براق بنور غير معدوم يبعث على الفخر والاعتزاز والحنين مجد يرفع وشرف ينفع و قصص كفاح تسمع تقدم لها الشجاعة والشفاعة وتهب لها القدرة وتمنحها الجرأة والاندفاع .

.. نقموش معمر الجزائري…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى