ليثني أستطيع بقلم: محمود أحمد الورداني
**** ليتنـــــــــي أستطيـــــــــــع ****
أيـُها الزمــــــان …
ليتني أستطيع أن أعود إلى مهد طفولتي حتى لا أرى جحيم عذابي و لظى حيرتي ، و يا ليتني أستطيع أن أعبر عن الحـُب الحقيقي بداخلي و لست أراه مجرد كلمات أرسمـُها على لوحات قلبي و جداريات روحي ، و يا ليتني أستطيع أن أسمع أزهايج مشاعري و ليست مجرد موسيقى عذبة تترنم بها نبضاتي و تطرب بها أذاني ، و يا ليتني أستطيع أن أخرج من سجون أحزاني لكي أعيش في جنة سعادتي و نعيم راحتي ، و يا ليتني أستطيع أنسى كل ما دار في حياتي كـُلها و أصفو لساعة واحدة من لحظات فرحتي البعيدة ، و يا ليتني أستطيع أن أتنفس عبير أحاسيسي القاحلة و أريج قـُبلاتي الذابلة على أرض أيامي الجرداء ، و يا ليتني أستطيع أن ألقى الحنان الوفي و الأمل الوحيد في طريق سنواتي القادمة !!!! .
و ها هو أنا أقف مهزومةٍ في ميدان الحياة تتصارع حواسي من أجل أن تلتقي بمن يأخـُذها إلى شاطئ الأمان و يرسو بسفينة عُمري على مينائها البري ، و ها أنا لا أدري كم سأبقى في ظـُلمات البشر و عتمات القلوب القاتمة و أترقب بزوغ شمس سعادتي الجديدة في هذا العالم ، و كيف لي أن أعيش مرة أخرى بدون جراح غائرة و دموع مـُتناثرة على ثرى القلوب الثكلى و الأرواح المـُستهلكة !! .
لا حيلة لي غير أن أحمل حقائب ذكرياتي و ألملم ما تبقى من أوراق كرامتي و أرحل إلى دنيا أخرى ليس بها أحداً من العالمين ، و سأسـُكن بها وحدي بعيداً عن غـُبار الماقتين و أتربة الشامتين و أستقل قطار وداعي من مـُدن الغدر و عواصم الخداع إلى دول نشوتي المفقودة و أمكـُث بها قليلاً حتى تأتي ساعة خاتمتي و أقول للجميع وداعــــــــــــــاً يـــــا أحب العالم إليَ وداعــــــــــــــاً وداعـــــــــــاً إلـــــــــــــــــــــى أخــــــــــــــــــــــــر العـُمــــــــــــــــــــــــــــــر …
بقلمــــــــــــــــي الـــــــــــــــدامــــع / عــــــــــــــــــاشق الكلمــــــــــــــــــــــــات / محمود احمد الورداني