إشراقات أدبيةالخواطر

صرخة طفل التوحد بن قريشي آمنة

صرخة طفل التوحد
توقف هنا…..!!!
أنا لست كفيفا أو أصما ، أنا لست بمجنون
أنا أسمع و أرى، أنا كنز مدفون
أنا فرحة و حلم أمي المكنون
أمي خذي بيدي فعالمي غريب، و أنا فيه وحيد
أريد أن أكون مثلك أكتب، أقرأ و ألعب ..

ساعدني فعالمي يكاد يخنقني يجرني تحت الدنا
أريد أن أكون تلميذا في المدرسة
حاولي معي مرة أخرى …
أريد أن أتعلم ، فأنا أدافع بقوة و أخرج صوتي بصعوبة
ألا تفهمون !!!!ما بكم لا تستوعبون …..
فأنا
بكاد أتنفس فنفسي يضيق كل مرة
لا أمانع إن أخفقت و و قعت ..
لا أريد شفقة أحد أو يقول لي طفل متوحد
أمي علمينى حروفك و كيف أنطق و كرري لي كل مرة
حتى و لو نسيتها كرريها لكي أتعلم و لا أرجع للورى
أخبري أصدقائي أني أتأقلم و أتعلم
لكن صبرا عليا فأنا أكافح
أنا رمز القوة و الصبر و شعلة المستقبل فلن أنطفئ
برغم من آلامي و اضطرابات فهناك
طنين في أذني أحيانا يزعجني
و أكون عدوانيا فلا تغضبو مني
فأنا صغيركم ،أحاول الوقوف معكم فلا تخافوا مني و تنفرو ا
أمي أخبري معلمتي معاناتك ، و كم من مرة كدت أن تفقدي الأمل
لكنك أصررتي ، أخبريها أنك تتنقلينا من ولاية لأخرى لعلاجي
جعلي طفلا سويا فلا تهابي
كم من مرت بكيتي و أنا لا أدري غير أن إحرك أصابعي
و أهز برأسي ، و أفرط من الحركة و لا أتوقف ….
أخبريها أنني طفل التوحدي لكن لديا قلب ينبض
و عقل يفكر
و لا يفهمني الا النبيه الذكي
أمي أعلم أنك تتعبينا و تتعبينا أنت من أجلي ، لرسم بسمتي
تخافينا وقوعي و تألمي و تختبئين و تسألي
نظمتي وقتي و حضرتي لي طبق اليقطين و جلبتي لي التمر و الجوز
لتعالجيني
افرحي و ابتسمي أنا اليوم طفل اجتماعي محبوب في قسمه
أدرس و أتحصل على التقدير الجيد بفضلك
ابنك أحمد لم يعد توحديا كما ظننتي
اني أركض، أمرح أتحدث دوما و أعبر عن مشاعري رغم عنادي
أنظري لي ، أنا في الساحة مع أصدقائي أتشارك معهم لمجتي
أسمع لمعلمتي و انتبه لدرسي
أخبري العالم أن الطفل التوحدي يعاني و كم عانيتي
و أن مد اليد و الكفاح من أجله من مبادئي
أخبريهم كم من توحدي ضاع في هذا العالم و كتب عليه بخط العريض لا فائدة منه
هذا محال…!! هذا مستحيل …!!!
أمي أنا طفل التوحدي لكني معك قفزت لعالمك
هيا معا يدا بيد لننقض أطفالنا
من هاجس الخوف و المعاناة.
ابني احمد مثلكم لكني أعطيته يدي فتشبك ، كافح و نجح
لا تدعوا المستحيل يعمي بصيرتكم
و نلتف حول أطفالنا ، فليكن لتوحدي مكان بيننا..
فهم صرخة الأعماق تنادي …في هذا الواقع اريد ان أكون
فبرغم من توحدي ، أنا إنسان …
.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى