أسمحي لي …. للشاعر حسام الدين صبري
اسمَحِي لِي
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
اسمَحِي لي أنْ أكُونَ جُزءًا
مِنْ تَارِيخِكِ الكَبِير
وأنْ أزْرَعَ
فِي الصَحَراءِ بَعضَ الزهور
وأنْ أكُونَ فِي دِفءِ فِنجَانِكِ
المُمتِعِ الصَغِير
اسمَحِي لِي أبحَثُ فِي عَينَيكِ
عَنِ الحَيَاةِ وعَنِ النَجَاةِ
وعَنْ أشيَاءٍ ضَائِعَة
وعَنْ كُلِّ مَا يُغنِي إنسَانًا فَقِيراً
وأنْ أضعَ الشَمسَ فِي رَاحَتَيكِ
والقَمرَ عَلى كَتفكِ
وأرسُمُ النُجُومَ
عَلى صَدركِ نَقشاً أخِيراً
اسمَحِي لِي
أنْ أُمَزِّقَ دَفَاتِرِي القَدِيمَة
وقَصَائدِي القَدِيمَة
وألحَانِي القَدِيمَة وأختَرعُ
نَغماً مِن شَفَتَيكِ مُثِيراً
ولاَ تَسأليني
عَنْ وَطَنِي، و عَنْ زمني
وأينَ وُلدتُ وأينَ عِشتُ وكَيفَ
كَانَ المَسِير
اسمَحِي لِي
أن أعلِنَ اليَومَ مِيلَادي
وأعتَنِقَ دِينَ عَينَيكِ وأنْ
أُحَطِمَ الأوثَانَ والأصنَامَ
وأتَعَلَمُ أن أطِير
وأرحَلَ عَنْ مُدُنِ النِسَاءِ المُزَيَّفَة
وأترُكُ النَبِيذَ المُزَيف
والرمَانَ المُزَيف وأرحَلُ
أرحَلُ عَنْ هَذَا الوَهمِ الكَبير
اسمَحِي لِي
أنْ أسكَرَ لِأوَلِّ مَرةٍ بِخَمرِكِ
وأتَلَحَّفُ الذَهبَ بِشَعرِكِ
وأعلِنُ عَاصِمةَ الحُبَّ
بَعدَ احتِلَالٍ مَرِير
اسمَحِي لِي في
مُحِيطِ صَدرِكِ أُقِيمُ شَطَّا
يَطُلُّ عَلَى البَحرِ وفيهِ
يَرسو الشِعر
وفيهِ تَتَغَّير المقَادير
وفِيهِ يُولَدُ
حُبٌّ وشَوقٌ وعَزفٌ
وفَنٌّ جَديد
وأحيي فيهِ شَدوَ البلابِل
ونَشيدُ العَصَافير
اسمَحِ لِي أنْ أحِبُّكِ
بِأسلُوبِيَ الهَمَجيَّ الوَحشِيَّ
الضَعِيفِ القَدِير
وأنْ أرسُمَك عَلَى جِلدِي
وفِي وَجهِي
وأحَطِّمَ القُيودَ وأصطَلِي
جَحِيمَ أنفَاسِكِ
وأبقَى بينَ يَدَيكِ ممزوجًا
بِخَلِيطِ الجَنَةِ والسَعِير
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى