تحت ظلة الظباب بقلم: بنعيش نور الدين
تحت ظلة الضباب
******
بقلق غير قليل
وفي كثير من وقتي
أفضل أن أنأى عنك
وعن أناي التي
أخفت وجهها عني
وراء النقاب !
أهجر زمانك واضعا
جدارا اسمنتيا في
وجه الاياب!
نهاري كليْلي
أقْضيهما كليهما أتأمل
وجودي الموجود وحيدا
استفهمُ الدهر عن
الاسباب… !
أسئلة مضطرمة في ذهني
تستحق أن تٌقال
لكن الخوف من المجهول
يخرس كلماتي عن البوح
يلجمها بلجام يشد أشداقها
بالكاد تراني أحول
وجهتي نحو البيْن
أمازحه أحيانا بمزاح
غثّ بارد…
كأنه زلزال يضربني
في كلي
ويكاد يهلكني قبل الاوان
فما ترك وراءه
في قلبي الجريح
غير الخراب
واليباب… !
ثابت الخطوات عند الفجر
وبالضبط بتوقيت الحقول
أُبعِد يد خريف فاقع
عن زنبقة صحت من
اغمائها منبعثة من
تحت التراب
فأمررُ يد الربيع
على جسدها
وجسد الياسمين المنفلِت
هو كذاك من العقاب
فتزهر الازهار
وتنضج الثمار
ويثمل الخيال بنشوة
اوقِظتْ بهمس الاغتراب
استفاقتْ على جرْس
أنين العذاب!
قوّاها النوى…
وكأنه يغار مني عليك
لما يراني أعزف بكمنجة
الكمنجات!
لحنا حبٍل بالعتاب
ضرّجه الجوى
والبعاد…!
استوحيتُ موسيقاه…
من جنون الشوق
وأبجدياته من خصاص
السراب
صداه يلتهم مسافات
فَصلت بيني
عن بيني!
وعبقه يصدح في الارجاء
والكون الرحاب
ها قد اعطيتكِ وقتا
استعدادا للقاء الحبيب!
فاحفظيني في قلبك
رتلي شعري…
ورتلي حروفي…
ثم رتليني أنا…!
وتجافيْ عن مُرّ العتْب
و السباب!…
أنا هنا مُنتظركِ
وستجدين هنا انتظاري
ينتظر انتظارك
تحت ظلة الضباب
يعمِدني الشوق
والهوى…
مغمورا بريح الصبابة
اسيرا بطوق الغياب!
الشاعر نورالدين بنعيش 18/10/2022