إشراقات فنية

التَقَينَا … //للشاعر حسام الدين صبري🇪🇬

التَقَينَا
___________________________________

التَقَينَا أصبحَ الوجُودُ

وررداً وأنغَاما

شَدتْ العصَافِيرُ وللشَدوِ

ألفُ مَقَاما

واستَبَحنَا كَأسَ الوَصلِ

في زَمَنِ العَطَش المُقَاما

غَزَونَا حدوداً

وجسُوراً وأقَمنَا الَليلَ

أشوَاقاً وغرَاما

وسَكِرنَا والمُنى يُعَانِقُ الدُنيا

وغَفَونَا في أرضِ السلامِ

التَقَينَا وبِالقَلبِ أحزَانٌ

وآهَاتٌ وآلاما

والعُمرُ خرَابٌ وقُصُورُ الأحلاَمِ

هُنَا حُطَاما

شُفيَت جِرَاحُنَا وأحيَينَا

تُرَاثَ الهَوى

وبَرَّأنَا سَاحتَهُ مِن كُلِّ اتهَامٍ

التَقَينَا فَلا قَلقَ ولا خَوفَ

مِن لِصٍ سَيأتِي يَسرِقُ

مِن أيدِينَا الأيَامَا

ولاَ كَهفاً مُظلِماً بعدَ اليَوم

نَضعُ فيهِ الأحلامَا

فَأحلامُنَا نُورٌَ كَالشَمسِ

تَكرهُ الظلاَما

لاَتَقُولي كَيفَ كُنا وكَيفَ

عِشنَا وكَيفَ نَرُدُ

مَاسَرقَهُ مِن أيدِينَا الزمَانَ

دَعِي المَاضي يَنهَارُ ويَفنى

وامنَحِيني الحَاضرَ

دَعكِ مِن كُنَا وكَانَ

وقُولي لي مَاذا سَتُهدِيني

مِن حَدِيقَتِكِ طَيِّبَةَ الثَمرِ

وكَيفَ أوَاجِهُ

جيوشَ عَينَيكِ وأنَا شِعري

في عَينَيكِ استسلاَمَا

واسألِيني

كَيفَ أوَلِِّيكِ عَرشَ النِسَاء

وأحِبُك في الَليلَةِ ألفَ عَامَا

لاَ يَعنِيني لِمَ تَأخرَ اللِقَاء

ومَتى أمطَرت السمَاء

يَعنِيني أنكِ مَعِي الآنَ

يَعنِينِي قَلبٌ

بَعدَ ضَلالٍ اهتَدَى.واستقَاما

أنَا رَجُلٌ

لِي في الشِعرِ عَاصمَةُ صُغرَى

ولِي في الهوى بَعضُ الكَلاَمَ

لاَ أكتُب الشعرَ إلا في امرأةٍ

ذِي سُلطَةٍ ومقَامَا

أنَا لا أُؤجِرُ قَلمي للِنِساء

فَمَا اعتدتُ السَفرَ أبداً بِلا

بِلا عُنوانا

فَبَعضُ الشِعرِ يُنقَشُ عَلى

جِلدِ امرأةٍ،

والبَعضُ الآخر يَتُوهُ يَتّوهُ

في الزِحَامِ

حِينَ التَقَينَا

أدركتُ أنَّ مَا كَتبتُهُ قَبلكِ

لَمْ يَكُن شِعرا

وأنَ هَيَامي في غَيرِكِ أنتِ

لَم يَكُن هَيَاما

فَهُنَاكَ فَرقٌ بينَ مَايَنقُشُهُ

القَلبُ في عَينَيكِ

وبينَ مَا خَطَهُ القَلمُ عَلى

صفحَاتِ الأيام

أدركتُ أنَّ اسمَكِ

الجُملَةَ المُفِيدة في أشعَاري

حِينَ أكتُبُهُ

تَنفَجرُ في الدُنيا المعَاني

ويَطيرُ الحمَام

يَا امرأةً فَرضَت عَلى الأرضِ

مَواسِمَ العِطرِ والبَيلسَان

حِينَ أحبَبتُكِ

انهَارت مُدنُ اليَأسِ وانتَهَت

كلُّ عصُورِ الظَلام

لِي في عَينَيكِ أمنِيَةٌ

مَا سَكنت قلبا ولاَ حَلَّت

بِرَوحٍ قَبلي ولاَ خَطهَا قَلمُ

مِنَ الأقلاَم

لِي فِيكِ أمنِيَةٌ أنْ أبقَى

طِفلَكِ المُدَلل

وألا تُفكِري فِيمَا مَضَى

وبَعدَ التَشرُدِ أهدَأُ عَلى

صَدركِ وأنَام

إنْ كَانَ تَصَوفي الآن فِيكِ

سُنَةُ عِشقٍ

فَتَذكُّر المَاضي

في حَضرةِ عَينَيكِ حَرام

_________________________________
حسام الدين صبرى/

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى