قصيدة “رحلة السّراب” بقلم قمر بنصالح#تونس
أخذت معها حقيبة أحلامها
و رحلت
رحلت على أوتار موسيقى الوداع
امتطت فرس خيالها الجامح
و سلكت خطى
دربها شرود
و حضنها حنان الضّياع
منّت نفسها برَطْب الجاه الشّهيّ
الّذي ستقطفه
من نخل السّراب الشّامخ
و شجر ثماره طعم الأوجاع
رحلت…
رحلت دون كلمات الوداع…
تركت ورائها حروف الوعود مُبهمة
تبكي غيابها
بين غيمات أسطر الانخداع
صفحات الذّكرى لبست ثوب خجل
خوفا من سخرية الأمل
تطرق الأسماع.
جرحت خدّ الغرام
أشواك الفراق
و جلدت صبر الرّوح
سياط تغيّر الطّباع
متى خسف من سماء الحبيبة
قمر الرّضا؟
و تربّعت نجمات الثّراء
و هلال الأطماع؟
متى خمدت نيران حبّ متأجّج ؟
و أخذت حرب المشاعر
هدنة
و كفّت عن الاندلاع؟
ألا يا أرضا حضنت
خطى الحبيبة
و جالت بها بين الرّبوع
و الأصقاع
هلاّ أوقفت رحلة الفراغ
الحالمة
في محطّة اللّقاء و الاجتماع
هلاّ هدهدت يد المعقول شجرة فكرها
وقطفت ثمار الرّجوع و الإقناع
فأغصان النّدم مؤلم وجعها
تجرح دوما طيورالتهوّر
عاشقة الاندفاع
و فاه الدّنيا الغرور مفتوح على مصراعيه
ينتظر وليمته من الطّامعين للابتلاع
فرفقا بحالي يا دنيا و إرأفي بحبيبتي
و لا تسقيها كأس الذّل و الإخضاع
و ربّتي على كتفها بأنامل رقيقة
و أخبريها أنّ لوحة هوانا تنتظر اللّمسات الأخيرة
لريشتها كي تشعّ نورا و يتمّ الإبداع.