دموع عاشق بقلم : محمود بخيت حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد…………..
ذهبتُ إلى الطبيب فقلتُ له
:
قد سال الدمع على خديي فلا انقطع ولا اندثر
فقال : أحزن على من هجر ؟
أم عيب بالعين قد ظهر ؟
_
وهل هناك أغلى ممن رحل ؟
سأظل أبكي عليه أمد الدهر
وأنعي فراقه ما زاد العمر
أو يعود فيصافحني القدر
أو ترضى الأيام عن ضيفها بعد ما قد قدر
إلهي فقدتُ حبيبتي وظلمتُ نفسي فهل هذا الذنب يغتفر؟
فمتى أنعم بطيب عيشٍ وتحل عني لعنة هذا القدر ؟
أيها الطبيب هل العيب بالأحداق ؟
أم شرخ يتأجج فى الصدر؟
أورث حسرة فى النفس فكان الدمع المنهمر
أيا مدينة الذكرى أستودعك أغلى من أحببت فحافظي
وذكري يوماً جميلاً قد مر
أو لحظة حلوة من لحظات السهر
لعلها تفتح بابكِ يوماً فأعود ويجتمع الشمل بعد ما تبعثر
وتحيا أجمل ليالي القمر
أيها القبر فلتتهيأ لضيفك فما أصبح يطيب لي عيش هى تنقصه
فميتٌ من عاش دون حبه وإن طالت أيامه وانفسح العمر
هواكِ فى الضلوع ما عدت اكتمه وانتشر الخبر
فبات جرحا فى الفؤاد ينزف وأقامت دموعي على خديي جسراً من الآهات والعبر
فوالله لو كان فراقكِ جسيما لحبكِ أكبر
سأفشي سره على خلق الله كلهم فلا يكون هنالك على الأرض من كفر
أيها الطبيب هل عرفت الداء ؟ أم لازال عنك مستتر؟
وإن عرفت أعندك الدواء ؟ أم أنك بالعاشقين تدعي النكر ؟
وإن نصحت فلا تقل : إذهب تنقشع الغمامة وينزل المطر
فقد قضي الأمر
واليوم أصبح عن الأمس قد تغير
فقال الطبيب : فتاي أغلقت بابك فى نصحى فكيف أعالج جسداً قد براه
الحب وروحاً هامت خلف من رحل
فليتها تسمعني فقد يكون عندها الخبر
أو ترق فيغرد الطير فوق الشجر
أو تفتح باباً يرجوه الأمل غايةً ايصل إليه ؟ أم فى الطريق يتعثر ؟
أيها الطبيب أتتكهن الدواء ؟ أم أنك تخطب فوق المنبر ؟
أيها الجرح يبدو أنك لن تشفى فمن أضناك قد رحل
أيتها الدموع لن تنتهي فمن تزرفين عليه لن يعود مهما طال العمر
وذاك حكم القدر.