يمشي القطا بقلم الشاعر الفذ الأديب فرج الحسين
يَمشي القَطَا بجفونِهم كي يَرْتَوي
وصَدَى أنينِ الرّوحِ عَمْداً جَفّلَهْ
الرّوحُ منهم دِفؤها بِحنينها
بِثلوجِ أحزانِ البلادِ مُجلّلَهْ
تَغْفو عَصافيرُ الكلامِ بِبوحِهم
أعشاشُها بِندى الحنينِ مُحمّلَهْ
لم يُنشدوا حُلماً على أوتارِهم
بِمخالبِ الّليلِ الطّويلِ مُكبّلَهْ
شُلّتْ رِمالُ الحربِ وارتْ فَجرَهُم
أكلتْ من الحُلمِ المحطّمِ أجمَلَهْ
من في فجاج الأرض يُشبهُهم ومَنْ
بالدّمعِ عَمّدَ جُرحَه لِيبلّلَه
حاولتُ طيَّ الّليلِ في قُمصانِهم
والّليلُ في قمصانِهم ما أطوَلَهْ!
حثّوا خُطاهم والرّياحُ تخونُهم
والعطرُ منهم قادَنا كالبوصَلَهْ
نَبتاعُ نجماً من سماءِ عيونِهم
ليلاً لِيكتملَ اهتداءُ القافِلَهْ
مقهىً على دربِ القوافلِ ضَمَّهم
وقْعُ الخُطا في الّليلِ أيقظَ نادِلَهْ
لم نَدّخرْ تبغَ الجبالِ لليلِهم
أبداً ولم نَكْتَلْ روائحَ سُنبُلَهْ
خُذني إلى صحراءِ غربتِهم عَسى
أُحصي عَجاجَ الظَّعنِ مِلء المكحلَهْ
أنا راحلٌ فيهمْ وعُمري نِصفهُ
يا بُعدَهم هوّنْ عليَّ لأكمِلَهْ
شكراً لمن في عَبْرَتي أسماؤهم
كُتبتْ بماءِ الحبّ مثلَ البسمَلَهْ
لِتئنَّ فيّ الروحُ مثلَ رَبابةٍ
تَقسو عليها القوسُ حدَّ الزلزلَهْ
بدويةٌ روحي وصبرُ خِيامِها
لم يَسْتَجِبْ يوماً لريحٍ مُرسَلَهْ