خَيْلُ الْغُزَاةِ تَغْزُونِي الشَّاعر الأديب … محد عبد القادر زعرورة
……………… خَيْلُ الْغُزَاةِ تَغْزُونِي ………………
… الشَّاعر الأديب …
…… محد عبد القادر زعرورة …
وَخَيْلٌ تَعْبُرُ الْصَّحْراءَ نَحْوِي
تُدَمِّرُنِي وَتَحْرِقُ لِي مَتَاعِي
وَخَيْلَي تَرْتَعُ في أَقْصَىَ الْبَرَارِي
وَتَرْعَىَ الْعُشْبَ في خُضْرِ الْمَرَاعِي
أَخَافُ عَلَىَ خَيْلِي مَنْ يَمْتَطِيْهَا
لِيُشْهِرَ سَيْفَهُ يَقْطَعُ ذِرَاعِي
وَخَيْلُ الْغَرْبِ تَغْزُونِي لِتَحْظَىَ
بِخَيْرَاتِي وَتَسْرِقُ لِي يَرَاعِي
وَكُلُّ الْغَرْبِ يَرْغَبُ في اِمْتِطَائِي
لِتَمْزِيْقِ الْبِلَادِ وَإِحْبَاطِ الْمَسَاعِي
لِيَرْعَىَ في مَرَاعِيْنَا وَيَحْجِبُ
خَيْرَنَا عَنَّا وَنَبْقَىَ كَالْجِيَاعِ
وَبَعْضُ الْعُرْبِ حَوَّلَهَا تَبِيْعَاً
لِتَصْرُخَ بِي كُلَّمَا طَلَبَ ضَيَاعِي
وَقَدْ بَاعَتْ سِيَادَتَهَا لِغَرْبِي
إِذَا طَلَبَ الْمَبِيْعَ لَهُ تُبَاعِ
وَإِنْ طَلَبَ الْخُضُوعَ لَهُ سَتَخْضَعُ
وَصَارَ سَيِّدُ الْأَمْرِ الْمُطَاعِ
فَلَا صَدَّاً وَلَا قَوْلَاً وَرَدَّاً
وَلَا رَأْيَاً لِعَبْدٍ أَوْ مُبَاعِ
وَيَسْعَدُ عَبْدُ الْغَرْبِ بِالْحِمَايَةِ
وَيَنْسَىَ أَنَّهُ عَبْدٌ وَرَاعِي
فَلَا خَيْرَاً بِعَبْدٍ مُسْتَرَقٍّ
يَخُونُ الْقَوْمَ في مِدٍّ وَصَاعِ
وَلَا عَلِمَ الْخَؤُونُ بِأَنَّ فِعْلَاً
يَقُومُ بِهِ لَهُ مُخْزٍ مُرِيْعِ
يُلَاصِقُهُ مَدَىَ الْدَّهْرِ بِعَارٍ
وَيَجْعَلُهُ تَبِيْعَاً في ضَيَاعِ
وَإِنْ يَخُنْ بَعْضُ الْجُهَّالِ شَامِي
فَإِنَّ الْشَّامَ أَبَدَاً لَا تُبَاعِ
وَإِنْ تَعِبَتْ خُيُولِي مِنْ حُرُوبٍ
فَإِنَّهَا لَنْ تَمُوتَ مِنَ الْصِّرَاعِ
سَتَبْقَىَ تَهْزِمُ الْأَعْدَاءَ دَوْمَاً
وَيَحْمِي شَعْبُهَا كُلَّ الْقِلَاعِ
فَخَيْلُ الْشَّامِ لَا تَرْضَىَ بِذُلٍّ
تَرُدُّ الْغَازِي مَقْطُوعَ الْذِّرَاعِ
بِلَادُ الْشَّامِ لَا تَرْضَىَ بِضَيْمٍ
وَلَا تَرْضَىَ الْخُنُوعَ وَالاِنْصِيَاعِ
وَخَيْلُ الْشَّامِ كَمْ خَاضَتْ مَعَارِكَ
وَكَمْ فَتَحَتْ جُيُوشُهَا مِنْ بِقَاعِ
وَكَمْ فَتَحَتْ مِنَ الْأَمْصَارِ مِصْرَاً
وَكَمْ هَزَمَتْ جُيُوشُهَا مِنْ رُعَاعِ
سَتَنْتَصِرُ الْشَّآمُ بِعَوْنِ رَبِّي
وَقُوَّةِ شَعْبِهَا الْبَطَلِ الْْشُّجَاعِ
فَأَرْضُ الْشَّامِ مِعْرَاجٌ وَقُدْسٌ
وَلِلهِ الْعَظِيْمِ فَقَطْ رُكُوعِي
وَلَا تْرْكَعُ لِغَيْرِ اللهِ رَبٌّ
وَقَلْبٌ مُؤْمِنٌ بَيْنَ الْضُّلُوعِ
…………………………………
كُتِبَتْ في / ١٨ / ٢ / ٢٠١٥ /
… الشَّاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …