أقدم حضارة في تاريخ العراق. حضارة سومر
الحضارة السومرية من الحضارات القديمة المعروفة في جنوب بلاد الرافدين[1] وقد عرف تاريخها من الألواح الطينية المدونة بالخط المسماري. وظهر اسم سومر في بداية الألفية الثالثة ق.م. في فترة ظهور الحيثيين لكن بداية السومريين كانت في الألفية السادسة ق.م. حيث استقر شعب العبيديين بجنوب العراق وشيدوا المدن السومرية الرئيسية كأور ونيبور ولارسا ولجش وكولاب وكيش وإيسن وإريدو واداب (مدينة). واختلط العبيديون بأهل الشام والجزيرة العربية عن طريق الهجرة أو شن غارات عليهم. وبعد عام 3250 ق.م. وكانت خاصة بهم وابتكروا الكتابة على الرقم الطينية وهي مخطوطات ألواح الطين (انظر مسمارية). وظلت الكتابة السومرية 2000 عام، لغة الاتصال بين دول الشرق الأوسط في وقتها.
تطلق سومر على الأراضي التي أطلق عليها بعد 2000 ق.م. اسم بلاد بابل. وسهل بلاد شنعار هو أراضي ما بين النهرين، التوأمين، دجلة والفرات. وقد أطلق الإغريق على هذه الأرض اسم (ميزوبوتاميا)، وهي كلمة تعني بلاد ما بين النهرين. ويشكل أغلبها اليوم جزءاً من دولة العراق الحديثة، برغم أن الفرات يرتفع من سوريا، ودجلة في تركيا. وفيما بين الحدود التركية وجبال أرمينيا في الشمال حتى الخليج العربي في الجنوب، يمتد ما يقرب من ستمائة ميل، هي المساحة التي تمتد من أبردين إلى دوفر. وفيها بين الصحراء السورية في الغرب وجبال فارس – جبال زاجروس – في الشرق ما يقرب من مائة إلى مائة وخمسين ميلاً. في هذه المنطقة، وبالذات في الجنوب منها، تحققت الحضارة السومرية في الوجود في النصف الثاني من الألفية الرابعة ق.م.[2]
(السومريون) لا نعرف الكثير عن اصول السومريين وقد افترض العلماء الكثير من الفرضيات في شأنهم. بعض الباحثين العراقيين يعدونهم من الاقوام الذين هاجروا من شمال العراق إلى جنوبه، معترفين بأصولهم الجبلية. ولكن هذا الرأي يتنافى مع ماذكره السومريون أنفسهم عن أصلهم كما ورد في أحد الألواح الطينية السومرية ونقله الباحث العراقي أحمد سوسة (ما نقله السومريون عن أنهم تركوا موطنا في ارض جبلية يمكن الوصول إليها بحراً)[3]، حيث إن شمال العراق ارض جبلية ولكن لايفصلها عن جنوب العراق أي بحر. وبعد هجرتهم حلوا في الجنوب عند مصبي دجلة والفرات حوالي العام 3200 ق.م، وهناك أسسوا مدناً هي ممالك مستقلة أشهرها: أور، أوروك، اوما وغيرها. وتفصل المستنقعات بين هذه المدن، ولكنها تتصل بأقنية ممهّدة. ويرى آخرون أن السومريين من الأقوام التي هاجرت من جنوب العراق (الجزيرة العربية) لتؤسّس موطناً بديلاً لها في انحسار العصر الجليدي الأخير الذي بدأ فيه تصحّر الجزيرة العربية بينما كانت مستنقعات الرافدين تجفّ لتتحول إلى أرض صالحة للاستيطان والاستزراع، ويذهب أحد أهم المدافعين عن هذا الرأي وهو عبد المنعم المحجوب في كتابه ما قبل اللغة إلى أن الأقوام التي هاجرت من الجزيرة العربية إلى الرافدين، تزامن ترحالها مع الأقوام التي هاجرت من الصحراء الكبرى إلى وادي النيل، وأن هذه الأقوام تشكّل الطرف الشرقي والغربي للحوض الأفروآسيوي الذي كان يتحدّث لغة واحدة هي السومرية بلهجات متعدّدة.[4] وهذا الرأي -إن صح- فهو يعني ان السومريين أقوام سامية تعتبر من أسلاف العرب الحاليين.
خلال القرون التي تلت الهجرة السومرية نمت الدولة وتطورت في الفنون والعمارة والعلوم. تتحدث النصوص السومرية عن المدن التي حكمت في الجنوب وان المصدر المهم لدراسة الحقبة السومرية هو قائمة من الملوك السومريين. وتتحدث القائمة عن الدويلات السومرية وكأنها متعاقبة زمنيا لكن الواقع التاريخي يشير إلى انها تعاقبت جزئيا أو كليا فعلى سبيل المثال نعرف ان حاكم أوروك گلگامش كان معاصر لحاكم كيش المدعو اككا (Agga). أول سلالة سومرية حاكمة كما يقول الإثبات السومري هي مدينة كيش التي يورد لها 23 ملكا نصفهم اسماءهم سامية (جزرية)، وأبرز حكامهم هو إيتانا، والذي نمتلك عنه أسطورة تتحدث عن صعوده على ظهر نسر إلى السماء. أعقبتها سلالة اوروك بدلالة الإثبات رغم أن اخر ملوك كيش المدعو اككا كان معاصر لخامس حكام اوروك گلگامش. وترتبط بالأخير عدد من الملاحم السومرية التي تمكن العلماء من التعرف على ستة منها، وفي العصر البابلي القديم تم صهر هذه الملاحم مع اضافات اكدية لتظهر ملحمة گلگامش الشهيرة.
وقبل القرن 25 ق.م. قامت الإمبراطورية السومرية بقيادة لوجلالمند وبمدينة أداب (2525 ق.م – 2500 ق.م). وكانت تمتد من جبال طوروس حتي جبال زاجروس ومن الخليج العربي وحتي البحر الأبيض المتوسط. وعاشت سومر فترة اضطرابات داخلية حتى القرن 23
سومر وأكاد بعدما ضمهما لبابل لتظهر الحضارة البابلية. والحضارة السومرية التي خلفت آلاف الألواح المسمارية باللغة الأكادية. ومنذ أوائل الألف الخامس ق.م. شهد ما بين النهرين السهل الرسوبي في العراق (دلتا الرافدين) الانتقال من القرى الزراعية إلى حياة المدن. ففي هذا السهل قامت المدن الأولى مثل أريدو وأور والوركاء(وركا). وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط للسيطرة على الفيضانات، وإنشاء السدود وحفر القنوات والجداول. وفي هذا السهل كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري. مما جعل السومريين هم بناة أقدم حضارة في التاريخ. وفي حدود سنة 3200 ق. م. ابتكر السومريون الكتابة ونشروها في عدة بلدان شرق أوسطية، وقامت في بلاد سومر أولى المدارس في التاريخ.
قائمة الملوك السومريون
تعد قائمة الملوك السومريون من الألواح الأكثر اهمية ومنفعة في تاريخ بلاد سومر رغم أن سنين الحكم فيها مبالغ فيه في أوائل الملوك عدد سنين الحكم في المسلة غير معقول ويمكن عدم اعتماده في الملوك الأوائل ولكن ذكرناه التزاما بالنص واليكم نصها: بعد أن هبطت الملكية من السماء أصبحت إريدو مقر الملكية في اريدو حكم (الوليم)28800 سنة وحكم (لجار)36000 سنة – ملكان حكما 64800 سنة ثم هجرت إريدو ونقلت ملكيتها إلى باد تيبيرا في باد تيبيرا حكم (اينمثلوانا) 43200سنة وحكم (اينمنجالانا) 28800 سنة وحكم (دوموزي) الراعي 36000-ثلاثة ملوك حكموا108000 سنة ثم هجرت باد تيبيرا ونقلت ملكيتها إلى لاراك في لاراك حكم (اينسيبازي انا) 28800 سنة -ملك واحد حكم 28800 سنة وهحرت لاراك ونقلت ملكيتها إلى سيبار في سيبار حكم اينميدورانا 21000 سنة كملك -ملك واحد حكم 21000 سنة ثم هجرت سيبار ونقلت ملكيتها إلى شوروباك في شوروباك حكم اوبارتوتو 18600سنة كملك – ملك واحد حكم 18600سنة (المجموع) 5 مدن 8 ملوك حكمو 241200 سنة ثم اغرق الطوفان البلاد وبعد أن اغرق الطوفان البلاد وهبطت الملكية من السماء مرة ثانية أصبحت كيش مقر الملكية في كيش حكم جا اور 1200سنة كملك وحكم (جولا-نيداباناياد)960 سنة وحكم بالا كيناتيم 900سنة وحكم نانجيشليشما 1000 سنة وحكم باحينا[6]
إنقراض السومريين
يعتقد المؤرخ ديلا بورت أن السومريين قد تلاشوا في كفاحهم ضد العيلاميين وقد أحرقت مدنهم واختفت لغتهم ثم أصبحت مدنهم جزء من أكد.[7] كما قال الباحثان دياكوف وكوفاليف في كتابهما الحضارات القديمة بما نصه (العموريين والعيلاميين قضوا على السومريين نهائيا).[8] والعموريين هم قبائل سامية نزحت من الجزيرة العربية وهم أسسوا الحضارة البابلية في عصرها القديم أي عصر حمورابي، بينما العيلاميين هم أقوام تسكن عربستان (غرب إيران حالياً).
الثقافة السومرية
المقالة الرئيسة: لغة سومرية
لقد ترك السومريون بعض القطع الأدبية التي ترجمها الباحثون منها ملحمة جلجامش وهي أول عمل أدبي تجاوز بيئته آنذاك وانتشر في أنحاء العالم وتُرجم لأكثر من لغة.
ترك السومريون عدة أعمال مثل مرثاة أور، وقد أُلفت هذه المرثاة بعد سقوط مدينة أور بيد العيلاميين وهناك مراثٍ أخرى مثل مرثاة سومر، ومرثاة نيبور ومرثاة إريدو ومرثاة أوروك.
من بين الاساطير هنالك أسطورة الخلق السومرية وقد أُكتشفت في نيبور. وأسطورتا إينمركر وقصّتا لوغال باندا.
هناك بعض الحكم السومرية المتداولة مثل:
المال مثل الطير لا يعرف موطناً ثابتاً.
شعب بدون ملك، ماشية بدون راعٍ.
ظهرت الكتابة في سومر منذ حوالي 3200 سنة قبل الميلاد وهي بذلك تعتبر أقدم أبجدية عرفها التاريخ وقد عُرفت بالكتابة المسمارية لأنها كانت تُكتب على ألواح طينية بآلة حادة لتعطي رسوما تُشبه المسمار. وقد نقلوا من خلالها الكثير من العلوم.