. كنتُ يوماً
. **************
جبلاً من كبرياءْ
كنتُ يوماً
قبلَ أنْ أغرقَ في عينيكِ
أو أبلوْ العناءْ
قبلَ أنْ يأخذَني الطوفانُ
إذْ لا جبلٌ يعصمُني منهُ
ولا يقبلُني نوحٌ
على ظهرِ السفينةْ
وترانيمي الحزينةْ
لمْ تعدْ تُطربُ منْ كانتْ
تغنيها تراتيلَ صلاةْ
والحياةْ
سفرٌ في التِيهِ
لا يعرفُ قصدا
ومعاناةٌ لها بدءٌ
ولا تعرفُ حدّا
وهوَ كأسٌ
لم تعدْ فيهِ ثمالةْ
ورفيقٌ أَلِفَتْ يمنايَ
أنْ تلقى شمالهْ
ونديمٌ إنْ نأى
عنيَ يوماً
بتُّ أشتاقُ وصالهْ
إذْ أناجي فيهِ
طيفاً شارداً
عزَّ منالهْ
وأنا منكِ رهينَ المحبسينْ
صمتُكِ الظالمُ
والوجدُ الدفينْ
شَرِبا من فيضِ أجفاني
وما جفَّ المعينْ
والحنينْ لمْ يزلْ
يُؤنسُ أيامي
ولا يهدأُ يوماً أوْ يلينْ
. **********
. ( هاشم السهلاني )
