” جزء من محاضرة انواع القلوب / محاضر بقلم د/ امل مصطفي “
جزء من محاضرة انواع القلوب
محاضر د/ امل مصطفي
القلب ذلك المحرك الأساسي للجوارح والأبدان، به تستقيم أعمال المرء أو تفسد، ومنه تنبعث الأوامر ، ومنه الإيمان يُشع ليسري نوره بسائر البدن والروح… فالقلوب هي أسرار العباد.. فمن طابت نفسه ونيته طابت حياته.. ولقد قالوا قديماً: القلب ملك، والأعضاء جنوده ؛ فإذا صلح القلب ، صلحت الرعية، وإذا فسد القلب فسدت الرعية فالقلب لا يموت بموت أي عضوٍ من أعضاء الجسد، وقد لا يموت لو ماتت الأعضاء الأخرى كلها؛ لكن جميع أعضاء الجسد تموت بموت القلب وبتوقّفه عن العمل.
لذلك تُسند إلى القلب صفة العقل، وغيرها من الأمور العظيمة بسبب عظمة مكانته في الجسد.
**ما أهمية القلب في الإسلام؟
تظهر أهمية القلب عند الله في كونه:
١- مكان التكليف الأول ومكان نظر الرحمن.
يقول النبي: “إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم”(رواه مسلم)
٢- الملك الذي بصلاحه يصلح سائر الجسد
يقول النبي “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله”
٣- طهارته شرط دخول الجنة
لذا ذم الله خبثاء القلوب فقال: {أُولِئك الّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ في الدُّنيا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيْمٌ } [ المائدة: 41 ]
٤- لا ينفع في الآخرة إلا القلب السليم
{ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنوْنٌ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليْمٍ} والقلب السليم هو الذى سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة، فسلم من كل آفة تبعده من الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض امره ، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله..
٥- لا ينتفع بالحكمة إلا أصحاب القلوب الحية أصحاب القلوب المؤمنة وحدهم ينتفعون بالحكمة، لأن قلوبهم مبصرة؛ نعم ففي القلب العقل والفهم والإدراك والتصور ثم بعده تأتي الجوارح {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهيد}….