التشبيه التمثيلي بقلم الأستاذ سدار أحمد يعقوب

تبسيط البلاغة العربية ( التشبيه التمثيلي)
أحبتي محبي اللغة العربية وبلاغتها البيانية والبديعية المتميزة :
تعالوا اليوم نتكلم عن التشبيه التمثيلي وهل هذا التشبيه يشبه التشبيهات الأخرى؟ !
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
( ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))
الجمعة (5)
عزيزي المتلقي حاول الإجابة عن الاسئلة: ..
1/ بماذا شبه الله سبحانه وتعالى اليهود
2/ أكان المشبه به صفة واحدة أم صفات متعددة
3/ ماوجه الشبه بين المشبه اليهود والمشبه به الحمار ؟؟
4/ أكان الوصف لليهود حقيقياً أم هو عائد إلى التوهم؟ !
…………
المناقشة
نلاحظ أحبتي محبي البلاغة العربية:
أنَّ التشبيه هنا مختلف عن غيره من التشبيهات
حيث أنَّ الجامع بين المشبه والمشبه به متعدد فالصورة هنا مركبة
فقد شبه اليهود بالحمار الي يحمل كتب نافعة ولايعلم ماقيمة مايحمل
. فاستخدم أداة التشبيه الكاف
ووجه الشبه الجامع هو عدم الانتفاع من التورات مع المعاناة في اصطحابه
والتشبيه هنا كما نلاحظ غير حقيقي فليس المراد تشبيه اليهود بالحمار حسياً
وإنما عقلياً يستشف من حالة الحمار
الذي يتعب
بحمل الكتب النافعة
فالتشبيه تمثيلي تصوير صورة حسية
بصورة متخيلة
تحتاج لكد وتعب من المتلقي للوصول إليه ذلك لإثارة
مُلكة التخيل لديه والكشف والاستماع بجماليات الفكرة
…….
نتوصل من خلال ماذكرناه
لتعريف التشبيه التمثيل:
هو التشبيه الذي
يكون فيه وجه الشبه منتزع من متعدد وهو تشبيه صورة محسوسة بصورة متخيلة
……….
إليكم مثال آخر لجمالية هذا النوع من التشبيه
يقول ذو القروح الملك الظليل امرؤ القيس في معلقته:
مكر مفر مقبل مدبر معاً
ً كجلمود صخرٍ حطه السيل من علِ
تلاحظ عزيزي المتلقي كيف يقدم لنا هذا البيت مبالغة لطيفة تعبر عن مدى قدرات الشاعر في
التفكر والتخيل ومدى إبداعه في توظيف البلاغة وتخيلاتها
الراقية في شعره
فنلاحظ كيف اجمع بين الكر والفر والاقبال والإدبار في قوة ذلك الفرس لافي فعله وذلك عبر صورة متخيلة وقرنها ومزجها بصورة حسية
صورة صخر رماه السيل الجارف من مكان مرتفع
واترك لك التخيل عزيزي المتلقي مع قول المتنبي ووصفه لسيف الدولة:
ــ يهز الجيش حولك جانبيه
كما نفضت جناحيها العقاب