إشراقات أدبية

بكت بكت بقلم: محمد عبد القادر زعرورة

…………… بَكَتْ بَكَتْ … وَبَكَتْ ……………
… الشَّاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …

بَكَتْ عُيُوْنُ الْحُوْرِ عَلَىَ مَمَاتِي
كَمَا بَكَتْ الْقُلُوبُ عَلَىَ مُعَانَاتِي

بَكَتْ عُيُوْنُ الْمَاءِ عَلَيَّ كَمَا
بَكَتْ عُيُوْنُ الْوَرْدِ وَالْزَّهْرَاتِ

بَكَتْ عُيُوْنُ الْتِّيْنِ وَالْزَّيْتُوْنِ
وَبَكَتْ الْجِبَالُ وَالْتِّلَالُ كَالْهَضَبَاتِ

بَكَتْ عُيُوْنُ الْحَيِّ بِبَلْدَتِي
وَبَكَتْ عُيُوْنُ الْأَحْيَاءِ وَالْجَارَاتِ

بَكَتْ عُيُوْنُ الْعَجَائِزِ حُرْقَةً
وَبَكَتْ عُيُوْنُ الْأَوْلَادِ وَالْبَنَاتِ

بَكَتْ عُيُوْنُ الْهَوَىَ تَذَكَّرُنِي
وَبَكَتْ عُيُوْنُ جمِيْعِ الْفَاتِنَاتِ

َبَكَتْ شَبَابِي الَّذِي وَلَّىَ
بَكَتْ الْصِّبَا وَجَمِيْلَ الْذِّكْرَيَاتِ

بَكَىَ الْرَّبِيْعُ عَلَيَّ لِأَوْصَافِي
لَهُ لِجَمِيْلِ وَصْفِي لِلْفَرَاشَاتِ

حَتَّىَ الْطُّيُوْرُ بَكَتْ فِكْرِي
نَاحَتْ عَلَيَّ لِفُقْدَانِ عِبَارَاتِي

وَالْنَّحْلُ يَبْكِ وَدَاعَ الْشَّهْدِ
في قَلَمِي وَبَكَتْ كُلُّ فَرَاشَاتِي

بَكَتْ الْحُرُوْفُ كُنْتُ أَرْسُمُهَا
بَكَتْ عَلَيَّ جَمِيْلُ الْكَلِمْاتِ

بَكَىَ الْرِّفَاقُ حُسْنَ مُعَامَلَتِي
وَنَاحَتْ عَلَيَّ طَوِيْلَاً رَفِيْقَاتِي

بَكَىَ عَلَيَّ أَصْحَابِي وَخِلَّانِي
وَبَكَىَ عَلَيَّ أَتْرَابِي زَمِيْلَاتِي

بَكَتْ عَلَيَّ حَبِيْبَتي جَمْرَاً
وَبَكَتْ عَلَيَّ جَمِيْعُ حَبِيْبَاتي

وَبَكَتْ عَلَيَّ غَادَتي الْشَّقْرَاءُ
وَتَمَزَّقَ قَلٌبُهَا أَلَمَاَ بُنَيَّاتي

بَكَتْ عَلَيَّ أَوْرَاقِي وَأَقْلَامِي
وَبَكَتْ عَلَيَّ مِحْبَرَتِي وَمِمْحَاتِي

بَكَتْ عَلَيَّ طَاوِلَتِي وَكُرْسِيِّيْ
وَبَكَتْ عَلَيَّ أَشْعَارِي قَصِيْدَاتِي

بَكَتْ عُيُوْنٌ كُنْتُ أَلْبِسُهَا
مِنَ الْزُّجَاجِ تَلْمَعُ مِثْلَ مِرْآةِ

وَتَجْأَرُ بِالْدُّعَاءِ إِرْحَمْهُ رَبَّاهُ
قَدْ كَانَ عَذْبَاً جَمِيْلَ الْعِبَارَاتِ

كَانَ نَقِيُّ الْقَلْبِ طَيِّبٌ لَبِقٌ
سَهْلٌ فَسِيْحٌ عَابِقُ الْعُطُرَاتِ

فُلُّ الْحَدِيْثِ وَيَاسَمِيْنِي الْعِشْرَةِ
وَنَرْجِسُ الْسِّمْعَةِ صَانَ الْكَرَامَاتِ

أَيُغَيِّبُ الْمَوْتُ أَقْلَامَاً عَشِقْنَاهَا
وَيُحْرِمُنَا مِنْهَا عَذْبَ الْرِّوَايَاتِ

لِلهِ نَتْرُكُ الْأَمْرَ نُسَلِّمُهُ
لِلْخَالِقِ الَّذِي رَفَعَ الْسَّمَاوَاتِ

……………………………….
كُتِبَتْ في / ١ / ١٢ / ٢٠٢٢ /
… الشَّاعر الأَديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى