أنا مِن تَعِزّ
شعر /د. عبد الولي الشميري
أنا مِن (تَعِزّ) وهذه أوراقي
شَهِدت بأنَّ الحبَّ في أعماقي
أنا مِن (تعزّ) مدينتي وعشيقتي
وبها عُرِفْتُ بِسيّدِ العشّاقِ
فيها ومن أغصانِ رمّاناتِها
كَحَّلْتُ عينَ الفجرِ في الأحداقِ
أنا مِن (تَعزّ) مدينةٍ قدسيّةٍ
ومناطِ كلِّ مجاهدٍ سَبَّاقِ
بـ (معاذَ) مبعوثِ النّبيِّ محمّدٍ
بمعارفِ القرآنِ والأخلاقِ
عصرُ المُظَفَّرِ (يُوسُف) 1 يزهو به
(صَبِرٌ) 2 و(مكّة)، يا لَعصرٍ راقي
مهدُ (ابن علوان)3 الفقيهِ منارةٌ
والكوكبُ ( السُّودي)4 في الآفاق
يا بدرُ كم سامرْتَ في خُلُواتها
مِن مخبتٍ في دمعِه المُهْراقِ
يا شمسُ كم عانَقْتِ في أحيائها
مِن غادةٍ كالبدرِ في الإشراقِ
يا أختَ غزّةَ والدَّمارُ يَلُفُّها
الصَّبرُ طوقٌ في الشَّدائدِ واقِ
(نَيرونُ) أَضحى في (تعزّ) مدينتي
بالقتلِ والتّدميرِ والإحراقِ
اِهدم وزدْ في القتلِ وافعلْ مثلَما
فعلَ العقيدُ ومثلَه ستُلاقي
وأنا التّعزّيُّ الّذي رفضَ البقا
في الذُّلّ، ليس الذّلُّ من أخلاقي
لا يَحْسَبِ الجُبناءُ أنَّ دماءَها
ستموتُ أو تَفنى لَدى الإزهاق
فتعزُّ ملءُ نسائِها ورجالِها
حُمَمٌ مِنَ البُركانِ في الأعماقِ
تزهو بهم صنعاءُ موجًا هادرًا
زحفًا كَسَيلٍ هادرٍ دَفَّاقِ
يكفي التَّخَلُّفُ ثلثَ قَرنٍ كاملٍ
ارحلْ بِجَهْلِكَ واستمعْ لطلاقي
لا تَخْدَعَنَّكَ شلّةٌ نفعيّةٌ
فالخَرْقُ مُتَّسِعٌ على الرَّتَّاقِ
وسيندمُ المُتَملِّقونَ إذا أتى
يومُ انتصاري يومُ حَلِّ وثاقي
عَتَبي على بَعضِ الَّذينَ وَلَدْتُهُم
وغَذَوْتُهُمْ وصَبَغْتُهم بِمَذاقي
بوظيفةٍ يَرْضَوْنَ سَفْكَ دَمي وقد
كانوا بَنِيَّ ومِن أعزِّ رِفاقي
أهلي وإن ضَنُّوا عَلَيَّ أعزُّهم
وغدًا سيحتشدونَ عندَ عِنَاقي
وغدًا سيُشرقُ في الحياةِ وَميضُها
وتَعزّ تبقى كعبةَ الأشواقِ
صبرًا فبعدَ اللَّيلِ فَجْرٌ أشقرٌ
والصُّبحُ يَفْضَحُ نافخَ الأبواقِ
فالغيثُ يهطلُ بعد رعدٍ قاصفٍ
والشَّعبُ بحرٌ والشّبابُ سواقي
لِتَعِزَّ عهدٌ لا يُخانُ وذِمَّةٌ
والعهدُ أثقلُ ما على الأعناقِ
هذي (تعزّ) اليومَ بين ضُلُوعِها
روحُ الصّمودِ ووثبةُ العملاقِ
مهما رَمَوْكَ قنابلًا ومَدافعًا
فسيرحلونَ وأنت أنتَ الباقي
غرقتْ مراكبُ زنقةٍ في زنقةٍ
وركبتُ من فوقِ القطارِ بُراقي
زر الذهاب إلى الأعلى