المقال

علم الدلالة في اللغة العربية //بقلم اﻻستاذ ابراهيم الطرس

علم الدلالة

تُقسم علوم اللغة العربيّة إلى عدّة أقسام، منها: علم النحو، وعلم الصرف، وعلم العروض، وعلم الدلالة، ويعدّ هذا العلم من أهم علوم اللغة؛لأنه يوضح ويبيّن سحر اللغة العربية في استخدام الألفاظ في عدة مواضع، ويبن ما تحتويه اللغة من كلمات قادرة على التعبير عن أي فكرة ، ووصفها وصفاً دقيقاً. ‏

تعريف علم الدلالة

علم الدلالة هو علم يهتمّ بدراسة المعنى، ويُعرف أيضاً بأنه العلم الذي يهتمّ بدراسة الشروط الواجب توفرها في الرمز حتى يكون قادراً على حمل المعنى.

أنواع الدلالات

الدلالة الصوتية: وهي تعني طريقة نطق الكلمة؛ حيث يُمكن للمعنى أن يتغيّر باختلاف نبرة صوت الكلمة.

الدلالة الصرفية: وهي نابعة من علم الصرف من خلال أبنية الكلمات وصيغها.

الدلالة النحوية: وهي تعني طريقة ترتيب الكلمات داخل الجملة؛ فالجملة في اللغة العربية لها ترتيب محدد لا يجوز أن يختل وإلا اختل معناها.

الدلالة المعجمية أو الاجتماعية: وهي تعني ما تحمله الكلمة من معنى يصل إلى الذهن عند سماع هذه الكلمة؛ ولكل كلمة معنى مُعيّن في المعجم على الرغم من أن بعض الكلمات يمكن أن تحمل عدة معاني. ومع أنّ لكل كلمة دلالتها الخاصة في اللغة، إلا أنّ ترتيب الكلمات داخل الجملة يُعطيها نوعاً من الترابط، لتُشكّل مع بعضها البعض المعنى المقصود من الجملة كاملةً، ولا يصل المعنى المقصود إلّا عندما يقف السامع على هذه الدلالات.   أقسام علم الدلالة

درس العلماء سابقاً العلاقة بين اللفظ والمعنى واعتبروها كالعلاقة بين النار والدخان، وكان للهنود دورٌ كبيرٌ منذ القدم في تقسيم علم الدلالة إلى أقسام من خلال دراستهم لعالم الموجودات، وقسّموا الدلالات بناءً على ذلك الى أربعة أقسام: قسم يدل على مدلول عام أو شامل (مثل لفظ: رجل).

قسم يدل على كيفية (مثل كلمة: طويل).

قسم يدل على حدث (مثل الفعل: جاء).

قسم يدل على ذات (مثل الاسم: محمد).

أهمية علم الدلالة فهم طبيعة اللغة من خلال فهم المعنى، وذلك لأنّ للمعنى دوراً كبيراً في التحليل اللغوي وتطبيقات علم اللغة. أهمية المعنى من خلال اتصال الألفاظ بالتفكير؛ وهذا مهم في العلوم الإنسانية الأخرى مثل علم النفس والفلسفة. اعتبار الألفاظ عنصراً من العناصر؛ لهذا وجب على الباحثين تناولها في دراساتهم حول اللفظ ومعناه.

اتصال دلالة اللفظ في جوانب الحياة المتعددة والتواصل بين الأفراد ووجود خلل في فهم دلالة اللفظ يؤدّي إلى خلل في التواصل بينهم. قيل إنّ الألفاظ أجساد والدلالات هي الأرواح؛ فلا دلالات دون ألفاظ ولا ألفاظ دون دلالات؛ فالكلمة تُعبّر عن معناها وهذا هو جوهر علم الدلالة فهم المعنى المقصود للكلمة، أي معرفة روح اللفظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى