تراث عربي /نحو/علوم لغة

اللغة العربية الجزء السادس//بقلم الكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد 🇱🇧

الجزء السادس
يعد الحرف العربي اليوم الثاني بعد اللاتنية.

 

كانت اللغات السامية هي السائدة ، ثم انبثقت اللغة العربية البدائية من الارامية في جنوب الشام و شمال شرق شبه الجزيرة العربية في اواخر الالفية الاولى ق م.
تم توثيق التنوع للغة العربية القديمة بشكل جيد من خلال النقوش ، يعود تاريخ توثيق اول نقش الى سنة 328 للغة العربية و بخط نبطي.
مع الوقت زاد عدد الناطقين باللغة العربية شمالا و جنوبا و الى شمالي الحجاز و بعد استيلا الانباط على تيماء و دومة استبدلت اللغة العربية اللغتين المحليتين الومية و التيمانية .
انتشرت اللغة العربية قبل ظهور الإسلام (كان للتبشير المسيحي يد في نقل اللغة العربية )، لكنها توسعت بعد ظهور الإسلام وفتوحات العرب في القرنين السابع والثامن، كما اطاحت اللغة اللاامية باللغة السبئية ، هكذا اطاحت اللغة العربية باللغة الارامية ، و انتشرت بالمغرب الغربي و ليبيا مع اللغة الامازيغية ، و في مصر مع اللغة القبطية ، و في سوريا والعراق مع اللغة الارامية ، و في لبنان مع الارامية و السريانية ، مع الوقت الارامية اصبحت شبه معدومة ، مع الفتوحات الاسلامية توغلت اللغة العربية لهجة و كتابة و قرأة الى اسبانية و جزر مالطا و الى زنجبار القريبة من تونس
وهكذا فإن اللغة العربية تقف أمامنا اليوم كونها ذات أهمية عملية وعلمية كبرى، وهي لغة على الرغم من استخدامها على نطاق واسع بتاريخها الثري، إلا أنها ظلت نقية للغاية وغير متأثرة، وتحتوي على مكونات أجنبية أقل من ثقافة اللغات الأوروبية.
في ظل الانطباع القوي عن اندماج الثقافات الأجنبية في العالم العربي ، ان أهمية الدور الذي لعبه العرب أنفسهم في تكوينها. فهم لم يكونوا مقاتلين وحاملين للدين الجديد فحسب، بل أعطوه أيضًا لغة وكتابة
وقد كان المبشرون من أهل العراق نشطين في التبشير في جزيرة العرب، فلا يستبعد أن يكون من بينهم مبشرون من الحيرة نقلوا الكتابة إلى دومة الجندل.

من اهم الاطباء المسيحين في ذلك العصر :
الحارث بن كلدة (طبيب العرب): كان من الطائف وسافر في البلاد وتعلم الطب بناحية فارس، وتمرن هناك وعرف الداء والدواء، وبقي أيام رسول اللَّه (صلى الله علية وسلم) وأيام أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان (رضي اللَّه عنهم) وكان طبيب العرب.

أثرى الشعراء المسيحيون آداب ولغة العرب بتعبيرات لم يسبقهم إليها أحد، ومنهم من لمع وأضحى بطلاً لروايات أدبية اشتهرت في المشرق كافة. وقد تركت قصائد بعضهم أثراً بالغاً في التاريخ العربي، إذ حملت إشارات إلى حوادث ونزاعات سياسية وحروب قبلية، من اهمهم :
امرؤ القيس: بن جحر بن الحارث بن عمرو المقصور، من أشهر شعراء العرب المسيحيين قبل الإسلام، تعلم الشعر على يد خاله المهلهل وتفوق في زمانه على سائر الشعراء واشتهر بمعلقته:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْهَــــا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْـــــألِ
عدي بن زيد العبادي: أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى ملك الفرس. «المقدم على جميع شعراء الحيرة… كان نصرانياً هو وأهله» يقول الجاحظ: «سأنشدك لعدي بن زيد، وكان نصرانياً دياناً، وتَرجماناً، وصاحب كتب، وكان من دهاة أَهل ذلك الدهر.
زهير بن أبي سلمى المزني: وهو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وهم امرؤ القيس وزهير والنابغة. اشتهر زهير بأنه بعيد عن السخف ولا يمدح أحداً إلا بما كان فيه.
النابغة الذُبياني: واسمهُ زياد بن معاوية، وهو من الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء. قيل فيه: «أشعر شعراء قومه وأشعر الناس وأشعر العرب».
الحارث بن عوف بن ضب: تميز شعره بمفردات صعبة زادت من غنى معاجم اللغة، كقوله:
كالأسوَد الحبَشيِ الحمش يتبعهُ سود طماطم في آذانها النطُف
هاب هبــــل مدل يعمــــل هـــــزج طفطافُهُ ذو عفاء نِقنق جنف
عبد يَغوث: بن صلاءة بن الحارث بن وقّاص، أسر في معركة مع بني تميم، ولما هموا بقتله قال قصيدة فيها يطلب إطلاق سراحه معللا أنه لم يقتل فارسهم النعمان بن جساس، يقول فيها:
أَقُولُ وقد شَدُّوا لســــــــانِي بِنِسْعَةٍ أَمَعْشَرَ تَيْمٍ أَطْلِقُوا عن لِسَانِيَا
أَمَعشَرَ تَيمٍ قَد مَلَكتُم فَأَسجِحـوا فَإِنَّ أَخاكُم لَم يَكُن مِن بَوائِيا
فَإِن تَقتُلوني تَقتُلـــــــــــوا بِيَ سَيِّداً وَإِن تُطلِقوني تَحرُبوني بِمالِيا
يقول عنه الجاحظ(159 هـ-255 هـ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي،) «وليس في الأرض أعجب من طرفة بن العبد وعبد يغوث، وذلك أنه إذا قسنا جودة أشعارهما في وقت إحاطة الموت بهما، لم تكن دون سائر أشعارهما في حال الأمن والرفاهية».
دريد بن الصمة: واسمه معاوية بن الحارث. كان فارساً شجاعاً، سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم، وأدرك الإسلام فلم يسلم.
أعشى قَيس المعروف بالأعشى الأكبر: هو ميمون بن جَنْدل بن شراحيل، من نصارى اليمامة. اشتهر بمعلقته «ودع هريرةَ إن الركب مرتحل». قالوا: «أشعر الشعراء أربعة: زهير إذا طرب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا غضب، وعنترة إذا كلب. وقد ذهب كاسكل (Caskel) إلى أن الأعشى كان نصرانياً، وذهب الأب شيخو هذا المذهب أيضاً، وأجاز بروكلمان تنصره، ولكن في الغالب الأعم أنه لم يكن متعمقاً في النصرانية.
تابع
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
في 2023/6/16
جزء من المعلومات من غوغلاى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى