إشراقات أدبيةالمقال

عن الطب في أشعار العرب بقلم د.سيد غيث

……………………… بسم الله الرحمن الرحيم ……………………..
.

__________(( عن الطب في أشعار العرب ))___________
.
أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائف رمضانية )
أزف اليكم التهاني والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
وكثير من السعادة .. والمسرات .
.
= تقديم :
الطب في المصطلح : فن العلاج وهو العلم الذي يجمع الخبرات الإنسانية في
الاهتمام بالإنسان وما يعتريه من اعتلال وأمراض وإصابات تنال من بدنه .
والطب هو علم تطبيقي وعملي يستفيد من التجارب البشرية على مدى التاريخ
وفي العصر الحديث يقوم الطب على الدراسات العلمية الموثقة بالتجارب
المخبرية والسريرية والتشريحية.
وان فن وعلم ( الطب ) لا يجوز نسبته الى بلـد خاص بعيــنه او مملكــة
معينة ولكنه بـــدء عند الامم البائدة فكان اطباء (( الكلدانيون..والبابليـون
والآشوريون)) من السحرة وكان جـل اهتمامهم موجها الى معالجة المريض
بالرقى فكانت تنسب الامراض لى الارواح الشريرة.
*اما الطب عند((المصريين القدماء )).. فكان الكهــنه يستخــدمون القلائد
والتمـائـم هي اساس الطب المصــري القديم لاعتـقادهم ان الامـــراض
لا تشفيها الا التوسلات الى الالهه والتقرب اليها بالقرابين .
*الطب عند((الهنود))..الهنود كان لهم نصيب كبــير فـي المعالجـة لكنهــم
كانـوا يعتمدون على السحروكان طبهم عند (البراهمة)في كتابهم المسمى
(ريجفيـدا) اهتمامات كثيرة بطب الاعشاب .
*والطب عند ((الصينيين))..كانت لدى الصينيين حدائق كبيرة لتربية النباتات
الطبية قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام وينسبون الى الملك (هدافج تي) كتابا
في الطـــب العشبي الفه سنة (٢٦٠٠) قبل الميلاد وهم يعتمدونه حتى
الآن .
*وكان الطب عند(العرب).. بالمعالجات الطبـية في الجاهلية تعتمــد علــى
بعــض النباتات والتداوي بالعسل وعجائن الخلطــات العشبية.. والحجامـة
والفصد..والكي .. وبتر الاطراف.. وغيرها..
*وقد اشتهر كثير من الاطباء في الجاهلية فمنهــــم:(زهيــــر بن جنـاب)
و (ابن حذيم) و(الحارث بن كلده) و(النضر بن الحارث )و (ابـــن ابـي رمثة)
و (السمردل بن قباب) و(ضماد بن ثعلبة) و(زهير بن جناب) وغيرهم الكثير.
*وفي الوقت الذي كانت فيه الكنيسة الغربية تحرم صناعة الطب لأن المرض
عقاب من الله لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه وهو الاعتقاد الذي
ظل ســائدًا في الغرب حتى القرن الثاني عشر بدأ المسلمون فــــي القرن
التاسع الميــلادي في تطوير نظام طبي يعتمد على التحليل العلمــي.ومع
الوقت بدأ الناس يقتنـعون بأهمية العلوم الصحية، واجتهد الأطباء الأوائل في
إيجاد سبــل العلاج أفرز الإسلام في(العصور الوسطى)بعـض أعظم الأطبـاء
في التاريـخ وهم الذين طوروا المشافي ومارسوا الجراحة على نطاق واسع
بل مارســـت النساء الطب حتى أنه كانت هناك طبيبتان من عائلةابن زهـر
خدمتا في بلاط الخليفة الموحـدي أبو يوسف يعقوب المنصور فـي القــــرن
الثاني عشر الميلادي وقد ورد ذكر الطبيبات في الكتابات الأدبية لتلك الفترة.
*ويعد الرازي و ابن سينا أعظم هؤلاء الأطباء وظلت كتبهم تدرّس لفترات
طويلة وكان (لابن سينا)أثرًا عظيمًا على الطب في أوروبا في ( العصـــور
الوسـطى) وكـان المسلمون يصنفون (الطب) على أنه فرع من فــــــروع
الفلسفة الطبيعية متأثرين بأفكار أرسطو وجالينوس. وقد عرفوا التخصص
فكان منهم أطــباء العـــيون ويـــعرفون بالكحالين إضافة إلى ( الجراحين
والفصادين والحجامين) وأطباء أمراض النساء.
*اهتم الأطباء المسلمون أيضًا بما يعرف الآن (بالطب الوقائي) وكانـت لهـم
كتب تهتم بكيفية الحفاظ على الصحة عن طريق الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة
وسبل التغذية السليمة وممارسة الرياضــة للحفاظ على الجسم.
لعـل أشهرها كتاب تـقويم الصحة لابن بطلان وقـد ظلت بعـــــض المؤلفــات
الطبيـة للمسلـمين ككتاب القانون في الطب لابن سينا والحاوي في الطب
للرازي والتصريف لمن عجز عن التأليف للزهراوي تدرس في جامعات الطب
في البلدان الاوروبية .
.
أشهر أطباء العرب
= ابن النفيس
اسمه أبو الحسن علاء الدين ابن أبي الحزم، وعرف باسم (ابن النفيس)، وهو عالم وطبيب
عربي، ولد في مدينة دمشق في عام 607 هـ، الموافق 1216 م.
ألف ابن النفيس الكثير من المؤلَّفات، وعُرف عنه سُرعتُهُ في التأليف، وثقتهُ الكبيرة بما كان يقوله.
عمل في بداية حياته طبيبًا في دمشق، ثم انتقل إلى القاهرة، وعاش فيها أكثر أيام عمره، حيث عين
رئيسًا لمشفى المنصوري، وعميدًا للأطباء المصريين.
وقد قام بإنشاء بيمارستان في القاهرة، بأمر من السلطان سيف الدين قلاوون، سلطان المماليك، وعُين
رئيسًا عليه، حيث كان يُشرف بنفسه على أقسامه الطبية .
وفي أواخر عمره مرض مرضًا، فنصحوه بشرب القليل من النبيذ، تشفيه من علته، ولكنه رفض قائلًا:
“لا ألقى الله تعالى وفي بطني شيء من الخمر”.
.
= مؤلفاته:
كتاب الشامل في الطب، الذي جمع فيه كل ما وصل إليه الطب في زمانه.
كتاب المُهذَّب في الكحل المجرب، وهو يتعلق بأمراض العيون وكيفية علاجها.
كتاب شرح تشريح القانون لابن سينا، حيث شرح فيه كل ما يتعلق باكتشافه الهام، وهي الدورة الدموية الصُغرى.
كتاب المُختار من الأغذية، وفيه يشرح كيفية معالجة الأمراض الحادَّة عن طريق الغذاء.
كتاب علّق فيه على كتاب الأوبئة لأبو قراط.
كتاب تفاسير العلل وأسباب المرض.
وله عدة مؤلفات ليس لها علاقة بالطب منها كتاب في النحو اسمه طريق الفصاحة، والرسالة الكاملية في السيرة النبوية، والمُختَصَر في علم أصول الحديث.
= وفاته :
توفي ابن النفيس في عام 1287م حيث عاش ما يقرب من 78 سنة.
.
= أبو بكر الرازي:
فارس الأصل ولد سنة 862 م ويعتبر من أشهر وأهم الأطباء والعلماء المسلمين، ولكثرة ووفرة علمه سمي بالموسوعة.
قدم الكثير للطب ومنها:
= قيامه بتحديد الأمراض وأسباب كل مرض، واستخلص من الطب الهندي واليوناني اللذان قام بدراستهما، كافة أنواع الفوائد الطبية.
= عالج الكثير من الأمراض التي لم يكن لها علاج، وشخصها بشكلٍ دقيق، ليستخلص الأدوية الخاصة بكل مرض على حدى.

= وهو أول من ابتكر الخيوط الطبية والمصنوعة من جلود الحيوان، والتي تستخدم في العمليات الجراحية.
= وأول من ابتكر وصنّع العديد من المراهم في العلاجات المختلفة.
= وهو أيضاً أول من صنع الكحول الطبية، وقام باستخدامها في تركيب العديد من الأدوية.
.
= مؤلفاته :
له الكثير من المؤلفات التي خلدت اسمه في الكثير من العلوم:
لهفي الطب مؤلف( الحاوي في علم التداوي ) والكافي في الطب وكتاب في الفصد والحجامة.
ومن كتبه المشهورة كتاب المنصوري، وهو كتاب قام بإهدائه لأمير خراسان المنصور، وهذا الكتاب يجمع العديد من العلوم كالطب والكيمياء والصيدلة.
ومن المؤلفات العلمية: كتاب طبقات الأبصار أو كيفيات الإبصار..وفي الكيمياء: سر الأسرار.
= وفاته:
أصيب الرازي في أواخر عمره بضعف في البصر حتى صار أعمى، ولم يتمكن الأطباء من معالجته فتوفي في عام 923 م، ودفن في قرية تسمى راي ببلاد فارس .
.
= ابن البيطار الأندلسي :
صاحب ميزان الطب، واسمه ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي، وذلك نسبة لولادته في قريةٍ تقع في مدينة ملقة في الاندلس، وولد سنة 1197م.
عرف بالنباتي، لأن ابن البيطار من علماء النبات في زمانه، حيث كان يجمع النبات والأعشاب، ويقوم بدراستها، واستخلاص العلاجات منها.
سافر إلى مصر بعهد السلطان الأيوبي ( الملك الكامل ) حيث أصبح رئيس العشابين في عهده.
.
= مؤلفاته:
توصل ابن البيطار بعد البحث والتدقيق والدراسة من خلال ترحاله بين الكثير من البلاد، لوضع أكثر من ألف وأربعمائة دواء حيواني ونباتي، وبيّن فيه الفوائد الصحية لكل دواء،
كتاب المغني في الأدوية المفردة، وهو كتاب يعتبر بالمرتبة الثانية بعد كتاب الجامع لأهميته، حيث رتّب فيها ابن البيطار الأدوية التي تعالج كل عضو من أعضاء جسم الإنسان، بشكلٍ مفصّل، وبسيط، وشرح فيها كافة الأدوية الضرورية للأطباء في علاجاتهم.
كتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام، حيث شرح فيه الأدوية المذكورة في كتاب( ديسقوريدس) الخاصة بالنبات والحيوان.
وألف في الفلسفة: المدخل إلى المنطق والمدخل التعليمي .
= وفاته :

توفي ابن البيطار في دمشق سنة 1248.
.
= ابن الهيثم :
هو : أبو علي الحسن بن الهيثم، وهو أحد العلماء العرب المسلمين، ولد في العراق، عام 354 هـ، بمدينة البصرة.
كان له دور كبير في تغيير الكثير من المعتقدات الطبية التي كانت سائدة في زمانه، من خلال دراسته لاكتشافات وأبحاث العلماء اليونانيين، وأوجد لها البديل الصحيح.
قام بدراسة كل ما يتعلق بالضوء، وعن كيفيّة انتقاله، وقام بتحليل الألوان، وهذا جعل هذه الدراسات مدخل لعلم البصر.
درس كل ما يتعلق بالعين وطريقة الرؤية.
درس القواعد الرياضيّة وما يتعلق بالدائرة، والمثلثات، وقياس المثلثات والنظريات المرتبطة بها.
اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انكسار الضوء، حيث تمكّن من اكتشاف انكسار الضوء، وانحراف الصورة عند مرور أي شعاع ضوئيّ من خلالها.
قام بتشريح العين، وأعطى وصفًا لكافة أجزائها، وفسّر كيفية الرؤية .
ابن الهيثم مبتكر فكرة التصوير الفتوغرافي :
ابتكر ابن الهيثم غرفة مظلمة أسماها “البيت المظلم” حيث شرح من خلالها طبيعة الضوء والرؤية وكان لهذه الدراسة الدور الكبير في استخدامه صندوق للتصوير الفوتوغرافي.
.
= مؤلفاته:
– كتاب المناظر، وهو من الكتب الشهيرة، التي درست البصر، وكيفيته.
– كتاب أصول المساحة.
– كتاب أعمدة المثلثات.
– كتاب كيفيّات الإظلال.
– كتاب شرح أصول إقليدس.
.
= وفاته :
تُوفّي في القاهرة – بمصر عام 430 هـ.
.
= ابن سينا :
هو: أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، وهو من العلماء والأطباء المسلمين، ولد في قرية أفشنة بالقرب من مدينة بخارى سنة 370 هـ 980م.
يعود إليه الفضل في كشف العديد من الأمراض، وإيجاد الأدوية اللازمة لها.
وهو أول من اكتشف الدودة المستديرة، ودوّنها في كتابه المشهور القانون في الطب، في فصل الديدان المعوية، وبيّن أعراض المرض الذي تسببه، وكيفية العلاج.
عالج الأمير نوح بن منصور وهو ما يزال في السابعة عشرة من عمره، في الوقت الذي عجز عن معالجته أكثر الأطباء شهرة، فصار مشهورًا.
أول من قام بوصف الالتهاب السحائي.
ووصف السكتة الدماغية التي تنتج عن زيادة الدم، ويكون بذلك قد خالف الأطباء القدماء في اليونان.
كما قام بالتفريق بين المغص المعوي والمغص الكلوي.
أول من اهتم بتغليف الحبوب التي يتناولها المرضى.
كما قام بالكشف عن أعراض حصاة المثانة السريرية، بكل عناية ودقّة.
أعطى وصفًا دقيقًا لبعض الأمراض التي تصيب النساء، مثل النزيف الذي يحدث للنفساء، وتعفّن الرحم الذي من أسبابه موت الجنين أو عُسر الولادة بعض الأورام الليفية التي تصيب الرحم.
كما أكد أن جنس المولود ذكرًا أو أنثى يعود للرجل دون المرأة وهو ما أكده الطب الحديث.
.
= مؤلفاته :
– كتاب القانون في الطب وهو من أهم ما كتب في الطب.
– كتاب القولنج.
– كتاب الأدوية القلبية.
.
= وفاته :
توفي في همدان ببلاد فارس سنة 427 هـ 1037م حيث أصابه ..ومات ولم يكمل 58 عامًا.
.
= الأهوازي :
هو: علي بن العباس الأهوازي ..
من مشاهير الأطباء العرب ولد في الأهواز (عربستان)، ولا تذكر كتب التراجم تاريخ مولده درس الطب على موسى بن يوسف، قرأ كتب أبقراط، وجالينوس، وابن سرابيون، واشتغل بصناعة الطب على أبي ماهر موسى بن سيار وتتلمذ له ولغيرهم من كبار الحكماء، ودرس النباتات ومنافعها، وصناعة العقاقير.
هو أول من كشف النقاب عن حقائق حركة الرحم عند المرأة، وعن حركة القلب والشرايين وحقائق عن داء الدرن، وتشخيص داء السرطان، والعمليات الجراحية واخراج الحصاة، واستئصال اللوزتين، وكان أول من أشار إلى صعوبة شفاء مريض السل الرئوي بسبب الحركة الدائمة للرئة.
ومن ابتكارات الأهوازي القثاطير التي كان يستعملها لاستخراج البول من مثانة المريض المصاب بعسر البول.
وكان كتابه مرجع الأطبّاء في الشرق والغرب.
.
= مؤلفاته :
– كتاب كامل الصناعة الطبية أو الكتاب الملكي في الطب .
وقد أهداه إلى الأمير عضد الدولة وكتابه هذا يعتبر موسوعة موجزة في علم الطب .
وقد ترجم الكتاب جزئيا في أوروبا إلى اللغة اللاتينية عام 1087 ويعتبر المصدر المهم بمدرسة الطب التي أنشئت في مدينة ساليرنو. ولكن الترجمة الكاملة كانت عام 1127 بواسطة ستيفن الأنطاكي وقد تمت طباعته عام 1492 و1523 في البندقية.
.
= وفاته :
994 توفى في العام 994 م بشيراز بأرض فارس .
.

* الطــب في أقــوال شعــراء العــرب :
= يقول: (( عنتـــــــرة بــــن شـــــــداد ))..
يقول لك الطبيب دواك عندي <*> اذا ما جــــس كفــك والــذراعــا
ولو عــــرف الطبـــيب دواء داء<*> يرد المـــوت ماقاســى الــنزاعـا
= من بحر ( الوافر ) ..
٠
= يقول: (( الخليل بن احمد الفراهيدي )) ..
وقبلك دواي الطـــبيب المـــريض <*> فعاش المريض ومـــات الطبيب
فكن مستعدا لـــــدار الفــــــــناء <*> فــان الــــذي هــــو آت قريـــب
= من بحر ( المتقارب ) ..
٠
= يقول : (( هارون الرشيد )) ..
ان الطبيب له علــــم يــدل به <*> مادام فـــي اجل الانسان تاخير
حتى اذا ما انقضت ايم مهلته <*> حار الطبــيب وخانتـــه العقاقيـر
= من بحر ( البسيط ) ..
٠
= يقول (( ابن نبــاته السعـــدي )) ..
نعلل بالدواء اذا مرضـــــــنا <*> وهـــل يشــــفي من الموت الــدواء
ونختار الطبيب وهل طبيب <*> يـــــــؤخــــر مــا يقـــــدمه القضــــاء
وما انفاسنــــــا الا حساب <*> ومـــــــــا حركاتنــــــــا الا فـــــنــــاء
= من بحر( الوافر ) ..
٠
٠
= ويقول (( محمـــود الـــورات )) ..
وكم من مـــريض نعاه الطبيب <*> الــــــى نفســــه وتولــى كئيـــبا
فمات الطبيب وعاش المريض <*> فاضحى الى الناس ينعى الطبيبا
= من بحر ( المتقارب ) ..
٠
= ويقول (( أبو الحســن الربعي ))..
وليس بمنجيك الطبيب بطبه <*> ولا نفسه ممـــــا تطــيح الطـــوائح
وما كل حين يتبع السعد ربه<*> بلك كل سعــد ليلة النـحس ذابـــح
= من بحر ( الطويل ) ..
٠
=ويقول (( محمد بن اسحاق الصيمري )) ..
كم مريض قد عاش من بعد ياس<*> بعد مــــوت الطبيب والعــــواد
قد يصاد القطا فينــــجو سليمــا <*> ويحــــــل القضـــــاء بالصيـــاد
= من بحر ( الخفيف ) ..
٠
٠
= ويقول (( سعـــيد بن عــبد ربــه ))..
لما عدمت مؤانســـا وجلــيـا <*> نادمـــت بقـراطـــــــا وجـالينوسـا
ووجدت علمهما اذا حصلـــته <*> يذكي ويحيـي للجســـــوم نفوسا
= من بحر ( الكامل ) ..
٠
= ويقول (( الشــاعـــر القــــروي )) ..
عجبا لمن يهب الطبيب جميع ما <*> ملكــــت يداه لكي يجنبـــه الردى
واذا دعتــــه المكرمـــات اعــارها <*> صمما ولم يبســط بعارفـة يـــدا
يعطي الكثير لكي يطيل حـــياته <*> سنة ولا يعطي اليســير ليخـلدا
= من بحر ( الكامل ) ..
٠
= ويقول الطبيب العربي (( ابـــن سينــــــا )) .
جميع الطب فـــــي البيــتين درج <*> وحسن القول في قـصر الكلام
فقلل ان اكلــت وبعـــــد اكـــــــل <*> تجنب فالشـــفاه في الانهضام
وليس على النفوس اشد باســـا <*> من ادخال الطعام على الطعام
= من بحر ( الكامل ) ..
٠
وحكي قديماً : أن جماعة من الصالحين دخلوا على مريض يعودونه في
مرضه فقال احد الحاضرين :الا ندعوا لك طبيبا ..فسكت..ثم اعيد عليه
الكلام فانشد يقول:-
ان الطبيب بطبـــــه ودوائـــــــه <*> لا يستطيع دفــــاع امـــر قد قدرا
ما للطبيب يموت بالــــداء الذي <*> قد كان يبـــــرىء قبله مستظهرا
هلك المداوي والمداوي والـذي <*> جلب الدواء وابتاعه ومن اشترى
= من بحر ( الكامل ) ..
.
= خــاتمـة الحلقة :
= لنعتبر : من العظة والعبرة للشاعر المصري (( ابراهيـــم بديـــوي )) ..
*ولد الشيخ ((ابراهيم احمد بديوي) )عام ١٩٠٣م من موالــيد (محافظة البحيرة) (بجـمهورية مصر العربية ) والتحق بالكتاب وهو بالخامسة من عمره واتم حفظ القرآن الكريم في صغـره ثم التحق بمعهد الإسكندرية الدينــى عام ١٩٢٠م وحصـل على شهادة العالمية من كلية اللغة العربيــة عــام ١٩٣٥معين مدرسا للادب العربي بمعهد طنطا الأزهرى عام ١٩٣٧م ورقــــــى وكـيلا للمعهـد وعين
شيخاً لمعهد دسوق الأزهرى عام ١٩٥٩م وشيخا ( لعلمـاء الإسكندرية ) عــام ١٩٦٢م. اختير بعد بلوغة سن التقاعد مستشارا ( لمحافظة البحيرة ) للشـئون الدينية ورئيـسا لجمعية الشبان المسلـمين بالبحيرة ورئيسا للجمعية الشرعية وتوفــــى إلى رحـمة الله في العام ١٩٨٣م رحمـه الله رحمـة واسعـة واسكنه عوالـي الجنان .
قل للطبيب تخطَّفتـه يـد الردى <*> مــن يـــا طبيـــب بطبِّـه أرْدَاك
قل للمريض نجا وعُوفيَ بعدمــا<*> عجزت فنـون الطـب من عافاك
قل للصحيح يموت لا مـن علـة <*> من بالمنــــايا يا صحيــح دهـك
قل للبصير وكـان يحـذر حفـــرة<*> فهَــوَى بها من ذا الـذي أهـواك
بل سائل الأعمـى بين الزحـام<*> بــلا اصطـدام مـن يقـود خــطاك
قل للجنين يعيـش معــزولا بــلا<*> راعٍ ومـرعى مـا الـذي يرعـاك
قل للوليد بكى وأجهـش بالبكـاء<*> لـدى الـولادة مـا الـذي أبــكـاك
وإذا ترى الثعبـان ينفـث سـمَّـهُ <*> فاسأله من ذا بالسموم حَشاكَ
واسأله كيف تعيـش يـا ثعبــــان<*> أو تحيى وهـذا السمُّ يملأ فَـاكَ
<>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<><>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<>
واسأل بطون النَّحل كيف تقاطــرت<*> شهدًا وقل للشهد من حلاَّك
بل سائل اللبن المُصَفَّـى كـان بين<*> دم وفـــرث مــا الـذي صفَّـاك
وإذا رأيـــــت الحــــي يخــرج مــــن<*>حَنَايا ميتٍ فاسأله من أحياك
قل للهواء تحثُّه الأيدي ويخفى عن <*> عيـــون النــاس مـن أخفـاك
قل للنبـات يجـفُّ بعــــــد تعهُّــــدٍ <*> ورعايــــة من بالجفـاف رَمَاك
وإذا رأيت النَّبــــت فـي الصحــراء<*> يربو وحده فاسأله مـن أَرْبَاكَ
ربي لك الحمــــــد العظـيـم لذاتـك <*> حمـــدًا ولـيس لـواحـــد إلاَّك
إن لم تكن عينــــــي تـراك فإننــي<*>في كل شيء أستبـين عُلاك
.
= ومما روي انه اجتمع عند(كسرى) اربعــة من الحكماء من بلدان مختلفة وهم: عراقي .. وهندي ورومي ..وسوداني..فطلب (كسرى) منهم ان يصفوا له الدواء الذي لا داء معه .
= فقال العراقي:الدواء الذي لا داء معه هو:ان تشرب كل يوم على الريق ثلاث جرعات من الماء الساخن .
= وقال الهندي : الدواء الذي لاداء معه ان تاكل يون ثلاث حبات مـن ( الهليلج الاسود ) وهو شجر هندي
تستعمل ثماره لتنظيف الجهاز الهضمي .
= وقال الرومي : الدواء الذي لا داء معه ان تسف كل يوم قليلا من(حب الرشاد) وهو نوع مــن النباتات العشبية له فوائد جمه لعموم الجسم وكل ذلك كان يجري والحكيم السوداني لم يتكلم وكان يستمع وكــان احدثهـم واصغرهم سنا .. فقال له(كسرى) الملك الا تتكلم .
= فقال: يا مولاي اما الماء الساخن يذيب شحم الكلى ويـرخـــي المــعـده وامــا (الهليج الاسود) فانه يهيج السوداء .. واما (حب الرشاد) فانــه يهيـج الصـفراءوقال يا مولاي الدواء الذي لا داء معه ان لا تاكل الا بعـد الجـوع فاذا اكلت فارفع يدك قبل الشبع.. فانك لا تشكو بعدها علة ابدا..
ويَنبَغي للطَّبيب أن يكونَ طاهراً ذكياً ديِّناً، مُراقِباً لله عزَّ وجل، رقيقَ اللِّسان محمودَ الطريقة مُتَباعداً عن كلِّ دنس وفجور وألاَّ يُفشِي للمَرضى سِراً ولا يُطلِع عليه قريباً أو بعيداً فإنَّ كثيراً من المرضى يَعرِض لهم أمراضٌ يكتمونها
عن آبائهم وأهاليهم ويُفشونها للطَّبيب .
الدعاء للمريض أكبر أمنيه .. وأجمل هدية ممكن أن نقدّمها له فهي تعني له الكثير وتعبّر عن مدى حبّن، وأمنياتنا له بالشفاء العاجل وبقائه معنا بصحة جيدة وأن يكسوه الله ويلبسه تاج العافيه فبحقك يا الله أن تتقبل منا الدعاء لكل مريض يتمنى من ربه الشفاء العاجل من داء وابتلاء .
اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية.
وأسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك. ربي إنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الرّاحمين.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكِ وسائر مرضى المسلمين.
اللهمّ اشفه شفاءً ليس بعده سقماً أبداً، اللهمّ خذ بيده، اللهمّ احرسه بعينيك التّي لا تنام، واكفه
بركنك الّذي لا يرام، واحفظه بعزّك الّذي لا يُضام، واكلأه في الّليل وفي النّهار، وارحمه بقدرتك
عليه، أنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب، يا مُجيب دعوة المُضطرين.
اللهمّ ألبسه ثوب الصحّة والعافية عاجلاً غير آجل يا أرحم الراحمين، اللهمّ اشفه، اللهمّ اشفه،
اللهمّ اشفه، اللهمّ آمين. واشفنا جميعاً أجمعين من كل بلاء .. ومتعنا بالعافية ما دامت بالاجساد
أرواح أنت لها من السامحين أن تحوم في ملكوتك يا أرحم الراحمين .
________________________________________
حقوق النشر محوظة .. د. سيد غيث ..

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى