برمنجهام
شعر/د.عبد الولي الشميري
طالَ هذا اللَّيلُ، جافاني المنامْ
في خريفِ العمرِ يا (برمنجهامْ)
كلَّما أفنيتُ منه ساعةً
صبَّ في عينيَّ أحبارَ الظَّلامْ
تَختبي الدُّنيا بما تَحملُهُ
بين أشتاتي وأحلامي الجسامْ
من جنونِ الشِّعرِ آهاتِ اللَّيالْ
ودموعِ اليمنِ الدَّامي الخيالْ
تلتقي الأجفانُ لكنْ مثلما
تلتقي فيها حبيباتُ الرِّمالْ
أتحاشى ذِكرَ مَن كانوا معي
نتساقَى سلسبيلًا مِن وصالْ
فرحلنا عن هواهُم بعدما
ذهب الطَّيشُ بهم خلف الجبالْ
هل ينامُ الشِّعرُ في عبد الولي؟
إن طواه ليلُهُ في (مَوْزِليْ)
هجع السَّامرُ في (اسبارْكْ هل)
وتلالُ الثَّلجِ تُدني أَجَلي
وحفيفُ الرِّيحِ والثَّلجُ الَّذي
يتمطَّى ويُغطّي منزلي
كلُّ مَن أعرفُهم ناموا وما
نامَ في القلبِ حنيني والشَّجَنْ
فمتى يا ليلُ يأتي ضوءُنا
وانبلاجُ النُّورِ في أرضِ اليمنْ
ومتى ترجعُ أحلامُ المنى
وليالي الأنس في شاطي عدنْ
ومتى نكسرُ أنَّاتِ المحنْ
وحياةً خلفَ أسوارِ الزَّمنْ
والشّعاراتِ التي ألقتْ بنا
طائشاتٍ في أكاذيبِ الفِتَنْ
لم يعد في القلبِ تصديقٌ ولم
يبقَ في الأجفانِ شيءٌ مِنْ وَسَنْ
كلُّ ما تصنعُه صَنعا اليمنْ
أبيضًا يبدو؛ ولكن كالكفنْ
يا بلادي في يد العبدِ الشَّقِي
سيِّئِ الذِّكرِ ضعيفِ الخُلقِ
أو لشيخٍ أو لحزبٍ فاشلٍ
أو بأيدٍ قاطعاتِ الطُّرُقِ
سُجَّدًا للغَربِ أو للمشرقِ
وغبيّ قادها للغرقِ
إنّما البحرُ لمن يتقُنُه
وجناحُ الطَّيرِ شرطٌ للرُّقي
زر الذهاب إلى الأعلى