تراث عربي /نحو/علوم لغة

اللغة العربية الجزء التاسع عشر الفصل الثالث بعد الاسلام العهد الأموي// للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

اللغة العربية
الجزء التاسع عشر
الفصل الثالث بعد الاسلام
العهد الأموي


(41ـ132هـ/661ـ750م)دام 709 سنوات
حركة الترجمة و التدوين
وقد شهد عهد الوليد أيضاً حركة ترجمة ضخمة جداً كان لها أثر كبير في نهضة الحضارة الإسلامية، إذ أمر بتعريب دواوين الدولة الأموية كلها من الشرق إلى الغرب، وبتعريب كل ما في الدولة، وعاصره في حقبتة خالد بن يزيد بن معاوية، الذي كان مولعاً بالعلوم
حقبته وأمر بترجمة الكثير من كتبها من اللغة الإغريقية إلى العربية، فأصبحت بهذا لغة العلوم كلها في الدولة الأموية بما في ذلك الطب والصيدلة والكيمياء وغيرها باللغة العربية، وأصبح لزاماً على من يريد التعرف على هذه العلوم تعلم العربية، فأخذت اللغة بالازدهار، كما حث الخلفاء الآخرون مثل عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك على الترجمة وأمروا بترجمة الكثير من الكتب البارزة في العلوم والتاريخ والأدب ازدهار حركة الترجمة وُجود الكثير من السريان متعلمي اللغة العربية الذين قادوا حركة الترجمة هذه .
كما ساعدوا بشكل كبير جداً على انتشار المدارس والعلوم في العراق والشام من هذا فلا يتفق جميع المؤرخين على ريادة خالد بن يزيد في حركة الترجمة والتعريب وعلى ازدهارها في العصر الأموي،
حيث شكك عدة مؤرخين اوروبيين بحجم حركة الترجمة في العصر الاموي و مدى حركة التدوين ، علما ان هذه الحركة دلت على ازدهاره ، كما ساهمت في ازدهارها ابان الحكم العباسي .
لكن معظم ما كُتبَ وترجمَ وألف في العصر الأموي فُقدَ الآن ولم يصل منه إلى الوقت الحاضر سوى القليل جداً، وأغلب ما يُعرَف عن حركات الترجمة والتدوين فيه مأخوذة من كتابات المؤرخين القدماء، وأما في العصر العباسي فقد كانت لا تزال الكثير من الكتب الأموية باقية، وكان لها دورٌ في تنشيط النهضة العلمية العباسية التي تمخضت عنها أعمال أكثر رقياً بكثير مما كانت عليه في العصر الأموي..
الحركة الدينية
تمركزت مقارُّ الحركة العلمية الدينية خلال العصر الأمويّ بشكل أساسي في المساجد، وبعدها أنشأت المكاتب لتحفيظ الصّبيان الصغار القرآن وتعليمهم مبادئ الدين، ألف خلال العهد الأموي عددٌ من الكتب في علم التفسير، ومن أبرز من عرفوا في هذا العلم وكتبوا عنه في هذه الفترة مجاهد بن جبر وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب والحسن البصري ومحمد بن سيرين، غير أن جميعَ مؤلفاتهم ضاعت، وأقدم كتاب في التفسير بقيَ إلى عصرنا هذا يَعود إلى العصر العباسيّ، وهو كتاب «معاني القرآن» للفرَّاء وأما علم الحديث فقد بدأ نشاطه خلال العصر الأمويّ، فطوالَ القرن الأول الهجري كان يُتناقَل الحديث شفهياً بين الناس، ولم يُدوَّن أبداً في تلك الفترة، لأن الرسول محمد نهى عن تدوينه خشية اختلاطه بالقرآن، لكن عندما جاء عهد عمر بن عبد العزيز خشيَ أن يَضيع الحديث بموت العلماء الذين يَحفظونه فأمرَ بتدوينه، فكتبَ إلى ولاته على أقاليم الدولة المختلفة وأمر كلاً منهم بجمع الحديث من العلماء في ولايته، وبهذه الطريق بدأت حركة تدوين الحديث بالتوسُّع تدريجياً، وقضى الكثير من العلماء سنوات طويلة في جمعه وتدوينه، ومن أبرز المحدثين في العصر الأموي محمد بن مسلم الزهري وابن إسحاق وسفيان الثوري ومحمد بن راشد اليمنيّ وابن جريج المكي ومالك بن أنس. لكن على الرُّغم من ذلك فإن عصر المحدثين الأساسيّ الذي تحرَّى فيه العلماء الأحاديث وصنّفوها ووثقوها حسبَ صحتها لم يأتي حتى القرن الثالث الهجري كما ولدَ اثنان من الأئمة الأربعة وعاشا خلال العصر الأموي، وهما أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس، صاحبي المذهبين الحنفيّ والمالكيّ، وقد انتشر المذهب الأوَّل خلال العصر الأموي في مصر والعراق وفارس ووسط آسيا، فيما انتشر الآخر في مصر والمغرب العربي. وقد عاشَ أيضاً خلال هذه الحقبة فقيهان كبيران آخران هما :
الامام الاوزاعي (قبره في مدينة بيروت )
و الليث بن سعد امام مصر وقد كان لكيلهما مذهبان فقهيَّان، غير أن مذهبيهما اندثرا لعدم وجود تلاميذ لهما ينشرون المذهبين.
العلوم التي تحتاج إلى مشاهدة وتجربة واختبار». وقد كان جلُّ نجاحهم فيها – مثلها في ذلك مثل سائر العلوم الأخرى كالعلوم الفلسفية ، اما العلوم الطبيعية كانت هي الاقل انتشارا عندهم .

• وأهم ما يلاحظ في تاريخ اللغة العربية ابتداء من الثلث الأخير من القرن الأول الهجري أنها أصبحت ذات مكانة مرموقة وطيدة في الدولة الإسلامية، وذلك لعدة أسباب أهمها أن:
1- العربية أصبحت اللغة الرسمية للدولة الإسلامية، فقد عربت الدواوين حوالي سنة 87هـ/ 705م.
2- العربية كانت لغة الطبقات الحاكمة في المجتمع واستخدام الفصحى دليل على الرقي وعلى المكانة الاجتماعية.
3- العربية المولدة أي التي بها أخطاء كانت لغات الطبقات الدنيا في المجتمع.
4- العربية الفصحى ظلت لغة الشعر الذي تعتز به الطبقات العليا من المجتمع.
5- العربية هي لغة الدين ولغة القرآن الكريم ولغة العبادات(3).
كان تعلم العربية هو أساس العمل في الدواوين وأقبل كثير من غير العرب على هذه الأعمال بعد تعلمهم للعربية وإجادتهم للكتابة بها، مما دفع أقرانهم إلى محاكاتهم، وكان ينظر طوال العصر الأموي إلى إجادة النطق بالعربية على أنها صفة من صفات الأرستقراطية العربية.
تابع
ملفينا بومراد
لبنان
2023/7/31
جزء من المعلومات من غوغل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى