تأريختراث عربي /نحو/علوم لغة

اللغة العربية الجزء الثاتي والعشرين الفصل الثالث بعد الاسلام العهد الأموي//للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

اللغة العربية
الجزء الثاتي والعشرين

الفصل الثالث بعد الاسلام
العهد الأموي (41ـ132هـ/661ـ750م)دام 709 سنوات

ثانياً: المنشئات الدينية والعمرانية:
لم يكن خلفاء بني أمية رجال حرب وفتوحات وسياسة وإدارة فقط ,وإنما كانوا رجال بناء وعمران، وشهد عصرهم العديد من المنشآت المعمارية الدينية والمدنية.
والعمارة تُمَّثل ناحية هامة من نواحي الحضارة الإسلامية، والعمارة لها جوانب عديدة منها بناء البيوت والقصور والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور العبادة ومنها بناء الجسور والقناطر…
وقد أهتم الأمويون اهتماما كبيرا بكل هذه النواحي فقد اتسعت حدود الدولة الأموية إلى الحد الذي جعل من الضروري ربط أجزاء هذه الدولة الواسعة بشبكة من الطرق المعبدة حتى يسهل الاتصال بين أطرافها وبين عاصمتها دمشق، ولتكون حركة الجيوش بذلك سهلة.
وهناك ناحية هامة جعلت الأمويين يهتمون بالطرق وهي: فريضة الحج إلى بيت الله الحرام فقد كان عليهم أن يعبدوا جميع الطرق التي تربط مكة المكرمة والمدينة المنورة ببقية العالم الإسلامي حتى يسهل للحجاج الوصول إلى تلك الأماكن المقدسة بدون مشقة، كما كانت تنتشر على هذه الطرق الأسواق والاستراحات التي تزود المسافرين بحاجياتهم من طعام وشراب…
كذلك اعتنى الأمويون بمشروعات الري للنهوض بالزراعة، لأن دولتهم ضمت العديد من الأقطار الزراعية التي تجري فيها أنهار كبيرة مثل: الشام ومصر والعراق وفارس، فكان لابد لكي تنهض الزراعة من تنظيم عملية الري وما يتطلبه ذلك من شق الترع وإقامة الجسور…
كذلك اعتنى الأمويون ببناء القصور الفخمة، فقد كان معظمهم ميالا إلى الاستمتاع بمباهج الحياة بعد أن توفر لديهم المال الكثير، فاتجهوا إلى بناء القصور والتأنق فيها وتزينها بالزخارف والصور النباتية والهندسية، وقد اُكتشف في السنوات الأخيرة العديد من القصور التي ترجع إلى العصر الأموي والتي وُجدت مزينة بالصور حتى في الحمامات ومعظم القصور الأموية التي اكتشفها علماء الآثار منذ القرن الماضي وجدت في الصحراء – صحراء الشام بصفة خاصة – وذلك لأن الأمويون كانوا يحبون حياة البادية للاستمتاع فيها بالهدوء والهواء الطلق بعيدا عن ضجيج المدن..
وكما اهتم الأميون بالمباني والمنشآت المدنية كالطرق ومشروعات الري والقصور والتأنق فيها، فقد كان اهتمامهم أعظم بالمنشآت الدينية وفي مقدمتها المساجد، فالمسجد أهم مؤسسة في الإسلام فقد كان أول شئ فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عندما هاجر إليها أن أسس مسجده العظيم، الذي كان مكانا للعبادة وتبليغ الوحي وإدارة الدولة الإسلامية وفيه ربى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم أصحابه وشرائع الإسلام وفنون القيادة في ميادين الحرب والسياسة والإدارة، وقد حذا المسلمون حذو الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مكان حلّوا فيه، وفي كل مدينة جديدة أسسوها، فكان أول شيء يهتمون ببنائه هو المسجد وفعلوا ذلك في البصرة والكوفة والفسطاط والقيروان…
وقد احتل بناء المساجد والعناية بها مكانا بارزا في عصر بني أمية على اتساع العالم الإسلامي، فكانوا يزيدون في مساحة المساجد التي كانت قائمة في عهدهم لكثرة المسلمين، كجامع صنعاء وجامع عمرو بن العاص اللذين أعيد بناؤهما في عهد الوليد بن عبد الملك.
وكان مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم من أول المساجد التي حظيت باهتمام الأمويين، فقد أمر الوليد بن عبد الملك بتوسعته وتجديده، وعهد بتلك المهمة إلى ابن عمه عمر بن عبد العزيز وأمده بكثير من الأموال وكميات كبيرة من مواد البناء والتجميل مثل الفسيفساء حتى جاء البناء على شكل رائع وعظيم.
وأعظم المساجد التي أنشأها الأمويون: المسجد الأموي في دمشق والذي أنشأه أيضا الخليفة الوليد بن عبد الملك، الذي كان مولعا بالبناء والتعمير، لدرجة أن المؤرخين يذكرون أن الناس كانوا في عهد الوليد لا حديث لهم إلا عن البناء والعمارة أسوة بخليفتهم، على قاعدة: أن الناس دائما على دين ملوكهم
(يعود بناء المسجد الاموي الى العام1200 ق م كان معبدا وثنيا خلال العصر الحديدي على اسم الاله الوثني الروماني جوبيتر ، ثم الى معبد ارامي ، و في العام 391 ميلادي حول معبد جوبتر الى كاتدرائية القديس يوحنا حيث مدفن القديس يوحنا المعمدان ، نسيب السيد المسيح ؛ النبي يحيى ؛كما دفن فيه راس الامام الحسين ابن الامام علي بن ابي طالب و حفيد النبي محمد) ، كما يضم (رفات صلاح الدين الايوبي )
«فلذلك عندما تكون الدولة بدوية في أول أمرها، تفتقر في أمر البناء إلى غير قطرها، كما وقع للوليد بن عبد الملك، حين أجمع على بناء مسجد المدينة والقدس ومسجده بالشام، فبعث إلى ملك الروم بالقسطنطينية طالبا الفعلة المهرة في البناء، فبعث إليه منهم من حصل له غرضه من تلك المساجد»فكانت قبب المساجد كما قبب الكنائس في ذلك العصر.منقول من الجزء الثامن عشر .
وقد اجتهد الوليد في بناء ذلك المسجد لتتمثل فيه عظمة الإسلام والدولة الإسلامية فجعله آية من آيات العمارة الإسلامية وانفق عليه أموالا طائلة ولا زال هذا المسجد قائما حتى الآن شاهدا على عظمة بنائه.
هذا وقد انتشرت المساجد في العصر الأموي في كل الأمصار الإسلامية بحيث يصعب حصرها، ومنها على سبيل المثال: مسجد القيروان الذي بناه عقبة بن نافع في عهد معاوية بن أبي سفيان سنة 50 – 55 هـ، وجامع الزيتونة في تونس الذي بني في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك سنة 114 هـ، والمسجد الجامع بواسط، ومسجد قصر الحير الشرقي، والمسجد الجامع بحران، والمسجد الجامع بالإسكندرية، المعروف بجامع الألف عمود….
: جزءمن المعلومات من دراسات في تاريخ الدولة الأموية 41 – 132 هـ للأستاذ الدكتور: عبد الشافي محمد عبد اللطيف ( من غوغل ).
انتهى الفصل الثالث بانتهاء العصر الاموي
تابع الفصل الرابع بعد الاسلام ، العهد العباسي
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
2023/8/3
**

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى