إشراقات متنوعة

كنت طفلا يوسفيا بقلم: محمد عبد القادر زعرورة

…………………. كُنْتُ طِفْلَاً يُوسُفِيَّاً ………………….
… الشَّاعر الأَديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …

خَدٌّ مِنَ التُّفَّاحِ أَحْمَرُ يَعْشَقُنِي وَأَعْشَقُهُ
يُقَبِّلُنِي بِرِقَّتِهِ بِتَحْنَانٍ عِنْدَ الصَّبَاحِ

وَشَفَتَانِ مِنَ الوَرْدِ الجَمِيلِ تَهْوَانِي
وَأَهْوَاهَا تُقَبِّلُنِي أَرَىَ الوَرْدَ كَصَاحِ

يَغَارُ الوَرْدُ مِنْ شَفَتَيْهَا إِنْ تُقَبِّلْنِي
بِشِفَاهٍ قُرْمُزِيَّةٍ حُمْرٍ لِحَسْنَاءِ المِلَاحِ

فَتَجْتَمِعُ الأَزْهَارُ في جَمْعِ اِحْتِجَاجٍ
إِنْ تُقَبِّلْنِي بِمُفْرَدِهَا وَيَحْصُلُ إِجْتِيَاحِي

يُرِيدُ الوَرْدُ تَقْبِيلِي جَمَاعِيَّاً إِنْ أَشْرَقَتْ
شَمْسُ النَّهَارِ يَومِيَّاً في قُدُومِي وَرَوَاحِي

وَتُعْلِنُ الأَزْهَارُ عِشْقَهَا لِلْحُسْنِ في وَجْهِي
وَتَهْوَانِي وَتُفْصِحُ بِالهَوَىَ وَتَهْنَا بِالإِفْصَاحِ

وَتُوَثِّقُ القُبُلَاتِ عَلَىَ خَدِّي وَتَمْهَرُهَا
بِرَسْمٍ شَطْرُهُ كَالبَدْرِ أَو قَوسِ الرِّمَاحِ

كُلُّ الوُرُودِ في الشِّفَاهِ الحُمْرِ تَهْوَانِي
تُقَبِّلُنِي وَتُوَثِّقُ قُبْلَتَهَا بِمُخْتَارِ الصِّحَاحِ

وَتَرْغَبُ أَنْ تَرَانِي قُبَالَتَهَا مَتَىَ اِشْتَاقَتْ
هَرَعَتْ إِلَيَّ لِتَقْبِيلِي بِلَا حَرَجٍ بِإِفْصَاحِ

كَانَتْ مَعَارِكُهُنَّ حَوْلِي عِنْدَمَا كُنْتُ صَبِيَّاً
يُوسُفِيُّ الحُسْنِ وَسِيمٌ كَزَمْبَقَةِ الأَقَاحِي

كُلُّ النِّسَاءِ الغِيدِ تَهْوَىَ نَظْرَتَهَا إِلَيَّ
وَتَقْبِيلِي كَحَبَّةِ مِسْكٍ وَتَقْبِيلِ صَبَاحِي

وَتُشْعِرُنِي أَنَّي عُصْفُورٌ صَغِيرٌ وَجَمِيلٌ
فَرِيدُ الحُسْنِ أَنِيقُ الرِّيشِ مُنْفَرِدُ الجَنَاحِ

أَوْ هُدْهُدٌ زَاهِيَ الأَلْوَانِ وَاثِقُ الخُطْوَةِ
رَشِيقُ القَفْزَةِ عَذْبُ الصَّوتِ يُسْعِدُهُمْ مِزَاحِي

الكُلُّ يَحْضِنُنِي يُقَبِّلُنِي يُلَاطِفُنِي يُدَلِّلُنِي
وَمَنْ رَاقَتْ لِي اِسْتَحْوَذَتْنِي بِارْتِيَاحِ

كُلُّ مَا أَطْلُبُهُ مِنْهُنَّ يُلَبَّىَ وَيُسْعِدُهُنَّ
مَا أَطْلُبُ وَيُرْضُونِي بِقُبْلَتِهِنَّ تُفَّاحِي

جَمِيلَاتُ الخُدُودِ تَهْوَانِي وَتَعْشَقُنِي أَنَا
وَأَنَا الصَّبِيُّ مَحْبُوبٌ مِنْ جَمِيلاتٍ أَقَاحِي

وَكُلُّ جَمِيلاتِ القُدُودِ تَنْظُرُنِي وَتَتَمَنَّىَ
لَهَا طِفْلاً مِثْلِي وَمَسْعَاهَا يُكَلَّلُ بِالنَّجَاحِ

فَتَىً أَنَا وَتَعْشَقُنِي الصَّبَايَا بِاشْتِيَاقٍ
كَعِشْقِ سَيْلِ المَاءِ لِمُنْبَسِطِ البِطَاحِ

يُوسُفِيٌّ كَلَّلَنِي الإِلهُ بِالحْسْنِ مُنْذُ طُفُولَتِي
وَسَخَّرَ الحُسْنَ لِي وَلِلْأَمْطَارِ تَسْخِيرُ الرِّيَاحِ

أَنَا مَنْ قَطَّعَتْ نِسَاءُ الحَيِّ أَيْدِيَهَا لَمَّا
رَأَتْنِي وَسَقَطَتْ رُوزَا مُدْهِشُهَا مَلَاحِي

……………………………….
كُتِبَتْ في / ١٥ / ٨ / ٢٠٢٣ /
… الشَّاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …

كصَاحِ : كَصَاحِبٍ كَصَدِيقٍ … تَمْهَرُهَا : تَخْتِمُهَا بِخِتْمِهَا …
مُخْتَارُ الصِّحَاحِ : قَامُوسٌ لِقَوَاعِدِ الّْلُغَةِ العَرَبِيَّةِ …
صَبَاحِي : جَبِينِي …
تُفَّاحِي : المَقْصُودُ بِهَا خُدُودِي الحَمْرَاءُ …
رُوزَا : اسمُ مَفَتِّشَةٍ تَرْبَوِيَّةٍ لِمَادَّةِ الُّلغَةِ الإِنجِلٍيزِيَّةِ وهِيَ
إنْجلِيزِيَّةُ الجِنْسِيَّة عِنْدَما كُنْتُ في الصَّفِّ الثَّالِث الإبْتِدَائِي في مخيم شاتيلا في بيروت … وكانت معلِّمَتي أُسْمُها كلِيمَنْص وهي فلسطينيةٌ …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى