اللغة العربية الجزء السادس والثلاثين الفصل الخامس بعد الاسلام اللغة العربية في العهد العثماني //للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد
اللغة العربية
الجزء السادس والثلاثين
الفصل الخامس بعد الاسلام
اللغة العربية في العهد العثماني
الافكار تتناقض و الاقوال تتعارض منهم من يؤكد التتريك و منهم من ينفيه ، ورد في الجزء السابق :
الانبهار التركي بالثقافة الأوروبية ، كان عاملاً أساسياً في الاهتمام الذي حظيت به الحروف الاتينية. فاعتباراً من عام 1850م-1860 م كانت طبقة المثقفين في تركيا جميعها مُلمّة باللغة الفرنسية ويتقنونها؛ لدرجة أنهم يستخدموها في المراسلات والخطابات فيما بينهم.
لذلك
لم يؤدِ تتريك الدواوين في البلدان العربية وفقًا لهم إلى تنحية اللغة العربية بأي صورة عن موقعها كلغة رسمية للثقافة العلمية الإسلامية، الشرعي منها أو العقلي. وهذا رأي ظاهر الفساد، لأن اللغة التركية العثمانية لم تقدم نفسها أصلاً كمنافس للعربية في ميدان العلوم والمعارف، بل كان العثمانيون – كما سبق وأشرنا- يعتمدون الثقافة الإسلامية المكتوبة بالعربية أو الفارسية. وبالتالي، فإن بقاء العربية لغة للعلوم لم يكن إنجازًا يحسب للدولة العثمانية التي لم تكن تملك حقيقة، منجزًا فكريًا يمكنه إزاحة نظيره المكتوب بلغة الضاد. ان المؤلفات التي وضعها العثمانيون باللغة التركية، وجلها يدور حول تاريخهم الخاص، أو الآداب من شعر ونثر، أو علم السياسة. وكل ذلك لم يكن مناهضًا للإنتاج الكلاسيكي للحضارة الإسلامية المكتوب بالعربية، بل كان شارحا له، أو مقتبسا منه.
, ففي الشام، عكف المثقفون العرب، خاصة من المسيحيين، على إحياء اللغة العربية للتأكيد على هوية قومية خاصة بهم، ضد الهوية التركية للسلطات العثمانية الحاكمة، أو ضد الهوية اليونانية التي كانت تسيطر على القيادة الكهنوتية للكنائس الأرثوذكسية في الشرق.
أما في مصر، فقد كان من مفرزات نهضة محمد علي باشا، أن أعيد استخدام المصريين من المتكلمين بالعربية في الدواوين الرسمية للدولة وفي الجيش. وقام هؤلاء تبعًا لذلك بخلق وعيهم القومي الخاص، والمضاد أيضًا للوعي القومي التركي المسيطر، انطلاقًا من اللغة العربية التي تجددت على أيديهم، من إحياء تراثها القديم المهمل، أو إلحاق التطورات التي كانت سائدة في الآداب الأوروبية الحديثة به.
لذلك، فإنه مهما ساق لنا المدافع عن موقف العثمانيين من لغة الضاد من مفردات مشتركة بين اللغتين العربية والتركية، أو أسماء لسلاطين من آل عثمان كانوا ينظمون الشعر بالعربية، أو أسماء لكتب عربية تراثية دُرست في المدارس الدينية العثمانية، فإنه لا يستطيع أبدا أن ينكر الأثر السلبي الحاد لتلك الحادثة التاريخية على لغة العرب وحضارتهم، وما أصاب كليهما من سكونية ومن تجمد طوال القرون العثمانية.
ويكفينا أن نستدل بالتراث الشعبي المصري، وهو تراث أنجز بشكل جماعي وعفوي دون أدلجة، للوقوف على أن الناطقين بالعربية خلال العصر العثماني، نظروا إلى عدم إقبال الحكام الأتراك على تعلم لغتهم،
0( اللغة العربية )باعتباره لونًا من الترفع والاحتقار.
في اواخر القرن التاسع عشر لم تستعمل كلمة ( ترك )الا في في وصف المجمعات القروية في الاناضول ، اما كلمة عثملي كانت تستعمل في سوريا و لبنان و فلسطين ، و عصمنلي كانت شائعة اكثر في المجتمع المصري و كانت تطلق على المتحدثين باللغة التركية .
السؤال يطرح نفسه من نصدق : القائل بان الاتراك حافظوا على اللغة العربية ، ام ما ورد انفاءً من هذا الجزء؟
بينما ما درسناه في كتب التاريخ خاصة في المراحل
الابتدائية : كانت المعلومات بسيطة لكنها تشير على تتريك المجتمع العربي
المرحلة التكميلية : التاريخ اشار او بالحري دراستنا في درس التاريخ عن تتريك اللغة بطريقة اوسع .
اما في المرحلة الثانوية : كان واضحا ان التتريك و الاضطهاد حتى إعدام المثقفين اللبنانين و السورين و إفقار الشعوب العربية ، حتى لم يعد باستطاعتهم تعليم اولادهم ، و هذه سياسة خطيرة إفقار الشعوب و جعلها في مجاهل الجهل لسهولة السيطرة عليها و على افكارها .
و الاكثر ما كان والدي و جدي يخبراني به عن الظلم و الاضطهاد الذي عانوا منه بغض النظر عن الدين او الهوية ، كان الإضطهاد عاماً للمسلم كما للمسيحي كما للملحد ، كانهم كانوا يطبقون مبدأ : ظلم في الرعية عدل في السوية .
تابع
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
2023/8/29
جزء من المعلومات من غوغل