إشراقات أدبيةالقصائد

. يا ليتَهمْ يعلمونْ قبل الشاعر هاشم السهلاني

. يا ليتَهمْ يعلمونْ
. ********
ويوشكُ توديعَنا
عامُنا الأولُ
وفيهِ التقينا بأشواقِنا
عبرْنا بها حالكاتِ الدروبْ
وكنّا نعاني وكنّا نذوبْ
وكنّا نضمُّ عليها الجناحْ
لنحمي الهوى
من عواتي الرياحْ
وفي كلِّ ليلٍ نعاني الجوى
يؤرقٌنا البعدُ يا توأمي
إلى أنْ يطلَّ علينا الصباحْ
أميرةَ عمري وأنتِ التي
أبحتُ لها طائعاً مهجتي
وملّكتُها خافقاً لمْ يكنْ
ليخفقَ للشوقِ والرغبةِ
إلى أن أطلّتْ عليهِ العيونْ
وفيها دلالٌ وفيها فتونْ
وفيها المسافاتُ تمتدُّ عمقاً
تسافرُ نحوَ البعيدِ.. البعيدْ
بعينيكِ تشرقُ شمسُ الوجودْ
لتبعثَ في الشوقِ دفءَ الحياةْ
وتوقظُ في القلبِ ما قدْ غفا
وتغمرُ أيامَه بالوفا
فيورقُ حبّاً تعدى الحدودْ
بعينكِ فاتنتي موجةٌ
من السحرِ تلقفُ ما يأفكونْ
وعندَ مداها ابتدى حالماً
غراميَ ..يا ليتهمْ يعلمونْ
بأنَّ العيونْ
دماءُ فؤاديَ منْ كُحلِها
وروعةُ شعريَ منْ سحرِها
وأنيَ منْ بَعدِها لنْ أكونْ
سوى حبّةٍ منْ رمالِ البحارْ
تقاذفَها الموجُ طولَ النهارْ
وعندَ المساءِ ارتمتْ
في سكونْ
على شاطئِ البحرِ منسيّةً
وأهملَها الموجُ ..
والسابحونْ
. ************

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى