لا تُقلقي وحشتي/بقلم المبدع عبدالسلام العبوسي
لا تُقلقي وحشتي
بالأزرقِ النِّيلي
أنا أخافكِ مذ أتقنتِ تأويلي
أنا أُحمِّلُ حزني فوق طاقتهِ
مذ كان طفلاً
ويحبو بالتفاصيلِ
أَضمُّ ما تتركُ الأيامُ من تعبٍ
كما تضمُّ رموشٌ
جَرَّةَ المِيلِ
غنَّيتُ للحاملينَ الفجرَ صقرَهُمُ
” آني بجمرِ الغَضى يُمَّا تعاليلي ”
غنَّيتُ لامرأةٍ
كانت تُطِلُّ ضُحىً
كما يُطِلُّ عراقٌ بالشناشيلِ
لا يولد الملكُ المهدودُ
من حجرٍ
لولا بقيةُ روحٍ في الأزاميلِ
ما بين شَمسين
من ليلِ الفراتِ دَمٌ
مَن ذا يُخبِّئ شمساً بالغرابيلِ
أقولُ للملك الضِّلِّيلِ
إذ وقفوا
يومَ البكاء ولم أَعثر بضِلِّيلِ
يَهزُّ من شجرِ الأعوامِ
في ثقةٍ
سبعاً من الحِيل بالسَّبع المَطافيلِ
أنا الصَّبيُّ الذي
في حضن أمِّ أبي
أكملتُ في حضرةِ الخمسين تَفصيلي
أَدُقُّ بابَكِ
حين الريحُ تُوهمُنا
أنَّا صغارٌ على جمرِ المَراسيلِ
كانت تُمشِّطُ شَعري كلُّ زوبعةٍ
كأنَّ كلَّ عَجاجٍ
كان يُومِى لي
كنَّا نُقصقصُ للأعمارِ أجنحةً
ونَنفُضُ الغَيمَ
من طيرٍ أبابيلِ
تلك الحياةُ وقد ألقَت حبائلَها
لمَّا أَعَرتُ
إلى بئرٍ أحابيلي
الراحلون هَلِي
لولا سفائنُهم
ما جّرَّحتني على نايٍ مواويلي
مَرَّ القطارُ ولم أسمع سوى حَمَدٍ
صوتاً تَكسَّرَ
في مَقصورةِ الرِّيلِ
أمِّي وعنقودُ أبناءٍ لها
سقطوا
أنا الوحيدُ الذي قد خُنتُ من جِيلي
ظلَّت تُجَمِّلُ – حتى لا تُخوِّفَني –
شكلَ الحكاية بالغُرِّ المَحاجيلِ
لأجلِكَ الذئبُ يعوي
كان يا ولدي
ولا أظنُّ ذئابَ اليومِ
تعوي لي