إشراقات متنوعة

جاء الخريف وننتظر بقلم: محمد عبد القادر زعرورة

…………….. جاءَ الخَريفُ وَنَنتَظِرُ ………………
… الشاعر الأديب …
…….. محمد عبد القادر زعرورة …

يَا خَرِيفُ العُمرِ دَعْني
أُكمِلُ المِشوارَ وَحْدي
دونَ قَهرٍ أو ضَجَرْ

يا خَرِيفُ العُمْرِ
لو تَنظُرُ ورائي
سَتَراني يا خَريفُ العُمْرِ
جَاوَرَني القَمَرْ

سَتَراني مِثلُ بُستانٍ
مِنَ الوَردِ جَميلٌ
لكن واحَسرتاهُ قَد ضَاعُ العُمُرُ
يا خَرِيفُ العُمرِ وَالقَلبُ انكَسَرْ

جاءَ الخَريفُ وَأُذبِلَتْ أوراقي وَا وَيلاهُ
وَتَساقَطَتْ كَتًساقُطِ
أوراقِ الشَّجَرْ

أَصبَحتُ أنظُرُ مِن بَعيدٍ لِلقَريبِ
فلا أرَىَ غَيرَ الحُفَرِ
فَسَألتُها أَلِي وَاحِدَةٌ ؟؟؟
قالَت وَاحِدَةٌ لِكُلِّ فَردٍ لِلبَشرْ

أَلَستَ وَاحِدٌ مِنهم ؟؟؟
فَقُلتُ بَلَىَ
قالَت إذاً فَلتَنتَظِرَ
لَدَيكَ بِضعُ أَوراقٍ صُفُرٍ
ما زالَت تُمسِكُ بِأغصانِ الشَّجَرْ

بَكَت عَيني
وَتأوَّهَتْ أنفاسي حَسْرَةً
وَسالَ الدَّمعُ مِن عَيْني
كَزَخَّاتِ المَطَرْ

قالَت لِمَ تَبكِ يا حَبيبي ؟؟؟!!!
فَهذا مَصيرُ كُلِّ كائِنٍ
لَهُ روحُ البَشَرِ
أَم أَنتَ قُدِدتَ
مِن صَخرٍ أَم مِن حَجَرْ !!!

قُلتُ بَلَىَ
روحي كَأَرواحِ البَشَرِ
كُلُّ أنواعِ البَشَرِ
مِن فَقيرٍ أَو غَنِيٍّ
أَحمَرٍ أو أبيَضٍ أو أسمَرٍ أو مِن صُفُرْ

قالَت إذَاً فَلتَنتَظَرْ
سَقوطَ أوراقٍ لَكَ صُفُرٍ
ما زالَت تَتَمَسَّكُ بِأغصانِ الشَّجرْ

وَعِندَ سُقوطِها
سُقوطِ آخِرِ وَرَقَةٍ لَكَ
أَهلاً بِكَ
وَنَحنُ ما زِلنا لَكَ نَنتَظِرُ
إن شِئتَ يا جارُ القَمَرِ
إِختَرْ لِمَثواكَ الأخيرِ وَاجِدَةً مِن ذِي الحُفَرْ

فَاختَرتُ أجمَلَها وَأعمَقَها
حَتَّىَ لا تَنهَشُني بَعدَ المَوتِ
عِصاباتُ الكِلابِ
وَها أنا ما زِلتُ أنتَظِرُ وَأنتَظِرُ وَأنتَظِرْ

لِيَأتِ أمرُ الَّلهِ
وَتَسقُطُ آخِرُ وَرَقَةٍ صَفراءَ لِي
ما زالَت عَالِقَةً بِأغْصَانِ الشَّجَرْ

وَها أنا عَلىَ كَفِّ القَدَرِ
ما زِلتُ أنتَظِرُ وَأنتَظِرُ وَأنتَظِرُ
وَأرجوا اللهَ أن يَكونَ رَحيماً بِي
وَرَحيماً بِجَميعِ البَشَرْ

…………………………………………..
كُتِبَت في / ٩ / ٩ / ٢٠١٩ /
… بقلمي الشاعر الأديب …
………. محمد عبد القادر زعرورة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى