تأريختراث عربي /نحو/علوم لغة

اللغة العربية الجزء الثالث و الاربعين و الاخير // للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

اللغة العربية
الجزء الثالث و الاربعين و الاخير في هذا الموضوع
الفصل السابع بعد الاسلام
اللغة العربية في عصر الانتداب
اللغة العربية في عصر الانتداب في المغرب العربي
نقلا عن موقع الجزيرة
كانت بلدان المغرب العربي
فريسة الاستعمار الفرنسي طوال فترة قرن من الزمن، وعملت
المؤسسة الاستعمارية على محو اللغة العربية من خلال عدة إجراءات تعسفية كفرض التعليم بلغتها والتعامل الإداري بلغة المستعمر، كما كانت فرص العمل متاحة للذين يجيدون اللغة الفرنسية وغيرها من الآليات التي تمكنها من فرض منطقها الاستعماري انطلاقا من المبدأ الذي مفاده “إذا أردت أن تقضي على هوية شعب فاقضي على لغته”، وربما نجحت في ذلك إلى حد ما.
وحاولت السلطات السياسية القائمة في بلدان المغرب العربي الكبير بعد الاستقلال إعادة بعث اللغة العربية في وسط مجتمعاتها وفي أوساط النشء بصفة خاصة، مع محاولة إدماج العمال في المنظومة اللغوية التي ارتأتها هذه السلطات.

وعليه فرضت اللغة العربية لغة رسمية للبلاد والعباد، وحاولت بلدان مثل الجزائر
تعميم التعريب فجلبت لذلك أساتذة من المشرق العربي ومن مصر بالتحديد محاولة تعريب الإدارات بل وفرض اللغة العربية لغة رسمية وحيدة في البلاد، الأمر الذي حتم على بعض الموظفين ممن كانت ثقافتهم فرنسية العودة إلى مقاعد الدراسة لتعلم اللغة الوطنية..
لكن بعض المثقفين تنبهوا إلى أن الشباب الذين حضنتهم المدرسة المعربة لا يحسنون استعمال اللغة العربية، ولا يفقهون أصولها بل يسعون إلى خلق لغة جديدة لا هي بالفرنسية ولا هي بالعربية بل مزيج بين الاثنتين، وأكبر مثال عن ذلك لغة الرسائل الإلكترونية التي تكتب بالحروف الفرنسية ولكنها عربية المعنى، وربما كان هذا الإبداع نتيجة تأثر الشباب بحضارة الغرب وبفرنسا تحديدا.
( هذه الحال موجودة في مختلف الوطن العربية حتى الارقام جعلوا منها احرف )
تؤكد الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن السبب الرئيس في نكبة اللغة العربية بشمال أفريقيا يعود إلى العادات التي يتأثر بها الطفل في المنزل، فالأبوان يتعاملان بلغة مزدوجة أو مزيج من اللغة العامية واللغة الفرنسية، مما يحدث تشويشا في قدرات الاستيعاب لدى الطفل الذي هو مقلد بطبعه، وهي ظاهرة مقلقة جدا، لأن اللغة مرتبطة دوما بالهوية والتراث والأصالة وحضارة البلدان، فالتخلي عن لغة قوم سيؤدي حتما لاندثار ثقافته وعاداته على المدى البعيد باعتبار أن اللغة حاضنة للحضارة والهوية.
وقد يعزى عزوف الشباب عن تداول اللغة العربية بشكل صحيح إلى الأسباب التالية
ربما يرجع العامل الأكبر إلى الغزو الثقافي الغربي، إذ إن شبابنا لم يأخذوا من الغرب سوى الظواهر التي يحاربها المختصون في بيئتهم لعلمهم أنها بداية الانهيار لحضارتهم.
يمكن أن نقول إن التطور التكنولوجي أو الثورة التكنولوجية كان له دوره الفاعل في تحفيز المجتمع على الابتعاد عن كل ما له صلة باللغة العربية، فاستخدام وسائل الاتصال الاجتماعية ساعد على انتشار هذه الظاهرة بين الشباب، وذلك من خلال الانفتاح على المجتمعات المتعددة التي جعلت استخدام اللغة الإنجليزية متطلبا ضروريا، وقد يكون الأمر صحيا هنا بشرط ألا يكون ذلك على حساب اللغة العربية والحد من استعمالها، ثم إن جل علوم التكنولوجيا تدرس في الجامعات باللغة الفرنسية أو الإنجليزية، مما جعل اللغة العربية تتعثر في هذا المجال
التواصل التجاري في غالبية الدول خاصة العربية هي اللغة الانكليزية ، التواصل اليومي و في الاحاديث العادية تتضمن اللغة العربية او الفرنسية مع العربية ، مما يحتم على غير المتعلم او صاحب العلم المحدود ان يكون خارج المفهوم في المجتمع ، منهم من تعلم اللغة الاجنبية من خلال الافلام الاجنبية التي تشاهد على شاشات التلفزيون او المحطات الفضائية و الالكترونية على سبيل المثال لا الحصر ( اليوتيوب و نتفلكس و و و ).
او من خلال الممارسة اللغوية حسب الوظيفة التي يشغلها ، يصبح يفهم اللغة و منهم يحسن الفهم و القرأة و التحادث .
في مختلف الدول العربية نشر الثقافة من خلال الادباء و الشعراء و الفنانين ، المهرجانات المحلية و العالمية من الفنانين العرب ، الافلام السينمائية ، منها باللغة العربية مع ترجمة لها باللغات المختلفة ، منهم مترجمين عرب .
من الادب العربي ما يترجم الى لغات متعددة ، تعتبر اللغة العربية اللغة العالمية السادسة . مع الاشارة ان سفراء الدولة الاجنبية ، المنتدبون الى الدول العربية ، يتعلمون اللغة العربية كتابة و قرأة ، تصريحات الغالبية منهم في اللغة العربية مفهومة .
علما ان العربي عندما يتعلم اللغة الاجنبية يتقنها حتى في المحادثة ، لغته بتلك اللغة سليمة ، سامعه يظن انه من رعاية الدولة التي يتكلم لغتها .
بينما الاجنبي الذي يتعلم اللغة العربية ، في المحادثة يكون واضحا من خلال لكنته انه اجنبي .
***
الصحيفة الكريمة ، الصرح الشامخ صحيفة نحو الشروق الجزائرية الف شكر و تقدير لحضراتكم على النشر ، الشكر موصول الى الاخ و الصديق الدكتور اساهي فريد .
انتهى
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
24/9/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى