حنان….. //. للشاعر عبدالكريم الاقرع
حنان.
قطرات عرق كاللؤلؤ على جبين بستانية
هطلت على سفح قاسيون وأينع البستان
يا نسمة أمل ياربيع حب ازهر بالوجد
وتفتح بالوجدان
يا عاصمة الحب يا عاطفة قلب دائم الخفقان
يا عبق نفس سوسني تتوقه النفس
يا مساءً من البنفسج يا عوسجةً
يا مزيج حب أينع في تراب الأوطان
معزوفة خلود أنتِ… سكنت الروح والقلب
وكل المكان
عندما إلتقت عيناي بعينيي حنان
أمطرت السماء بداخلي كل غيث تختزنه
وتراقص قلمي على غناء المطر
وأينعت بلقاء عينيها الكلمات و إرتوت
من بعد طول حرمان
ليالي الغربة بدأت ترحل و معها جفافها
و أورق بقلبي الزمان
دمشقي كان الليل و القمر و الياسمين
وكان لقائي
لأول مرة بعيونها الدمشقية
بعبقها القرنفلي بضحكتها
بقامتها المخملية
بدأ الحنين يغلي بأشرعتي
وصارت أمواجي تسكب على شطآنها
هدير أشواقي
و إستيقظ بداخلي جرح جديد
ورحلة جديدة تصحبني كالطفل من يدي
لأبحر في العيون الأموية
أعادتني نظراتها إلى زمن بات مفقودا
أعادتني بأنوثتها إلى موشحات غرناطة
وعيون ولادة والليالي الأندلسية
أعادتني عيونها لأبوح لها عن أغنيات البعد
ولحن إحتراقي
لأكتب لها عن حنيني لتلك الجنان
لأخبرها عن أمنيات عاشق أقصاه الزمان
لأسمعها ضجيج القلب و نبرات الكتمان
لأسافر في ملامحها الوردية
لأبكي بصمت في عيونها مثل بردى
وأتدفق بكل ما أملك من أحزان
عادت من جديد للحياة نبضاتي
وجاءت حنان لتمسح مواجعي بكل حنان
وتداوي بجروح الذكريات جراحاتي
بلمساتها بنعومتها الأقحوانية
مبسمها قيثارة من سحر الشرق
و أغنيات من أوتار أصفهان
حين بدأ ثغرها بعزف الإبتسامات
تفتحت على غمازات خديها الألحان
و سالت على وجهي ألوان أشواقي
وبدأت الحياة تعود لشراييني
وبدأ دمي بالجريان
ثوبها نسيج من الياسمين تسكنه زهور نرجسية
ابدأ العزف……. فيتراقصان
كانت الكلمات تخرج من عينيها بصمت
وأنا أقرأ في تلك الصفحتان
أقرأ
نقوش كتبها التاريخ على مئذنة الجامع الأموي
وحكايات عن معاناة يحيى وطقوس المعمدان
عن ذاك المصلوب و الدموع العذرية
قرأت في سطور عينيها كتابات عن المحراب
وعظمة الله الواحد والصلوات و جمال الأذان
وقرأت كتابات عن معبد الجوبتير
و َتاريخا أصيلا عن سوق الحميدية
وعن ضجيج الزائرين وأصوات الباعة
وعن العطر البلدي و تراث المسكية
وعن العطارين والبخور و رائحة الزعفران
وعن كل الأماكن والأحجار التي يسكنها التاريخ
وابقاها شاهداً في كل زمان
أضيفيني في عينيك سطرا أو أكثر
أضيفيني في قهوتك هالاً
وفي شفتيك قطعة سكر
أضيفيني في قلبك جرحا آخر
أضيفيني نقشاً خالداً على مداخل الحارات القديمة
في البيوت الدمشقية
أكتبيني على جذوع النارنج على أوراق الفل
على خرير البحيرة الشامية
آنقشيني تذكارا على كل الجدران
سأعود إلى أحضانك حين تشرق الشمس
ويندحر الطغيان
أنا أحبك……. لا تقولي إنساني يا حنان
من دخل داء الحب قلبه لن تنفعه جرعات النسيان.
يا ترى هل سينصفنا الزمان؟
أعادتني عيونك لأقرأ قصة حب
لأميرة عاشقة قبطية
وهي تنتظر الموج القادم من أعماق البحر
أن يحمل لها أنطونيو ومعه هدايا وعطورا
و سلال زهور….وعشق من ألوان البندقية
……… عبد الكريم الأقرع…….