إشراقات متنوعةدينية

تاريخ الكعبة المشرفة .. قبلة المسلمين ( قطائف رمضانية ) د.سيد غيث

……………………… بسم الله الرحمن الرحيم ……………………..
.

________(( تاريخ الكعبة المشرفة .. قبلة المسلمين ))________
.
أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائف رمضانية )



أزف اليكم التهاني والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
وكثير من السعادة .. والمسرات .
.
مــقدمـــة :
شَرُفت أمةُ الإسلام عن سائر الأمم بأنها أمة عظَّمت ما يستحق بالتعظيم وقدَّست ما هو جدير بالتقديس بالطريقة المشروعة فهُدِيت للمعتقد الصحيح وجانبت ما سوى ذلك من الباطل؛ فكانت أمةً معصومة من الاجتماع على الجهل أو الهوى.وتقديس الكعبة عند المسلمين ليس بالتقديس الوثني وانما هو تعظيم لبيت الله الحرام فاذا ذكرت الكعبة المشرفة عند المسلم اهتز القلب بالتعظيم وتحرك بالحنين وإذا شاهدها
صغرت الدنيا في نفسه وزهدت عينه في كل منظر سوى الكعبة.
.
تأسست مكة قبل ( 2000 عام ) من الميلاد أي أنها كانت موجودة قبل قيام النبي إبراهيم والنبي إسماعيل برفع أساسات الكعبة المشرفة وكانت مكة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة وقد دمرت هذه البلدة أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح أصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب ثم بدأ الناس في التوافد عيها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل (عليهما السلام) وذلك عندما تفّجر بئر زمزم عند قدمي النبي إسماعيل بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل في هذا الوادي الجاف وبعد ذلك جاء ركب من قبيلة جرهم فسكنوا مكة، وكانوا أول أناس يسكنون مكة وقامت قبيلة جرهم خلال فترة حكمهم لمكة بدفن بئر زمزم وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها واستمرت قبيلة جرهم في مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادي عندما استطاعت قبيلة خزاعة السيطرة عليها وتولي أمرها وطرد قبيلة جرهم منها استمرت خزاعة في مكة ما يقارب ثلاثمائة سنة وقام سيدها عمرو بن لحي بعبادة الأوثان، فكان أول من غيّر دين النبي إبراهيم وعبد الأوثان في جزيرة العرب.
وقد انتقل أمر مكة بعد ذلك من يد خزاعة إلى قريش وهي إحدى القبائل العربية التي تنتسب إلى قبيلة كنانة إحدى قبائل مضر، تحت أمرة قصي بن كلاب جد النبي محمد الرابع وقام ببناء دار الندوة ليجتمع فيها مع رجال قريش، وقام قصي بن كلاب قبل وفاته بتقسيم أمور الحرم على أولاده الأربع، فكانت سقاية البيت والرفاة والقيادة من نصيب ولده عبد مناف بن قصي الجد الثالث للنبي محمد. بعد وفاة عبد مناف بنقصي تولى قيادة قريش ابنه هاشم بن عبد مناف وبعد وفاته تولى القيادة وسقاية الحرم عبد المطلب بن هاشم ..
.
= (( الكعبة المشرفة )) هي قبلة المسلمين في صلواتهم وحولها يطوفون أثناء أداء فريضة الحج كما أنها أول بيت وضع في الأرض وفق المُعتقد الإسلامي ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة إذ يبدأ تاريخ المسجد بتاريخ بناء الكعبة المشرفة يعتقد المسلمون أن من بنى الكعبة أول مرة هم الملائكة قبل آدم ومن مسمياتها أيضاً البيت الحرام وسميت بذلك لأن الله حرم القتال بها ويعتبرها المسلمون أقدس مكان على وجه الأرض فقد جاء في القرآن الكريم:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ )..سورة آل عمران .
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها اثنا عشر متراً وكذلك يكون الذي يقابله وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله فطولهما عشرة أمتار ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل بل كان ارتفاعها تسعة أذرع وكانت
من غير سقف ولها باب ملتصق بالأرض، حتى جاء تبع فصنع لها سقفاً ثم جاء من بعده عبد المطلب بن هاشم وصنع لها باباً من حديد وحلاّه بالذهب.
.
= عدد حجارة الكعبة المشرفة ومن أين أتت هذه الحجارة..؟؟ :
تتألف الكعبة المشرفة من 1614 حجراً وتم بناؤها نحو 10 مرات حسبما ورد
في كتب التاريخ، حيث تضررت عدة مرات بسبب العوامل الطبيعية أو الحروب وجمعت حجارة الكعبة المشرفة من جبال مكه المكرمة المحيطة بالكعبة .
.
= سبب تسمية الكعبة بهذا الاسم:
الكعبة من الشيء المكعّب وتسمى الكعبة بهذا الاسم لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها وتسمى بالبيت العتيق والبيت الحرام سُمِّيت الكعبة كعبةً لكونها بناءً مُربَّعاً ومكعباً .
.
= سبب بناء الكعبة بيت الله الحرام بمكه :
بنيت الكعبة المشرفة في مكه كون مدينة مكة تعد مركزاً للكرة الأرضية وذلك عرف عند تصنيع جهاز تحديد القبلة ولهذا تم اختيار مكة المكرمة لنشر دين الإسلام ليخرج من منتصف الكرة الأرضية ليعم العالم أجمع نور هذا الدين القيم
هو اختيار إلهي فيه حكمة كبري لم تكن لتعرف إلا بعد ظهور الحقائق والاكتشافات العلمية الحديثة كما أنه لايخفي دلالة توسط موقع مكة المكرمة علي تسهيل الحج والعمرة للمسلمين من مختلف بقاع الأرض فيأتون اليها من كل فج عميق .
.
= في وصف الكعبة :
تُوصف الكعبة بأنها بناء مكعب الشكل، يبلغ ارتفاعها(15 متراً ) ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها( 12 متراً) وكذلك يكون الذي يقابله وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما (10 أمتار). ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل بل كان ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيل، ولم يكن لها سقف، فلما بنتها قريش قبل الإسلام زادوا فيها تسع أذرع، فكانت ثمان عشرة ذراعا، ورفعوا بابها عن الأَرض، فكان لا يصعد إليها إلَا في درج أو سلم. ثم لما بناها عبد الله ابن الزبير زاد فيها تسع أذرع فكانت سبعا وعشرين ذراعا وعلى هذا ظلت إلى الآن.
.
= موقع مكة من الخريطة الجغرافية :
تقع مكة المكرمة في الجهة الغربية من جزيرة العرب، في واد من أودية تخوم تحفه وتحيطه الجبال من كل جانب.. ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى أكثر من ثلاث مئة متر..
قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن عن مكة:سميت بذلك لأنها وسط الأرض.. كذلك جعلناكم أمة وسطا».وقد سميت مكة (أم القرى) لأنها أصل قرى الأرض كلها، ومنها دحيت الأرض فهي لذلك وسط الأرض.
.
= من أسماء الكعبة في القرآن :
للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها وهذه الأسماء وردت في القرآن وهي :
الكعبة :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ.. سورة المائدة.

= البيت :وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ..سورة البقرة.

= البيت العتيق:ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ..

= المسجد الحرام : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ..سورة المائدة.

=البيت المحرم : رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ..سورة إبراهيم.

= أول بيت : إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ..

= بكة: ورد عن إبراهيم أن بكة موضع البيت أي الأرض التي بنيت عليها الكعبة وما حول البيت مكة.
البنية: بباء موحدة ونون وياء مثناة من تحت مشددة ، ذكر هذا الاسم القاضي عياض في المشارق. وذكر ابن الأثيرحيث قال : وكانت تدعى بنية إبراهيم؛ لأنه هو من بناها.

=( قادس – و نادر- والقرية القديمة ) وهي أسماء مذكورة في تاريخ الأزرقي.
الدُّوَّار: بضم الدال المهملة وفتحها وتشديد الواو وبعدها ألف وراء مهملة ذكر ذلك ياقوت الحموي في مختصره لمعجم البلدان .
.
= أول من بنى الكعبة المشرفة :
يقول جل وعلا في قرآنه الكريم { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا } وقد أمر الله تعالي سيدنا ابراهيم عليه السلام و وولده سيدنا اسماعيل بان يسكنا في ارض مكنه وكانت أرض صحراء جدباء ثم امرهم الله ببناء الكعبه
ورفع قواعدها وتم تقسيم العمل بينهم فكان سيدنا اسماعيل يحضر الحجاره للبناء
وكان سيدنا ابراهيم هو المسؤل عن بناء الكعبه واستمروا على هذا الحال حتي لم يستطيع سيدنا ابراهيم ان يضع الحجاره وهو واقف على الارض فاحضر له سيدنا اسماعيل حجرا يقف عليه ليستطيع اكمال البناء و ظلوا يرددون وهم يقومون بالبناء { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.
.
= بناة الكعبة عبر العصور:
( بناء قريش للكعبة قبيل الإسلام )
بقيت الكعبة على حالها إلى أن أعيد بناؤها على يد قريش في الجاهلية وذلك بعد عام الفيل بحوالي ثلاثين عاماً إذ حدث حريق كبير بالكعبة نتج عن محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة فأعادت قريش بناءها واتفقوا أن لا يُدخلوا في بنائها إلا مالا طيباً .
.
( بناء عبد الله بن الزبيرللكعبة المشرفة )
وفي عهد عبدالله بن الزبير أعيد بناء الكعبة بعدما أصابها من الحريق الذي شب في الكعبة بعدما رميت بالمنجنيق، أثناء حصار يزيد بن معاوية لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير وسبب الحصار هو أن عبد الله بن الزبير رفض مبايعة يزيد بن معاوية وثار الزبيريون معه في المدينة فأرسل يزيد جيشاً إلى المدينة بقيادة مسلم بن عقبة ودخلها ثم اتجه إلى مكة ولكنه توفي قبل أن يصل إليها فخلفه في قيادة الجيش الحصين بن النمير الذي حاصر مكة لفترة وبالفعل استطاع الحصين أن يسيطر على جبل أبي قبيس وجبل قعيقعان ثم أخذ يرمي الزبير وأتباعه الذين كانوا متحصنين داخل المسجد بالمنجنيق فأصيب المسجد ولم يكتف الحصين بذلك بل رمى المسجد بالنار فاحترقت الكعبة وضعف بنائها.
.
=حجر سيدنا اسماعيل ..عليه السلام :
يعتبر حجر إسماعيل أو ما يسمى بـ « الحطيم» جزءا أساسيا من الكعبة حيث سمي بالحجر لأن قريش في بنائها تركت من أساس إبراهيم جزءا لقلة المال وحجرت على الموضع ليعلم الناس أنه من الكعبة المشرفة وتذكر الكتب التاريخية أنه في عصر الجاهلية كانت تطرح في موضع الحجر ما طافت به من الثياب فيبقى حتى يتحطم بطول الزمان، فسمي الحجر بالحطيم وكانوا يتحالفون ويحلفون عنده. وحجر إسماعيل هو بناء مستدير على شكل نصف دائرة .
.
= مقام نبي الله إبراهيم عليه السلام :
مقام إبراهيم هو : ذلك الحجر الأثري الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء وهو الحجر الذي قام عليه بالأذان والنداء للحج بين الناس وفي هذا الحجر أثر قدمي نبي الله إبراهيم بعدما غاصت فيه قدماه وهو الحجر المعروف للناس حتى الأن عند الكعبة المشرفة، ويصلون خلفه ركعتي الطواف فعند البخاري عن ابن عباس قال: (فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾.
.
وَمَوْطِئِ إِبْراهيمَ في الصَّخْرِ رَطْبَةً *** عَلى قَدَمَيْه حافِياً غَـــيْرَ ناعِلِ
.
وقال رسول الله : «الركن والمقام ياقوتتان من الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب».
ان الله تعالى نوه بذكره من جملة آياته البينات في سورة آل عمران بقوله ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾.
.
= أبرهة ومحاولة هدم الكعبة المشرفة :
هو: أبرهة بن الصباح الحبشي ويقال له أيضاً أبرهة الأشرم ..هو قائد عسكري
من مملكة أكسوم وأعلن نفسه ملكا على حِميَّر. حكم بلاد اليمن والحجاز.

وحسب ما ورد في الموسوعة البريطانية ان ابرهه مسيحي متدين اشتهر ببناء كنيسة ضخمة في صنعاء وبحملته العسكرية نحو مدينة مكة في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول ( 53 ق .هـ ).في العام 516 استعرت الفوضى السياسية في مملكة حمير وسقطت نهائياً عام 525 ـ527 ب.م بررت بيزنطة تدخلها بدعم الملك كالب ملك مملكة أكسوم بسبب المجازر التي ارتكبها يوسف أسأر بحق المسيحيين في نجران والمخا وظفار يريم ولكن الحقيقة هو أن البيزنطيين أرادوا وحدة سياسية مستقرة في بلاد الحميريين ضد الإمبراطورية الفارسية ولم يكن المسيحيين في نجران بالبراءة التي صورتها بعد المصادر، بل كانوا يريدون إبادة اليهود من اليمن بدلالة إحراقهم عدداً من المعابد اليهودية فجهود التنصير التي بذلتها بيزنطة من القرن الرابع الميلادي كانت لهذا الهدف.

ويحكي أن أبرهة بنى كنيسة ضخمة اسمها القليس في صنعاء وبالفعل يوجد في اليمن موقع بصنعاء القديمة يسمى غرقة القليس ولكن كلمة “قليس” مشتقة من “قلسن” بالحميرية وتعني كنيسة، فغرقة القليس قد تكون مقرا لأي كنيسة فالمسيحية موجودة باليمن من القرن الرابع. وكان هدف بناء الكنيسة على ماأورد الرواة
هو صرف العرب عن حج مكة وتحويل أنظارهم إلى كنيسته في صنعاء.
وبلغ أبرهة بلاد خثعم وخرجت له قبائل أكلب وشهران وناهس بقيادة رجل يدعى نفيل بن حبيب الأكلبي الخثعمي. فأسره أبرهة وأراد قتله فقال له الخثعمي: أيها الملك لا تقتلني، فإني دليلك بأرض العرب.

فخرج عبد المطلب مع حناطة نحو معسكر أبرهة وسأل عن “ذو نفر” المذكور آنفا وتزعم كتابات أهل الأخبار أنه كان صديقا له فقال له: يا ذا نفر هل عندك غناء فيما نزل بنا ..؟ فقال له ذو نفر، وكان له صديقا:وما غناء رجل أسير في يدي ملك.
فدخل عبد المطلب على أبرهة سائلا إياه أن يرد له العير أو الإبل التي سلبها منه فعجب أبرهة وأحتقره رغم أنه أكرمه حينما رأى وسامته على روايات الإخباريين، متعجبا منه كيف يطلب الإبل ويترك البيت الذي جاء لهدمه فأجاب عبد المطلب إني أنا رب الإبل، وإن للبيت رب يحميه .

وقام الخثعمي الذي أسره أبرهة بالهمس في أذن الفيل قائلا: ” ابرك محمود وارجع راشدا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام ” فبرك الفيل ولم يقم. فوجهه أبرهة جهات مختلفة عن مكة فقام “يهرول” ورفض الهرولة ناحية مكة. وإذ هم في إنشغالهم حتى خرجت طيور من البحر تحمل ثلاث حجارة، واحدة في مناقيرهم وإثنتان في أرجلهم أصابت جميع الجيش وقد فشلت الحملة رغم استعانته بالفيلة وانتهى حكمالحبشة وسيطرتهم على اليمن نهائيًا بالغزو الساساني الفارسي لليمن (عام 575 م ) بعد وفاة أبرهة بأربع أعوام .

والظاهر من الأحاديث أن الكعبة سوف تبقى إلى آخر الزمان ويرد الله تعالى عنها عدوان المعتدين ويردهم على أعقابهم خاسرين، كما في حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى للهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ” رواه البخاري.
.
= فتح مكة على يد رسول الله صلوات ربي عليه :
ولما فتح الله على نبيه مكة عليه الصلاة والسلام، خطب الناس وقال: (( إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض، ولم يحرمه الناس، وإن الله جل وعلا لم يحله لي إلا ساعة من نهار وقد عادت حرمته اليوم كحرمته بالأمس فليبلغ منكم الشاهد الغائب)) وقال: (( إنه لا يحل لأحد أن يسفك فيه دماً أو يعضد فيه شجرة ولا ينفر صيده، ولا يختلى خلاه ولا تلتقط لقطته إلا لمنشد)) أي معرف. فإذا كان
الصيد والشجر محترمين فيه، فكيف بحال المسلم؟ فمن باب أولى أن يكون تحريم ذلك أشد وأعظم فليس لأحد أن يحدث في الحرم شيئاً مما يؤذي الناس لا بقول ولا بفعل، بل يجب أن يحترمه، وأن يكون منقاداً لشرع الله فيه، وأن يعظم حرمات الله أشد من أن يعظمها في غيره، وأن يكون سلماً لإخوانه يحب لهم الخير ويكره لهم الشر، ويعينهم على الخير وعلى ترك الشر ولا يؤذي أحداً لا بكلام ولا بفعل، ثم قال جل وعلا في سورة آل عمران:{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ} فالله جعل فيه آيات بينات وهي التي فسرها العلماء بمقام إبراهيم.. أي ( مقامات إبراهيم لأن كلمة مقام لفظ مفرد مضاف إلى معرفة فيعم جميع مقامات إبراهيم) فالحرم كله مقام إبراهيم تعبَّد فيه، ومن ذلك المشاعر عرفات والمزدلفة ومنى، كل ذلك من مقام إبراهيم، ومن ذلك الحجر الذي كان يقوم عليه وقت البناء، والذي يصلي إليه الناس الآن كلهم من مقامات إبراهيم. ففي ذلك ذكرى لأولياء الله المؤمنين، ليتأسوا بنبي الله إبراهيم، كما أمر الله نبينا محمداً بذلك في قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} فأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملة إبراهيم الخليل أبي الأنبياء جميعاً. ونبي الله محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الرسل جميعاً، وأكملهم بلاغاً ونفعاً للناس، وتوجيهاً لهم إلى الخير، وإرشاداً لهم إلى الهدى، وأسباب السعادة.
.
= الحجاج بن يوسف الثقفي يضرب الكعبة بالمنجانيق :
هو أبو محمد الحجاج كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، الثقفي .
ولد في منازل ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة سنة41 هـ. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج. وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد. نشأ في الطائف، وتعلم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين.

عندما قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عدوه ومنافسه عبد الله بن الزبير إلى الأبد، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف و أمره بالسير إلى مكة للقضاء على ابن الزبير فخرج بجيشه إلى الطائف وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً ثم زحف
( أي الحجاج ) إلى مكة في موسم الحج ونصب المـجانيق على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان ونواحي مكة كلها، فتحصن ابن الزبير في المسجد وأخذت أحجار المنجنيق تتساقط على المسجد وبسبب هذا القصف احترقت الكعبة فأضطر ابن الزبير إلى الخروج للقتال مع جماعة من أتباعه حتى قتل جميع
أتباعه وانتهى الأمر بقتل ابن الزبير وبعد أن سيطر الحجاج على مكة كتب إلى الخليفة عبد الملك بن مروان أن ابن الزبير قد زاد في البيت ما ليس فيه وقد أحدث فيه باباً آخر، فكتب إليه عبد الملك: «أن سد بابها الغربي وأهدم ما زاد فيها من الحجر»، فهدم الحجاج منها ستة أذرع وبناها على أساس قريش وسد الباب الغربي وسد ما تحت عتبة الباب الشرقي لارتفاع أربعة اذرع ووضع مصراعان يغلقان الباب. فأمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يعيد بناء الكعبة إلى ما كانت عليه في عهد قريش.

وكان (( الحجاج )) معروفاً بحُسن العبادة وكان غيوراً على القرآن معظّماً له وكان هو وأبوه يعلمان القرآن للصبيان في الطائف بلا مقابل ويجزل العطاء لأهله، وكان الحجاج بعيداً كل البعد عن الملذات، زاهدا في المال وكان صاحب مواعظ بليغة معروف ببعده عن صفات النفاق الثلاثة، وكل هذه الصفات لا تنفي مغالاته في التكفير أي أنه يفعل ما يفعله تديناً وتقربا لله .

من أقوال الحافظ ابن كثيرعن الحجاج :
كان شهماً وفي سيفه رهق (الهلاك والظلم) وكان يغضب غضب الملوكِ…وقال أيضاً: وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها ولكن يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه…،وكان يكثر تلاوة القرآن ويتجنب المحارم ولم يُشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج وإن كان متسرعاً في سفك الدماء. فلا نكفر الحجاج. فقد كان الحجاج بن يوسف بليغاً فصيحاً محباً للشعر كثير الاستشهاد به مُعظماً للقرآن الكريم .
.
= من فضائل الكعبة المشرفة :
يحرم استقبال الكعبة واستدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر البقاع، لِقَولِهِ صلى اللهُ عليه وسلم كما في الصحيحين مِن حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ الأَنصَارِيِّ رضي اللهُ عنه: “إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا بِبَولٍ وَلَا غَائِطٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا”.

ومنها: أن الله اختارها لمناسك الحج وجعل القصد إليها عبادة تُرفَع بها الدرجات وتُمحَى بها السيئات، كما جاء في الصحيحين مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: “مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”.

ومنها: أن مكة خير البلاد وأحبها إلى الله ورسوله صلى اللهُ عليه وسلم، فقد روى الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ عَدِيٍّ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال: “وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ”.وروى الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم لِمَكَّةَ: “مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ! وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ”.

ومنها: أن الله جعلها مسرى نبيه محمد صلى اللهُ عليه وسلم إلى السماء، قَالَ تَعَالَى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير ﴾ ..الإسراء.ومنها: أن الرحال لا تُشَدُّ للسفر إلى غير المسجد الحرام ومسجد النبي صلى اللهُ عليه وسلم والمسجد الأقصى.
.
= حجم الكعبة وارتفاعها :
يبلغ ارتفاع الكعبة نحو ( 15 متراً ) ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها (12 متراً ) وكذلك يكون الذي يقابله وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما( 10 أمتار) ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل، بل كان ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيل ولم يكن لها سقف، فلما بنتها قريش قبل الإسلام زادوا فيها تسع أذرع، فكانت ثمان عشرة ذراعاً ورفعوا بابها عن الأَرض، فكان لا يصعد إليها إلَا في درج أو سلم. ثم لما بناها عبد الله ابن الزبير، زاد فيها تسع أذرع، فكانت سبعا وعشرين ذراعاً وعلى هذا الارتفاع هي إلى الآن .
.
= سدانة الكعبة :
سدانة الكعبة هي مهنة قديمة وتعني العناية بالكعبة المشرفة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت واستقبال زوّارها وكل ما يتعلق بذلك. ومنذ أكثر من 16 قرناً ويزيد أي
قبل بدء الإسلام اختص أحفاد عبد الدار بن قصي بن كلاب من قريش بسدانة الكعبة المشرفة، ومنهم بنو شيبة سدنة الكعبة الحاليين منذ بناء إبراهيم الكعبة المشرفة، كانت السدانة بيد ابنه إسماعيل عليه السلام .
.
= (( أشعار عن الكعبة المشرفة ))
.
رَأَيْتُ البَيْتَ عَايَنْــتُ المَقَــــامَا *** وَأَدَّيْـــتُ التَّحِــــيَّةَ وَالسَّـــــلامَا
أَهِيمُ وَتُسْكَبُ العَبَــرَاتُ وَجْـدًا *** وَمَا عرَفَ الفُـؤَادُ كَــــذَا هُيَامَا
تَهُبُّ نَسَائِمُ التَّقْوَى سُحَيْـــرًا *** فَلا أَدْرِي أَمِسْــــكًا أَمْ خُـزَامَى
أَمَامَ البَيْتِ مَا جَفَّتْ دُمُوعِـــي *** أَظَلُّ أَنَا المُحِبَّ المُـسْتَهَامَا
وَمَا فَتَرَ الهَوَى، وَالقَلْبُ يُكْوَى *** بِنَارٍ أَجَّجَــــتْ فِيَّ الضِّـــرَامَا
سَرَى حُبٌّ قَدِيمٌ فِي الحَــشَايَا *** فَأَلْهَبَ لِي كِيَـــانِي وَالعِظَامَا
هُنَا عَجَزَ اللِّسَانُ فَلا بَــــيَانِي *** يُسَــاعِدُنِي أَنُسِّـــــيتُ الكَلامَا
إِذَا انْفَطَرَ الفُؤَادُ فَلا تَلُمْنِي *** فَمِثْلِي عِنْدَ زَمْــــــزَمَ لَنْ يُلامَا
أَنَا الصَّبُّ المُتَيَّمُ فِــــي بِقَاعٍ *** بِهَا المُخْتَارُ قَدْ صَلَّى وَصَامَا
عَلِقْتُ بِحُبِّهَا مُذْ كُنْتُ طِفْلاً *** وَكَمْ غَرَزَتْ بِخَفَّــاقِي سِهَامَا
أَمَا وَطِئَ الحَبِيبُ عَلَى ثَرَاهَا *** لِذَلِكَ حُبُّهَا فِي القَـــلْبِ دَامَا
==
==
رمز الخلود وكعبة الإســــلام ** كم في الورى لك من جلال سام
يهوي البناء إذا تقادم عهــــده ** وأراك خـالـدة عـلـــــى الأيــــام
في كل عام حول بابك وقفــة ** للناس من عــرب ومــــن أعجام
فإذا الحجيج توافدت أفواجهـم ** وتزاحمت بالبـــــيت أي زحــــام
أبصرت ثم عرى الإخاء وطيبه ** وشهــــــدت حقــــا قوة الإسلام
.
قبلتي ما ابهى ضـــــياها *** ملا الايــــمان والنور رباها
وخليل الله قد اعلى بناها *** فــي بلاد طـــــهر الله ثراها
درة الاكوان والدنيا اراها *** ما لنا من كعبة يوما سواها
==
==
فَـوَلِّ بِـوْجْهِـكَ الْحَسَنِ الْمُفَــدَّى *** إِلَـيْـهَـا حَـيْـثُ وَجَّهْــــتَ اتِّجَاهَــا
فَـإِنَّ أَبَاكَ إِبْرَاهِـيــــــمَ قِـدْمــــاً *** لِأَجْــلِ رِضَـــــاكَ عَنَّـا قَدْ بَنَاهَــا
وَإِسْـمَـاعِـيلَ طَــــافَ بِهَا، ولَبَّــى، *** وَطَـهَّــرَهَـا لِمُشْتَـــاقٍ أَتَاهَـــا
هُوَ الْبَـلَـدُ الْأَمِيـنُ وأَنْـتَ حِــــــلٌّ *** فَـطَـأْهَـا يَـا أَمِـينُ فَأَنْتَ طَـــهَ
وَ لَــوْلَا أَنْــتَ حَلَّ فِي ذُرَاهَـا *** لَـمَـا شَرُفَـتْ ولَا حُـمِيـَتْ حِمَاهَـــا
تَوَجَّـهْ حَـيْـثُ كُنْتَ لَهَا وكَبِّــرْ *** وَ لَا تَـعْـــدِلْ إِلَــى شَيْءٍ سِـوَاهَــا
وَوَجْــهُ اللهِ قِـبْلَـةُ كُـــــلِّ قَلْــبٍ *** لِـمَـنْ شَـهِـدَ الْحَقِيقَةَ واجْتَـلَاهَـــا
وَهَـذَا الْبَـيْتُ بَيْتُ اللهِ بُشْـــرَى *** لِـنَـفْـــــسٍ فِـيهِ قَـــدْ بَلَغَتْ مُنَاهَــا
وَ هَـذَا الْحِجْرُ والْحَجَـرُ الْمُفَـدـَّى *** وَزَمْــزَمُ والْحَطِيـمُ ومَا زَهَاهَـا
فَهَلِّـلْ عِنْـدَ مَشْهَـدِهَا كِفَاحـــاً *** وَزَمْــــزِمْ عِنْـدَ زَمْزَمِـــــهِ شِفَاهَــا
فَهَذَا الْفَخْرُ إِنْ حَاوَلْتَ فَخْـــــراً *** وَ هَذَا الْجَاهُ إِنْ حَاوَلْــتَ جَـاهَـــا
فَـيَـا حُجَّـاجَ بَيْتِ اللهِ طُوفُــــــوا *** بِكَعْبَتِـــــهَـا ولَبُّــوا فِــي ذُرَاهَـــا
فَطُـوبَـى ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَــى *** لِـنَـفْسٍ فِـي مِنــــىً بَلَغَـتْ مُنَاهَـــا
فَـقُـلْ لِلسَّـالِكِيـنَ بِكُـــــــلِّ فَــجٍّ *** لَكُــمْ ثَـــــــــجٌّ وعَـجٌّ قَـدْ تَنَـاهَـــا
فَـلَـيْـسَ الْحَـجَّ إِدْلَاجٌ ومَسِيــــرٌ *** وَ لَا قَطْـعُ الْمَـرَاحِـلِ فِي سُرَاهَـا
وَلَيْــسَ النُّسْكَ تَقْصِيرٌ وحَلْـــقٌ *** وَسَعْــيٌ ثُــمَّ بِـالتَّجْـــــرِيدِ بَـاهَـى
وَلَا يُجْدِي سِوَى الْإِخْلَاصِ حَقّـــاً *** وَنِيَّـــــتِـهِ الَّـتِــي فِيــهِ نَوَاهَــا
وَإِقْـلَاعٍ عَـنِ الْعِصْيَانِ جَمْعاً *** وَتَـجْـرِيــدٍ لِنَفْـسِـــــكَ عَنْ هَوَاهَــا
وَإِرْفَـاقٍ وإِنْـفَـاقٍ وبَـــــذْلٍ *** لِـذِي الْحَـاجَــاتِ مِـــــمَّا قَدْ عَرَاهَــا
وَتَـقْـوَى اللهِ أَفْضَـــلُ كُلِّ زَادٍ *** لِـنَـفْـسٍ بِالتُّـقَـــــى عَرَفَتْ هُدَاهَــا
.
= الكعبة المكرمة قبلة للحي والميت :
ان الذبيحة توجه للكعبة تقربا إلى الله تعالى بذبحها والميت يوضع في قبره فيوجه للكعبة وقد جاء في الحديث أنها قبلة المسلمين أحياءاً وأمواتاً والداعي يستقبلها في دعائه وفضلت الصلاة في المسجد الذي حوى الكعبة بمئة ألف صلاة عما سواه من المساجد وينسب المسجد إليها فيقال مســــجد الكعــــــبة كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..عن مسجده في المدينة: ((صَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ )).. رواه مسلم.
.
= الحجر الأسود :
هو حجر موضع إجلال مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره (30 سم) يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وفقا للعقيدة الإسلامية فهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا. أما سواد لونه، فيرجع إلى الذنوب التي ارتُكبت وفقا للروايات عن النبي محمد صلوات ربي عليه. حيث روى ابن عباس عن النبي محمد أنه قال: « نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم ».وهو سواد في ظاهر الحجر، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض .
.
وحسب الآثار الإسلامية فإن الحجر أتى به جبريل من السماء فقد روى ابن جرير في تفسيره والأزرقي في«أخبار مكة» بإسناد حسن، وكذا رواه الحاكم في مستدركه.

وقد سُمي الحجر الأسود بهذا الاسم حسب ما روى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: « نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم ». وسماه البعض بالحجر الأسعد إلا أنه لم يثبت بالأدلة صحة
هذا الاسم إلا في رواية لحديث ضعيف رواه الحاكم في المستدرك .

والذي سُمي أيضا في الحديث بالركن.. وصفه المتقدمون فقد روى الفاكهي «عن مجاهد قال نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض ».
.
= الفكرة النبوية العبقرية في وضع الحجر الاسود موضعه:
جاء في كتب السيرة أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم= حين كان في الخامسة والثلاثين من عمره
(أي قبل البعثة) أرادت قريش إعادة بناء الكعبة فحصل خلاف على من سوف يضع الحجر الأسود في مكانه حتى كادت الحرب تنشب بينهم بسبب من ذلك. وأخيراً جاء الإتفاق على أن يحكّموا في ما بينهم أول من يدخل من باب الصَّفا فلما رأوا محمداً أول من دخل قالوا: «هذا الأمين رضينا بحكمه ». ثم إنهم قصّوا عليه قصَّتهم فقال:«هلمَّ إليّ ثوباً» فأُتي به فنشره وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه ثم قال: «ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب»، ففعلوا وحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء، ثم تناول هو الحجرَ
ووضعه في موضعه، وبذلك انحسم الخلاف بين القبائل .
.
= سرقة الحجر الأسود:
حادثة القرامطة هي أفظع ما مرّ على الحجر الأسود فقد أغاروا على المسجد الحرام وقتلوا ما فيه وأخذوا الحجر وغيبوه ( 22 سنة) ورُدّ إلى موضعه سنة
( 339هـ). ففي سنة (317 هـ) وتحديدا يوم التروية قام أبو طاهر القرمطي ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود وأرسله إلى هَجَر وقتل عدد كبير من الحجاج، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة. وفي ( 318 هـ) تقريبا سنّ الحج إلى الجش بالأحساء بعدما وضع الحجر الأسود في بيت كبير وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر فقتل القرامطة أناساً كثيرين
من أهل القطيف.
.
= فرضيات علمية عن الحجر الأسود :
في عام (1980) قدمت ( إليزبيث تومسن ) من جامعة كوبنهاغن فرضية مختلفة. وأشارت إلى أن الحجر الأسود قد يكون جزءاً الزجاج أو حجر متحول من آثار نيزك مجزء سقط قبل حوالي (6,000 ) سنة في منطقة الوبار في صحراء الربع الخالي والذي يبعد (1,100 كم ) شرقا عن مكة المكرمة. الحفريات في منطقة الوبار جديرة بالملاحظة لوجود كتل من الزجاج السيليكا تنصهر تحت تأثير الحرارة والمشرب مع حبات من سبيكة النيكل والحديد من النيزك ( ومعظمها دمرت في الأثر). يتم إجراء تجارب على بعض الكتل وقطع من الزجاج سوداء لامعة ومجوفة داخليا ومليئة بالغاز الأبيض أو الأصفر والتي تسمح له بالطفو على سطح الماء.
.
= كسوة الكعبة :
كسوة الكعبة الكسوة الشريفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها التي برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، وتسابقوا لنيل هذا الشرف لعظيم وهي قطعة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى بها الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج، صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة.

كانت كسوة الكعبة موجودة قبل الإسلام وقد أعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم كسوتها بقماش من اليمن وسار خلفاؤه الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على سنته، فكانوا يقومون بكسوة الكعبة كل عام. وتنسج كسوة الكعبة حاليا من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود ومنقوش
= تزين ا لكعبة المشرفة بخيوط الذهب والفضة :ه ..والله جل جلاله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم يا حنان یا منان ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ومنه حزام الكسوة بعرض 15 سنتيمتراً كتب عليه آيات قرآنية مختلفة، ويحيط الحزام بالكسوة كلها ويبلغ طوله 47 مترا ويتكون من 16 قطعة .
.
= تزين الكعبة المشرفة بخيوط الذهب والفضة :
كسوة الكعبة.. 790 كغم من الذهب والفضة والحرير
وإن الثوب الواحد من الكسوة يبلغ مسطحه 658 مترا مربعا ويستهلك كم كبير من الحرير الطبيعي الذي يستورد من إيطاليا وسويسرا.
.
= مصر ترسل كسوة الكعبة المشرفة لبلاد الحجاز:
ظلت كسوة الكعبة المشرفة تُرسل إلى السعودية من مصر عبر القرون، باستثناء فترات زمنية قصيرة ولأسباب سياسية، إلى أن توقف إرسالها نهائياً من مصر سنة 1381هـ. حيث اختصت المملكة العربية السعودية بصناعة كسوة الكعبة المشرفة إلى يومنا هذا.
.
= الحكمة من الكسوة :
عند فتح مكة أبقى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الكسوة القديمة التي كُسيت بها في عهد المشركين ولم يستبدلها حتى احترقت الكسوة على يد امرأة تريد تبخيرها فكساها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية.
.
= أول امرأة في التاريخ كست الكعبة :
هي:( نتيلة بنت جناب بن كليب النمرية ) زوجة عبد المطلب بن هاشم، وأم العباس عم الرسول -صلى الله عليه وسلم .
.
= باب الكعبة :
كان للكعبة بابان شرقي وغربي، أما الغربي فقد فتحه عبدالله بن الزبير استنادا إلى حديث عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وهذا الباب الغربي بينه وبين الركن اليماني نحو مترين وقد سده الحجاج بن يوسف الثقفي بأمر الخليفة عبدالملك بن مروان، أما الباب الشرقي، فهو باب الكعبة الآن، ويقع بين الملتزم والحجر الأسود ويرتفع الباب نحو مترين عن الأرض، وهو مصنوع من الذهب الخالص، ويصعد إليه بدرج کرج المنابر والدرج مصنوع من الخشب المصفح بالفضة ويوضع في مكانه حين يفتح للزائرين في المناسبات .
.
= أشهر أبواب الكعبة المشرفه :
باب صنعة الجواد وزير صاحب الموصل عام 550هـ، حيث تمَّ تركيبه في عام 551هـ وكُتِبَ عليه اسم الخليفة المقتفي العباسي، وكان يتميز بحلية جميلة.
باب صنعة الملك المظفر صاحب اليمن عندما حج عام 659هـ، وكان مزيَّن بالفضة ووصل وزن الفضة فيه حوالي 60 رطلاً.

باب صنعة الملك الناصر محمد بن قلاوون، وقد وضعه على الكعبة بعد خلع باب المظفر وكان مصنوعاً من السنط الأحمر ومزخرفاً بالفضة.
باب صنعوه الملك الناصر حسن عام 761هـ، وكان مصنوعاً من خشب الساج ومكتوباً عليه اسم الملك الناصر محمد بن قلاوون واسم حفيده الأشرف شعبان واسم الملك المؤيد.
.
= باب الكعبة من الذهب الخالص:
باب للكعبة المشرفة من الذهب الخالص.. حيث بلغ وزن الذهب الذي أمر الملك باستخدامه للبابين حوالي 280 كيلوجراماً
.
= أقوال بعض رواد الفضاء في الكعبة عندما رأوها من علياء السماء :
كشف رائد الفضاء الأمريكي برينسيك، عن صورة التقطها من الفضاء الخارجي، للكعبة المشرفة، تظهر فيها بضوء مبهر وسطوع شديد عن باق المناطق المحيطة، وقد قام رائد الفضاء بنشر الصورة على حسابه الشخصي على تويتر، معبرا عن ذهوله من روعة المشهد من الفضاء الخارجي لمكة المكرمة.

أما رائد الفضاء الروسي سريازوسكي، فقد أبدى إعجابه الشديد بمدينة مكة المكرمة، بعد التقاطه لصورة مشابهة لتلك التي التقطها رائد الفضاء الأمريكي، وقد كتب على الصورة معلقا: ” المدينة غير عادية بكل المقاييس، انا اعتقد أنه لايمكن أن يخلط بينها وبين أي مدينة أخرى على وجه الأرض من الفضاء سواء في الصباح أو المساء، فهي مميزة في كل الأحوال”.
.
= الهدم الأخير للكعبة في أخر الزمان:
فإذا انتهى زمن المسيح عليه السلام وقبضه الله تعالى إليه، وفسد الناس هدم الأحباش الكعبة، وجاء خبر ذلك في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ لنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ
خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، هُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ” رواه أحمد بسند صحيح.
يهدمها رجل منهم جاءت صفته في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ” وقَوْله ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ: تَصْغِيرُ السَّاقَيْنِ صَغَّرَهُمَا لِدِقَتِهِمَا وَحُمُوشَتِهِمَا.

وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: “كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ، يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا” رواهما البخاري .

وفي حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا، وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ، يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ” رواه أحمد.

هذه هي الكعبة التي ابتناها الخليل عليه السلام وتعبد فيها وإليها عبر القرون خلق
لا يحصيهم إلا الله تعالى، يهدمها في آخر الزمان حبشي بمسحاته.

وقد جزم جمهور أهل العلم أن مكة هي أفضل بِقاع الأرض على الإطلاق ثم تليها المدينة النبوية – على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ولذا صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم – أنه قال عن مكة: «والله إنكِ لخيرُ أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ»؛ رواه أحمد والترمذي.

وما فضلت الكعبة المشرفة لجمال جدرانها أو ثمن بابها الذهبي أو فخامة كسوتها فكل ذلك يوجد ما هو أفخم منه وأجمل وأعلى ثمناً وإنما فضلت الكعبة لموضعها، فقد جعله الله تعالى مباركا وفضله على غيره من البقاع وشرع فيه عبادة تخصه كالطواف به، وتقبيل الحجر الأسود؛ ولذا قال الفقهاء: لَوْ زَالَتْ الْكَعْبَةُ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ صَحَّتْ الصَّلَاةُ إلَى مَوْضِعِ جِدَارِهَا..

فكم من دعوات رفعت حول الكعبة .. وكم من عبرات سكبت أمامها..وكم من قلوب تقطعت تريد بلوغها والتعبد عندها يرخص المؤمن كل شيء من الدنيا ليصل إليها.

ونختم أحبتي الغوالي بهذا القول المختصر ونقول هذه قبلتكم يا أمة محمد وأنها ليست رمزاً للتفاخر ولكن هيا توجهوا إليها بقلوبكم كما توجهت إليها أجسادكم
في صلواتكم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق النشر محفوظة.. د .سيد غيث ..

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى