اليوم 18 كانون الاول ديسمبر اليوم الدولي للمهاجرين //بقلم الكاتبة ملفينا ابومراد

اليوم الدولي للمهاجرين
أعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 18 كانون الأول/ديسمبر يوما دوليا للمهاجرين بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم (بموجب القرار رقم 93/55 ).
قال الامين العام للامم المتحدة إن اليوم الدولي للمهاجرين هو مناسبة نسلط فيها الضوء على الحاجة الملحة إلى إدارة آمنة للهجرة تستمد جذورها من التضامن والشراكة واحترام حقوق الإنسان.

موضوع عام 2023: ضرورة ملحة لإدارة آمنة وأفضل للهجرة
اضحت الهجرة املا عند الشعوب التي تعاني من الحروب و اثارها خاصة الوضع الاقتصادي الذي يحرم الانسان من العيش في كرامة .
خلال الحرب العالمية الاولى نشطت الهجرة الخارجية و الهجرة الداخلية .
الهجرة الداخلية اي داخل البلد نفسه من منطقة الى منطقة .
و الخارجية من بلد الى بلد اخر ، على سبيل المثال لا الحصر منذ اكثر من 125 عاما ،اي في خلال فترة الحرب العالمية الاولى ، بسبب الجوع الذي تفشى في سائر البلدان التي كانت خاضعة للحكم العثماني ، بدات الهجرة من لبنان الى امركا اللاتينية بحثا عن مورد رزق للمهاجر و الى اهله في الوطن ، شانه شان سائر المهاجرين .
كانت الهجرة حينها غير منظمة ، لا جواز سفر و لا فيزا (حال الهجرة غير الشرعية اليوم ).
اما اليوم يهاجرون بموجب اوارق ثبوتية و عقود عمل ، الى الولايات المتحدة الامركية و كندا ، و منهم الى الدول الاروبية ، و منهم الى دول الخليج …
منهم من يكون التوفيق حليفه ، عودته بهذه الحالة تشكل هدفا لغيره للحذو حذوه . و منهم لا ، يعود الى بلده صفر اليدين محطم الارادة .
توجد الهجرة الشرعية التي يعتمد المهاجر على الدراسة او على العمل بموجب عقد عمل واضح ، يكون قد أمن نفسه من مخاطر التشرد و البؤس ، إذا كان التوفيق حليفه قد يحصل على جنسية ، يطلب اهله ان يتبعوه ، و من لا يحصل على الجنسية في البلد التي يعمل فيها ، عند إنتهاء عقد عمله يعود الى بلده بما جمع من اموال ، و قد يكون قد ارسل ما يجمعه تباعا إلى اهله …
اما الهجرة غير الشرعية : تكون بالتسلل من بلد لاخر دون اعلام السلطات بدخوله البلاد إن كان عبر الحدود غير الشرعية بولسطة مهربين ، او عبر البحر في زوارق الموت كذلك بواسطة مهربين ، يبيعون ما عندهم من عقارات ، يدفعون للمهربين مبالغ طائلة ( ع الراس اي على العدد المسن كما الطفل )دون اي ضمانات .
و إذا وقعت الواقع و غرق عدد منهم ياخذون بوضع اللوم على الدولة و على الحكام ، و يطلب ذووهم تعويضا عنهم …
عندما يهاجر الانسان يعيش وضعا ماساويا إن كان طالبا او عاملا ، حيث تتغير حياته ، يعيش حزينا بشجن و حنين ، و كم يفكر بالعودة إلى الوطن ، لكن الحاجة تجبره على البقاء …
من هم المهاجرون :
مثل العمال والطلاب ورجال الأعمال وأفراد الأسرة والفنانين محركات قوية للتنمية في كل من البلدان الأصلية وبلدان المقصد. وغالباً ما يحافظ المهاجرون بعلاقاتهم مع بلدانهم الأصلية بصورة قوية ويجلبون معهم ثروة من المعرفة والخبرة والمهارة تستفيد منها مجتمعاتهم الجديدة التي يعيشون فيها.
ويمكن أن يصبح التنقل حجر الزاوية في التنمية المستدامة والازدهار والتقدم في حال إدارة الهجرة بشكل جيد. وبالتالي إطلاق العنان لإمكانات الهجرة هو أمر أساسي لتسريع الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات الكبيرة التي تنطوي عليها خطة عام 2023، حيث تم توضيحها خلال قمة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك في سبتمبر 2023 من أجل الجميع.
وعلى المجتمع الدولي القيام بضرورة تقديم حلولاً تهم الناس وتستند إلى الأدلة لتمكينهم من البقاء في مجتمعاتهم، ولأولئك الذين يريدون أو يجب عليهم الانتقال.
أتاحت قمة COP28 التي اختتمت مؤخرًا في دبي الفرصة للمنظمة الدولية للهجرة للدعوة مرة أخرى إلى أن يكون تأثير تغير المناخ على المهاجرين جزءًا أساسيًا من هذه المناقشة. إن تعزيز الشراكات المتساوية والشاملة مع المهاجرين والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمعات المحلية، مع التأكيد على دور الشباب، أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وتهدف المنظمة الدولية للهجرة في هذا اليوم الدولي للمهاجرين إلى وضع الهجرة كأحد الحلول للتحديات التي يواجهها العالم منها التكيف مع آثار تغير المناخ أو توفير فرص اقتصادية أفضل للمجتمعات.
المهاجر يفيد البلد الذي هاجر اليه بخبراته و كفاءته بما يسمى هجرة الادمغة ، كما يفيد بلده بما يدفق عليه من الاموال ، و العودة للسياحة مما ينشط العجلة الاقتصادية للبلد .
ملفينا ابومراد
لبنان
2023/12/18