اعتذار : بقلم الشاعرة رجاء بحصاص
//اعتذار//
اعتذر من نفسه
حاول ان يعدل مزاجه
لم تساعده أفكاره المترامية
جلست القرفصاء
وعيناه بدأت تبحث بالمجهول
بدا قلبه منتحباً كأيوب
كم أخضعه لجلسات تعذيب
استدار نحو الأمسيات الحزينة
هناك الليل كان يراقب اختلاجات العيون
أي حزن ترعرع في الجفون
والخريف بات في الحواكير اليتيمة
في أي مرمى كان وسيكون
استشعر فيض من الحسرات
وفي واحة من الذهول
ذبلت الريح وبات الأنين مجنون
والنسمات تلفح وجهه وتحمل ذرات القلق
بلا وجهة بلا دليل …انتبه لقلبه
قال :رحلوا….. وارتحلوا….ثم تاهوا
ونحن ندامى الحسرة أصبحنا
اخذ يجادل السواقي
الماء مسافر بلا وجهة مثقل بالهموم
سأم السفر معه ذرات من الماضي
مسافر إلى الغد ومعه الغيوم
بانت سفحات وجهه مضطرب ربيعها
والشمس رسمت تأشيرة السفر
والنبض مختلط مع صفارة الصباح
هل تعلمين ؟؟ أن العمر دنا من النصر
هل يعتبر الموت نصراً ؟؟
متسائلا عن كم الجبروت القاسي لليل
وخذلان الدقائق للنظر
تابع أنينه أتراه قوس قزح تخلى عن بريقه
وأصبح الرمادي رفيقه….إنها النهاية
للأشياء الحزينه الليل سيخلع وشاحه
وسيرتدي لباساً مزدان بالنجوم
وهاهو يطلب العناق
زرقة الصباح وامتزاج الشمس
مع الفلاح ….
إنه البشير ليوم جديد بلا أحزان ..
بقلمي رجاء بحصاص
سورية.