إشراقات متنوعةكتاب وشعراء معاصرون

الجزء الثاني من سيرة الكاتبة والشاعرة العراقية سلينا الجزائري رحمها الله بقلم عبدالرحمن الهاشمي

الجزء الثاني من السيرة الذاتية لحياة سلينا الجزائري المرحومة الراحلة اميرة الحرف رحمها الله واسكنها فسيح جناته
بعد أن قامت بنقلنا معها في المدرسة ذاتها في الباب الشرقي كنا نذهب ونعود سوية….واذكر من المواقف التي حصلت بتلك المدرسة كان في حفلة توديع معلمة نقلت لمدرسة اخرى واشتركن المعلمات جميعهن بدفع كل واحدة بدفع مبلغ مالي لعمل وليمة غداء على شرف هذه المعلمة
في لحظة شعرت بالجوع انا مخاطبكم عبد الرحمن فدخلت غرفة المعلمات واخبرت امي سلينا باني جائع فقامت امي واحضرت صحن لتضع لي بعض الاكل فما كان من إحدى المعلمات إلا أن تنهر امي بعصبية وان لايحق لكِ أن تاخذي من هذا الاكل وجميع المعلمات ينظرن بحزن لموقف امي فما كان من امي اجهشت بالبكاء وتركت الصحن وخرجت من غرفة المعلمات وامسكن بيدها المعلمات على أن لاتخرج وان تضع الاكل لابنها لأنها لها الحق بالأكل مثلك مثلنا ولايحق للمعلمة الأخرى أن تمنعك والكل وبخ تلك المعلمة التي أنزلت الدمع من عيون امي
لكن امي أقسمت انها لن تضع لقمة بفمها او فم اولادها من هذا الطعام ثم استأذنت من الإدارة وخرجت واحضرت لنا الطعام انا واختي نريمان هذا اليوم لم انساها ما حييت لاني امي فضلت تبكي بسبب تلك المعلمة التي منعتها من اعطائي الطعام ولم تضع لقمة بفمها يوما كاملا …نعم بعد توبيخ المعلمات لتلك المعلمة اعتذرت من امي المرحومة سلينا لكن امي تألمت جدا اولا لاني كنت جائع جدا والثاني لأنها اهانتها امام الجميع
مرت الايام ونحن في تلك المدرسة نذهب ونعود سوية ومن المواقف الأخرى كنا نذهب سيارة تنقلنا في بداية الشارع القريب من دارنا قرب دائرة الإقامة وكنيسة سيدة النجاة لكن طريق العودة أصعب لان لاتوجد سيارة تقودنا لنفس المكان فكنا ناخذ طريق آخر وهو كرادة خارج وننزل بمنطقة رخيته وهي تبعد ربع ساعة سيرا على الاقدام عن منزلنا نمشي من رخيته ونسلك شارع فرعي في احد الايام كان الجو حار جدا كما تعلمون بصيف العراق كنا نزلنا من السيارة ودخلنا الشارع الفرعي في بدايته فكسرت حذا امي المرحومة سلينا وكان الشارع مغطى بالأسفلت وحار جدا أخبرت امي اني اذهب الى البيت لاحضر لها حذاء آخر لكنها رفضت كنت اكلمها بلهجتي العراقية( ماما والله العظيم اروح ركض وارجع ركض لان الزفت مال الشارع يحرك رجليك) لكنها رفضت ورمت الحذاء وسارت حافية القدمين
في القصة بقية ….يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى