الجزء الثالث من سيرة الأديبة العراقية سلينا الجزائري رحمها الله بقلم عبدالرحمن الهاشمي
الجزء الثالث من السيرة الذاتية لحياة امي المرحومة سلينا الجزائري
اكملنا الدراسة الابتدائي انا واختي نريمان لكن المشاكل ابتدات تدريجيا حتى اصبحت أكثر وأكثر بين جدتي وعماتي من جهة وبين المرحومة امي سلينا من جهة اخرى
امي كانت مسالمة لاتؤذي احد او تسيء لأي كان …..عندي ثمان عمات وجميعهن من النوع المتسلط يجتمعن في بيت جدي حتى المتزوجات منهن وامي تاتي من الدوام الساعة الثانية عشر ظهرا في وقتها يكون قد صحن من النوم فتقوم امي باعداد الفطور لهن في ذات الوقت تقوم باعداد الغداء لنا ومعهن ايضا بنات خالة ابي ثلاث شابات غير متزوجات لا اباليات ولا مكترثات يقمن بدخول غرفة امي الخاصة وفتح خزانتها ولبس مايحلوا لهن وترك الباقي على السرير وبفوضة عارمة
يؤلمني حينها سكوت امي كانت لاتجادل احد
وكانوا يتشاجرون معها لأنها ترفض الإنجاب
حتى حصل ذات يوم خرجت امي من صمتها وتفاجؤا بثورتها وقتها فرحت جدا لموقف امي ودفاعها المشروع عن حقها قالت فليسمعني الكل تزوجت ووجدت نفسي زوجة وأم وموظفة وكأنني آلة مبرمجة تنظرن إتي من الدوام واعمل الفطور في وقت أولادي بحاجة ان اعمل الغداء لهم لا استطيع حتى تغير ملابسي إتي لغرفتي الاقي ملابسي خارج الخزانة وبحالة رثة كل هذا سكت لم انطق بحرف ولا اتكلم حتى لا اجرح احد بالمقابل اريد بعض الاحترام وتطالبوني ان انجب أطفال انا عندي عبد الرحمن ونريمان لن انجب ومن الان لن اعمل لكم الإفطار كل واحد يتدبر أمره فأنا لي زوجي واولادي فوق طاقتي مجهودي
طبعا جدتي وعماتي لم يتحملن تمرد امي صعقتهن بالرد ابتدات مشاكل كل يوم انجبي طفل نريد طفل حتى تكلمنا انا واختي نريمان مع امي بموضوع الطفل وكنا قد كبرنا قليلا وقلنا لها نحن نريد اخ او اخت صغير نلعب عليه وقلت لأمي لو كان صبيا انا اقوم بتربيته وسيكون اسمه عبد الله ونريمان قالت إذا صبية انا اقوم بتربيتها واصبح امها واسميها رولا ضحكت امي وقالت حسنا سوف اكبس على آلة التفقيس وابيض لكم
مرت الايام والاشهر وانجبت امي اخي عبد الله وكان عبودي شكله جميلا ك الدمية اهتم به أكثر من امي واقسم بالله اني لم اشعر يوما انها فضلت اخي علي
تغير الوضع قليلا أصبح هادى نسبيا بعد ولادة اخي عبودي اهتموا به كثيرا وحين تذهب امي لدوامها يفضل عند جدتي وعماتي فكبر عبد الله وهو قريب جدا من جدتي وعماتي حتى اخذ الكثير من سلوكياتهن نشأ مدلل ياخذ كل شي يطلبه طلباته اؤامر كل شي واي شي ينفذ امي خرج الأمر من بين يديها لم تستطع السيطرة عليه وعلموه لايقول لها ماما بل باسمها سالي
كانت تتألم وتشكوا لنا انا واختي تلومنا تقول انتم سبب انجابي بقي الحال كما هو عليه وسنة بعد اخرى اخي يبتعد عنا اقصد عن امي وعني وعن نريمان قررت امي لن تنجب مرة أخرى ابدا
اظن سؤال يتبادر إلى اذهانكم واين دور ابيك ساجيب والحديث ذو شجون
رغم ان ابي ذهب لدار الحق اكون منصفا وعادلا للمراة العظيمة التي لاانسى فضلها حتى تفارق روحي هذا الجسد
كان ابي يأتي من دوامه وياكل ثم ياخذ قيلوة ويخرج وياتي لا أعرف متى ياتي لاننا نكون قد خلدنا للنوم ونصحى ربما نتلاقى معه صباحا ونلقي عليه تحية الصباح ونذهب للمدرسة هذه حياة ابي معنا اما جدي لطيف مع امي عكس
جدتي وعماتي كان جدي صعب حاد في طبعه نظامي كان يشتغل في السفارة البريطانية عاش اغلب سنين عمره في بريطانيا كان شاعرا كتب دواوين لكنه لم ينشر قصيدة او يطبع ديوان كانت كل قصائده مكتوبة بخط يده على الورق وكان من طبعه لايحب ان ياكل او يشرب من يد كنته حتى امي طليقة ابي فقط ياكل من يد جدتي لان طباخة ماهرة وحين تزوجت امي المرحومة سلينا نبهوها بطبع جدي بأنه يقرف ان ياكل من يد زوجات أبنائه
امي قالت لهن حسنا سوف تروا اذا ما اكل بابا عارف من يدي اتنحى عن الطبخ ولن اطبخ مرة أخرى
ماما سلينا طباخة ماهرة طبخها باتكييت ومقبلاتها وسلطاتها والمعجنات
ذات يوم عملت اكلة بسيطة وهي بابا غنوج
نسيت اخبركم رغم جدي منفتح ومعطي الحرية المطلقة لاولاده لكن لم أرى يوما ابي واعمامي وعماتي ياكلؤن مع جدي على مائدة واحده ابدا وخاصة زوجات أعمامي لا يتحدث معهن ولا يطلب منهن شيئا
لايمازح احد
حين أتت امي المرحومة سلينا لا أعرف ماتحمل امي من هذه الصفات الملائكية
اكمل لكم طبخة البابا غنوج عملت امي الطبخة وعملت معها مقبلات وسلطات ورتبت المائدة وندهت على جدي بعبارة أيها السيد البريطاني هل تتكرم سموك وتاكل من اكلتي المتواضعة ويكون لي الشرف صعق الجميع وصار الكل ينظر لأمي بشفقة وكأنها ستذهب إلى المقصلة وعلى روحها الطيبة السلام والكل يترقب رد فعل جدي
ابتسم جدي بوجه امي وقال بكل سرور أيتها السيدة اللبنانية جلس على المائدة وصار ياكل ويتلذذ بالطعام حتى أصبح لاياكل الا طبخ امي ويقول لهن باللهجة العراقية( انتن نسوان وي سالي اشجاب لجاب)
للحديث بقية …..تتبع