برامج و لقاءاتحكايتي

الأديبة الباحثة ا.راغده محمود ضيفة برنامج حكايتي مع الصحفي محمد وسوف

كيف بدأت حكاية ا.راغده محمود ؟ 

_ الحياة مسرح ونحن ممثلون نختار أدوارنا وفق ما نطمح أو ما تحدده أقدارنا ، حكايتي قد تكون مختلفة في المرحلة الثانوية كتبت روايتي الأولى وأحببت القراءة بنهم ، حتى أنني حصلت على عدة شهادات في المجال العلميّ والأدبي درست الإحصاء الرياضي ودرّست المعلوماتية عند دخولها إلى سورية في زمن التسعينيات من القرن الماضي، ثمّ درست الآداب ودرّست الأدب العربي مع بداية هذا القرن . اتهمني بعضهم بمرض الببلومانيا، وبعد سنوات من القراءة كان طريقي مختلف فذائقتي الفكرية تغيرت تفكيري خارج ما يسود في المشهد الثقافي الحاضر على منابر الثقافة .باختصار القراءة والمطالعة وفق مناهج النقد العالمية جعلتني ألجأ للعلاج وليس للكتابة النثرية أو الشعرية التي تطرح الآن ، وحتّى الآن لم أجد من يشبه الأصمعي في زمني .

مجال دراسة ا.راغده مختلف عن مجال تألقها ! ما رأيك ؟!

أنا أكتب وفق مجال اختصاصي ، أطوّر نفسي وأشقّ طريقي بقوة رغم العثرات الكبيرة .أن تكون بين النساء الأوائل على المستوى العربيّ هذا الأمر مرهق وممتع وتواجه الكثير من الأعداء والأنانيين ، راغده شفيق محمود امرأة تكتب لأولادها وأحفادها أيّ تكتب للمستقبل ولا تهتم بقيود الحاضر .

الكتابة و لقب الكاتب !؟ نرى فئة كبيرة من الأشخاص تطلق على نفسها هذا اللقب ما رأيك وما هو المعيار لكلمة كاتب ؟

لقب كاتب هو اسم الفاعل للفعل كتبَ ، أي اتصاف الإنسان بالكتابة على سبيل الحدوث لا الثبات ،قصدت بذلك لقب كاتب يجوز لكلّ من يقيد العلم بالكلمة وينشر على الورق أو إلكترونيا، والكتابة رحلة طويلة شاقة قد لا يستمر الكاتب في الكتابة من منطلق كلام العرب في عصرنا: أنها لا تطعم خبزا فيبحث عن لقمة عيشه ويركل الكلمات بعيدا ليعملّ ويختار طريقا آخر . المعيار الأساسي هو الاستمرار وغنّى المنجز الفكريّ للكاتب، وبتنوع أفكار البشر ورغباتهم تتنوع الكتب فهي بساتين العلماء.

ا.راغده محمود الباحثة في علوم اللغة العربية العديد من الكتب من تأليفك و السؤال ما هو الكتاب الأقرب و لماذا ؟

هذا السؤال يشبه سؤالا يوجه لكلّ أمّ من هو ولدك الأقرب لقلبك ؟
كلّ كتاب كتبته يحملْ ذكريات لا تنسى ، يحملْ ألماً ومخاض الولاده ، الكتابة مرهقة لا يدرك ذلك إلا الكاتب. عندما تكتب كتبا علميّة موجهة للجيل لا مكان للغلط لأنه خطيئة ، لذلك كتبي أخاف عليها سعيدة جدا وأنا أراها تسافر بين المدن تنام بين يدي طفل أو شاب أو مثقف يتصفح كلماتها في بلدان بعيدة. يبحثون عنّي من خلال مواقع التواصل ليرسلون لي كتابي وهو في مكتباتهم.
أخاف على كتبي من الأغبياء الذين يعتقدون أن الكتب لا قيمة لها فيضعونها على الأرصفة ، في محاذاة النعال . أحبّ كتبي جميعها ، فهي مهجة قلبي ومؤنثة روحي .

 

الشباب السوري هل يتخبط اليوم في شبابيك الثقافة الغربية  ؟ و ما دوركم أنتم ك كتّاب و مثقفين إتجاه هكذا ثقافة ؟!

الشباب السوريّ صخرة صلبة مأخوذة من عمود السماء، لهم مكانهم أينما حلوا وارتحلوا ،وقد اثبت الشاب السوري وجوده في كلّ مكان ، ليس من باب المجاملة بل من القصص المثبتة في العالم نجح الشاب السوري لأنه تربى في بيت العز فكريا فقرن العلم بالأخلاق ، والثقافة الغربية لا تخيفنا بل هي كالبهارات التي نضعها على طعامنا لمنحه مذاقا أفضل أو أسوأ فنستغني عنها متى نشاء .


الثقافة الغربية تغزو الفكر العربيّ من خلال الأفلام ومواقع التواصل التي يسيطر عليها الغرب ، ولكنّ الكاتب العربيّ لا يستطيع منافسة الكاتب في الغرب لعدم امتلاك أدواته ، قلّة من الحكومات والحكام من يرعى المثقفين والكتّاب فكيف ننافس، نحن في مباراة عالمية للوصول إلى القمة وبشكل ديمقراطي متاح للجميع فمن الجنون أن يتساوى من اختار وسيلة النقل الطائرة مع من يسير على قدميه .

عالم الإملاء و على مسرح الإعراب من مؤلفات ا.راغده حدثينا عنهم أكثر ، و ما أهمية دمج الفكاهة و الحياة مع التعليم و توصيل المعلومة بشكل مختلف بعيداً عن الطرق التقليدية ؟

عالم الإملاء وعلى مسرح الإعراب وعلى خشبة مسرح النحو والمجموعة الشاملة للنحو العربي سؤال وجواب وكذلك رواية بنات آوى ومعطف الفرو وكتاب نساء القصور على مر العصور مشترك وقصص تعليمية هادفة للأطفال كتبي التي نشرتها .


كتاب على مسرح الإعراب مرجع عربيّ يعتمد عليه في التدريس لأنه يقوم على منهج مختلف من الفنون الأدبية ومانراه من فيديوهات تعليمية من مسرحيات وقصص ونجد في مضمونه التركيز على عمق الحوار والإنصات والبحث العلميّ الهادف . من خلال كتبي أعتمد على التجسيم وإنشاء علاقة من المحبة بين القارئ والكلمة فتغدو المعلومة معشوقة الفكر يألفها أينما وجدها .

 

رأينا مؤخراً مشاركة ملفتة للاستاذة راغده ضمن انتخابات مجلس الشعب في سورية ما رأيك بهذه المشاركة ؟ و بماذا تفتقر ؟!

 

عندما نمتلك هدفا نسعى لتحقيقه ، كنت أطمح للوصول إلى مراكز القرار للإشارة على مواطن الضعف في الثقافة والتعليم ومحاولة إيجاد قوانين تحمي الحريات الأدبية وتمنع السرقات الفكريّة التي انتشرت، وأن يتاح التعليم لكلّ من يرغب به ،فالثانوية العامة ليست معيارا مقدسا لتحديد مستقبل الشباب السوري .


التجربة ممتعة جدا منحتني صداقات جديدة وكذلك تغيرت قناعاتي وبعض معتقداتي ، وعلمت أننا مازلنا مجتمعا شرقيا وهذا لا يمكن تغييره على المدى القريب . كل معركة نخوضها تحتمل الهزيمة أو النصر وليس كلّ انتصارٍ فوزاّ عظيما أحيانا الهزيمة فوز في بعض معاركنا، لم أوفق في هذه المرحلة ولكن الطموح مازال كامنا كما يكمن الشرار في قلب حجر الصوان .

الأطفال بين الإبداع و طلب الشهرة ، رأينا و نرى يومياً فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال لديهم إبداع في اللغة العربية ومنهم من يحتاج لتدريب ، ما رأيك بهذه الظاهرة ؟! و هل يجوز على الأهل إجبار أبنائهم على هذا الظهور ؟!

هذه الفديوهات كنسمات الصيف ، التي تنعش القلوب . الطفل برعم صغير يحتاج الرعاية والمحبة .عندما أنظر لطفل مبدع أراقب نظراته فهي موجهة لمن يرعاه ويتكئ عليه .


الشهرة طريقها ممتع وشاق للأطفال ما أصعب أن نكسرَ طفلاً بنقدِ غير بنّاء! ويجب أن تكون الرعاية أكبر للطفولة فمنح منظمة واحدة حق رعاية الأطفال مستحيل هذا من اختصاص حكومات وموازنات عامة للدول . فهل نجحت أي دولة في رعاية مواهب أطفالها من خلال المنظمات الشعبية . أقول قلّة وقد يقول قائل لا . لماذا يشارك ملايين الأطفال في تحدّي القراءة العالمي ؟ لأنّ الطفل يحتاج لراعي وقدوة عندما يجتمع الاثنان يْخلق الإبداع. أنا مع كل عائلة تدعم طفلها وتساعده وتسانده وتنشر له فيديوهات وغيرها الحياة فرص فقد يجد هذا الطفل فرصته وبذلك يحدد مسار حياته . نقد الطفل يختلف يحتاج لقلب يتسع للجميع وكذلك ثقافة عالية قد لا تكون أكاديمية .و لا يمكن إجبار الطفل على الظهور لأنّ عالم الطفولة غالبا غير ملوث فهو لا يمنح إلا من خلال المحبة .

ماذا يفتقد الشباب العربي عامةً و السوري خاصةً ؟

يفتقد للقدوة والرعاية الشاملة ، لقد أضاع الشباب العربيّ البوصلة عندما اقتنع أن الغرب هو الملاذ والملجأ وقد نجح الغرب في تسويق نجاح شبابه وسرقة أفكار شبابنا ومبدعينا بعد أن سرق كتبنا وآثارنا واتخذ من علمائنا قدوة لأبنائه .

رسالة الكاتبة و الباحثة الأديبة راغده محمود لكل مبدع و لكل شخص يملك حلم ؟

لا تقتل حلمك بالأماني لأنها بضائع الموتى ، اعمل جاهدا على رعاية فكرك وكأنّه واحة غنّاء تترقرق بها ينابيع عذبة لا تلوثها بأفكار بالية وأشجارك المثمرة اختر من يأكلها وأين تعرضها ، وانتبه لأفكارك الصغيرة فأعظم الأفكار ابتدأت من ومضة .

 

إعداد وتحرير : الصحفي محمد وسوف / سوريا

المراسل الصحفي: محمد وسوف

محمد محمود وسوف سوريا / طرطوس كاتب وصحفي سوري حائز على شهادات مختلفة في مختلف المجالات الأدبية والصحفية والثقافية تم تكريمه من محافظ مدينته السورية "طرطوس" كما أنه حائز على شهادة في الأيجاز الصحفي والكتابة الصحفية العربية من معهد الجزيرة الإعلامي كما أنه من المؤثرين ثقافياً وإنسانياً في الوطن العربي لعام 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى