إشراقات أدبيةالمقال

حياة فوضوية بقلمي علي بدر سليمان

 

أعيش اليوم في مفترق طرق وأعاند القدر ويؤلمني
الحديث معك وعنك وأنت قريبة ويمر الوقت
بسرعة وبدون فائدة وها أنا اليوم أقف فيه على
حافة فوهة البركان.
البركان الذي قد ينفجر في أي وقت وأي ثانية
ربما لن ترحمني حممه المندفعة بقوة وستجعلني أحترق بلهيبها حتى أذوب كما تذوب الثلوج في
فصل الشتاء .
لم أعد أستطيع أن أصنع لك شيئا وكأنني مسجون
في الغربة كيف وأنا في وطني وأحس بأني غريب
نعم قد أكون غريب ، غريب لأنني أضعت كل سنين
عمري في الترهات.
في نظريات كنت أعتقد بأنها كل حياتي وقد
وهبت لها كل حياتي ولكنني اكتشفت بأنها قد
شغلت ذاتي واستهلكت حياتي ومسحت ذاكرتي وجعلتني مريض فقير لا أملك شيء في هذه
الحياة القذرة المليئة بالكذب والنفاق والغدر.
لم أعد أملك إلا تلك الأوراق البيضاء مثل قلبي
الناصع البياض أخط بها مأساتي على ضفاف
قلبك الأبيض الذي لم يعد يحسب لقادم الأيام
حسابا وكأنك تقولين لي :
انسى أمر كل شيء انسى كلام الناس وانسى
أهلنا الذين لم يعودوا أهل لنا انسى كل من حولك انسى كل شيء .
لم أعد أرغب أن أذكر كل تلك الأيام والسنين التي رسمت فيها صورتك وانتظرتك انتظرتك طويلا
حتى احترقت كل شموعي وأظلمت دروبي
والمسافات واحترق الوقت واحترق كل شيء
داخلي .
ها أنا اليوم كبرت وقد ملأ الشيب شعري
وماذا نلت من كل تلك السنين سوى تلك الأحلام الوردية وأنت اليوم ياصغيرتي تقولين انسى
مسألة العمر وانسى مسألة الوقت وانسى الفقر
وانسى كل شيء .
وكيف لي أن أنسى أصوات العصافير في الماضي
كيف لي أن أنسى أصواتها الجميلة وعمري الذي
رأيته يضيع أمام عيني وأعين الجميع ولم
أستطع له شيئا ولم يصنع أحدهم لي شيء .
أما الآن فما عدت أحس بطعم الحياة ولونها
وأعتقد بأن ليس للحياة معنى بعد اليوم
فقد أثقل المرض كاهلي وأخذت السنين قوتي
وكيف آخذ عمرك الفتي وأنا لست قادرا على
إسعادك اذهبي ياصغيرتي إلى من يعتني بك
ويهتم بك ويعطيك كل ماتريدين .
فأنا ما عادت لي رغبة بهذه الحياة الفوضوية
وما عدت أحبها ولن أجعلك تعيشين معي في
الفوضى فأنا لست سوى إنسان فوضوي مقتول المشاعر مسلوب الإرادة فقير لا أملك شيء من
متاع الحياة ومتطلباتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى