الثعبان في الموروث الشعبي
يمتلك الذهن الشعبي كثير من الموروثات التي تتعلق بالطيور والزواحف وغيرها.
نختار من الزواحف الثعبان :
لمحة تاريخية للثعبان:
الثعبان عرفته كثير من الاديان فهو رمز الخطيئة في الديانة المسيحية .
ووجدت الكوبرا في الديانة الهندية و تعتبر قادرة على اعطاء الخصوبة للنساء العاقرات.
و في الديانة الفرعونية كان يزين بها التيجان الملوكية.
وحية النحاس التي مارسها في القفر موسى عليه السلام لشفاء العبرانيين كانت ملتفة على عصا . (السواح، 1993: 153)
كما عرفت المرأة الأفريقة بزينتها من الاسورة النحاسية في أعلى الزند وفي الساعد، وخاصة الرجل الكجوري والمرأة الكجورية في جنوب كردفان و النيل الازرق .
كما تزينت بسوار الثعبان من الذهب المرأة العربية واسمته(المشخص).
الثعبان شعار الصيدلة:
الثعبان في الطب السومري:
وضع السومريون منذ اواسط الالف الثالث قبل الميلاد شعار للطب يتمثل بثعبانين يمثلان لإله (ننكشزيدا) يلتفان حول عصا، وكذلك رمز الصيدلة الافعى الملتفة حول كأس واضعة رأسها حول فوهته.(الماجدي،1999: 144-145)
الثعبان في الطب الاغريقي:
هو إله الشفاء عند الاغريق رمز للإله (اسلكبيوس) إله الطب وجده الإله ابولو، و رمز للإله بصورة رجل بيديه عصا ملتف حولها ثعبان.( موقع الوطن)
الثعبان في الحضارة النوبية المروية:
في كتاب:” ذهب مروي” وجدت لوحتين للملكة العظيمة اماني شيختو بها تصميم حلية الثعبان، ففي اللوحة (11) سلسلة تزين أعلى الزراع لثعبان برأسين .(بريشة ، 2005 م:51)
ايضا لوحة (47) أسوار عضد نقش عليه واجهة معبد وامامها رأس الإله الكبش آمون، وله إطار من تصميم عبارة عن صفيحة مسطحة كبرواز مثبت عليها رؤوس كوبرا.(نفسه: 46)
و الثعبان في السودان يوجد بكثرة في مناطق مختلفة كل منطقة تختص بنوع معين، فيوجد عدة مناطق من مسمياته: البٌُرُل و الكوبرا و النوامة و اب دفان و..
والثعبان اخذ حيز كبير من اجناس الفولكلور الشعبي، منها:
الثعبان في المعتقدات الشعبية:
الثعبان جار:
الثعبان الذي يوجد في المنازل يعتبر (جار) لا تؤذيه وهو ايضاً لا يؤذيك، وعادة ما يأكل بيض الدجاج و في هذه الحالة يحضر شيخ ويقرأ قرآن ويرش الماء على الاركان، ويطلب منه ان يخرج في ثلاثة ايام والا يقتل.
الثعبان عارض وعدو:
يعتقد في رؤية الثعبان في المنام عارض اي شيطان او شي مؤذي و عدو ، ويؤكد ذلك بن سيرين في تفسيره.
الثعبان جن:
يعتقد ان الجن يتشكل في صورة الثعبان، ان كثير من الشيوخ وشيخات الزار يحتفظون بثعبان .
رمزية الثعبان:
يرمز عند الكثيرين بانه الشيخ الرفاعي احد اقطاب المتصوفة الاربعة.
الثعبان في الادب الشعبي:
الثعبان يُكنى (أب درق) في شعر الشعبي و يقول الحردلو في وصف الرجل الشجاع:
دا إن اداك وكتر ما بقول أديت
(أب درق) الموشح كله بالسوميت
كاتال في الخلا و عُقبان كريم في البيت
اما في الامثال الشعبية منها:
“البضوق لدغة الثعبان بخاف من جر الحبل”،يضرب المثل:(لمن جرب لدغ الثعبان)، فهي ان يحذر الشخص في ان يقع في الخطأ مرة أخرى.
“دي ذي الحية تلدغ وتلبد”، يضرب المثل (للمرأة الماكرة)
“ذي بُرُل الشقوق”، يضرب المثل ( للعدو الذي يتخبأ) فالثعبان البُرُل يتخبأ عادة في الشقوق.
وفي ان يدعو لك شخص من الله بالمضرة يقول:
“إضربك دابي الخلا إن شا الله”، ودابي او ثعبان الخلا لدغته قاتلة.
جلد الثعبان في الثقافة المادية:
يصنع من جلد الثعبان المراكيب وشنط اليد الرجالية، و الشنط النسائية والمطابق الفاخرة .
تصميم الثعبان في الحلي التقليدية والحديثة:
تزينت المرأة في الوسط باسورة الثعبان المصنعة محليا من الذهب والفضة في منتصف القرن الماضي، و الاسورة الذهبية و المستوردة حالياً في شكل ثعبان برأسين، او رأس وذنب، والخواتم في شكل ثعبان برأس وذنب.
الثعبان في العادات الشعبية:
عادة اذا كنيت المرأة ب(الحيّة) كانت كلمة اساءة لزحف الحية بهدوء ثم تلدغ فيقال دي” حيّة رقطا”.
أما اذا كني بها الرجل كما في كنية اب درق تعني بانه حنش شجاع كتال لا يغدرك مثل” الثعبان الموشى بالسوميت” كما ذكرت سابقا في شعر الحردلو، فهذا النوع الذي له شكل السوميت( حجر الجرتق له الوان بيضاء وسوداء ورمادي) لا يهاجمك في داره بل في الخلاء وهنا مكمن الكرم.
وجرت عادة بعض العوائل بتسمية إسم (الدابي) والدابي اسم آخر للثعبان ذا السم القاتل الذي يخشاه الانسان.
لاشك ان هنالك الكثير الذي لم يذكر عن الثعبان في موروثنا الشعبي.