بين النوم و الصحوة بقلم نريمان نزار محمود
بين النوم والصحوة
كلما كانت حروفنا التي تُنطق أو تُكتب تخرج صادقة وتحمل مشاعر شجن وحنين ، لامست شغاف قلوب من يقرؤها ، وأسرت قلوبهم ، فيشعر بأنّها تخصّه هو، وتتحدّث عن تجربته هو ، يتأمّل في تفاصيلها المرسومة كسيرة حياته .
إذا ما ركّز فيها وأمعن قد تمسح عن عينيه الغشاوة ويرى قضايا لم يرها ببصره المحدود ، قد تحوي إشارة أو تلميحا قد يَفيد منه في حل مشكلة أو دراسة حالة، يتعلّم أنّ لكل شيء وجهين كوجهي العملة ، أحدهما صورة والآخر كتابة ، أحدهما خير والآخر شر ، أحدهما سلبي والآخر إيجابي ، هناك دائما الضّدان .
ينام فيحلم بكلماتنا وصورنا ، يخرج من جلبابه المُستهلَك ، وينظر للمشهد من زاوية خارجية ، فتظهر الصورة أعم وأشمل ، يضع إبهامه على مواضع الخلل المكتشفة بدقّة .
ومع الصحوة واليقظة يستجمع قوته ويستحضر إرادته وفكره ، كي يبدأ بتفكيك خيوط اللعبة وصولا إلى فهم عميق للحقائق والدوافع ، للمبررات والآراء ، للمشاعر والانفعالات .
وبين النوم والصحوة حالات مختلطة تغوص بك في عمق النفس ، ثم تعيدك إلى السطح مرارا وتكرارا ، لعّل وعسى تجني اللؤلؤ والمرجان .
نريمان نزار محمود / كتابي نور انسلخ من عباءة الظلمة