إشراقات أدبيةالنثر

سافانا سيرينجيتي بقلم ✏الكاتب أحمد طالب بطمة

إشراقة الشمسِ تَنْعَكِسُ باكرًا عَلَى معالمِ المَكَانِ وَمَجَاهِلِه .

تَحْتَ سَفْحِ بُرْكَانٍ خَامِدْ ،تَزْفُرُ فَوْهَتُهُ دُخَانًا ، وَمُرُوجُهُ أَرِيجًا .

وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسْ ، يَنْسَدِلُ السِّتَارُ عَلَى عَرْضٍ جَدِيدٍ لِلْمَشهَدِ نَفْسِه .

مُعْتَادٍ مَأْلوفٍ مَا تَغَيَّرَ مُنْذُ مَا قَبْلَ التارِيخ .

مَنْظَرٌ صَارِخٌ بِأَعْنَفِ ظَوَاهِرِ الطَّبِيعَةِ أَحْيَانًا ، وَهَادِئ صَامِتٌ إِلا مِنْ لُغَةِ المَكَان
أَنْفَاسُهُ المُتَنَاغِمَة ، دَبِيبُهُ وَالصَّرِير ، حَفِيفُهُ وَالخَرِير .

مِن مَمْلَكَةِ العُشْبِ عَلَى امْتِدَادِ البَصَرْ إِلَى سَافَانَا سيرينجيتي .

فِي رِحْلَةِ السَّفَارِي تلك وَجَبَ علي اخْتِيَارُ نَوْعٍ مِنَ الأَحْيَاء وَتَتَبُّعِ هُجُرَاتِهِ .

فََكَانَ ثَْوْرُ القُنُّوُ الأَسْوَد وِفْقَ الأُسْطُورَةِ التِي أَْبْقَتْهُ آخِرًا ، فِي انْتِظَارِ أَنْ يَحِينَ مَأْكَلُهْ .

الحِكْمَةُ هُنَا لَنْ تُنَالَ إِلا فِي غِمَارٍ وَعِر ، وَالنَّفِيسُ غَالِبًا مَا يَحُفُّهُ الخَطَر .

هِجْرَةٌ اسْتَغْرَقَتْ دَوْرَةً كَامِلَةً ، تَوَالَتْ فِيهَا الفُصُولْ ، بُزُوغٌ لأَنْجُمٍ بِهَا اهْتَدَى لَيَالِيَ قَبْلَ الأُفُول .

يُكْمِلُهَا فردٌ مِن أَْصْلِ خَمْسَةٍ ، نَجَا وهَلَكُوا .

مِن وَ بَيْنَ أَنْيَابِ أَشْرَسِ المُفْتَرَسِينْ ابْتِدَاءً بِالفَهْدِ بِنَوْعَيْهِ الصَيَّاد
وَالمُتَسَلِّق ، الضِّبَاع ، تَمَاسِيح النَّهْر ، وَمَخَالِب الطَّيْرِ الجَارِحَة ، بَعْضُ ظَوَاهِرِ

الكَوْنِ المُهْلِكَة . . . . . . الأَعَاصِيرِ المَوْسِمِيَّة ، الحَرَائِقِ وَالجَفَاف .

بَعْدَ كُلِّ هَذَا أَتَمَّ القَطِيعُ المُهِمَّةَ بِنَجَاحٍ عَلَى مُسْتَوَى المَجْمُوع .

إِذْ يَحْيَا مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ مُحَافِظًا عَلَى بَقَاءِ النَّوْع .

وَيَهْلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ فِدَاءً للنّاجِينَ وَإتْمَامًا لِلغَايَة أَلا وَهِيَ

أَن الثور الأسود لم يؤكل حين أُكِل الثور الأبيض وأنه سوف يبقى هنا .

الأدغال مكانٌ للتنوع يبعث على تسبيح الله خالق الكون .

فالضعيف هنا لم يقلِّد القوي . وهذا الأخير لا يفترس لأنَّ غيرَهُ لا يُشبِهُه .
– يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم –

بل اجتهد الفهد في تلقين صغاره بأن يعيشوا قدر أعمارهم بل قدر ماتسمح لهم الحياة :
لستم مطالبين بإحكام السيطرة والسواد على البسيطة في ظرف وجيز .

كما لا تغفلوا . . . . وإنما وازنوا قاربوا وسدّدوا فلِكلِّ أجلٍ كتابْ ولكلِّ نبإٍ مستقرْ .

لو تسرّعتم غلوتم وصرتم مرهِبينَ وخارجينَ “عن قانون المحمية الذي يخَوِّلُ لحرّاسها استبعادكم ” .

لو تراخيتم فَرّطتُم في المُضِيِّ قُدُمًا ، فرّطتُمْ في هيبةِ الأسْلاف .

الحفاظ على النوع وسطيةٌ ، الحفاظ عليه اعتدال .

انهيت رحلتي . . دون أن أقابِلَهُ .

لأنه وإن كان ملك المكان ، فللقلوبِ أحكام ،وفوق كلِّ ذي سلطانٍ سلطان .

عن الأنظار غيّبته أُنثَاهُ، كان انزوى بها بعيدًا في أولى أيّام التزاوج .

وظلَّ يرقُبُ مُلْكَهُ مِنْ عَلِ .

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى