إشراقات أدبيةالنثر

وميضُ الفراشةِ “بقلم الكاتبة سكينة خليل الرفوع

“وميضُ الفراشةِ ”

وتمضي نحوَ هدفِها ، تُساورُها أحلاماً تناجزُ الأيامَ ، من نبضِ إلهامِها تستوحي كتابةَ خواطرَ تكتبُها برعشاتِ إحساسِها الدّفينِ ، لا تستوقفُها دقّاتُ السّاعةِ العقيمةِ بالإحساسِ ، ولا تنتظرُ منها شفقةً ولا إحساناً ، كثيراً ما حاولتْ أن تُصالحها ، لكنّها سرعانَ ما تتراجعُ عندما تستبدُّ بها عقارب القسوةِ مُعلنةً بدايةَ لمراسمَ الانتظارِ الذّي يبتزُّها كلّما حاولتْ أنْ تقتحمَ معركةً لا طاقةَ لها بحسمِ نهايتِها …

أتراه سيبقى خصمَها الوحيد الذّي تعدُّ له العدة ، فيباغتها كفزّاعةٍ لا تملّ من نفسِها ، يتراءى لها في كلمات درويش :
الزمنُ …

ما هو الزمن الآن؟
جسرٌ يطول ويقصُرُ..
فجر يطول ويمكر.

ما الزمن الآن؟
تغفو البلادُ القديمةُ
خلف قلاع سياحيّةٍ.
والزمان يهاجر في نجمة
أَحرقت فارساً عاطفياً.

فيا أيها النائمون على إبر الذكريات!
أَلا تشعرون بصوت الزلازل في حافر الظبي؟

ذلك العدوّ المُتعجرف بعتوّه، تهرب من مواجهة صراعه ،لكنه يستبيحُ خلوتهافي فضاضةِ غطرستِه ، تشكوه لنفسِها في حوارٍ يضجّ بالقهرِ
وتكتبُه بمحبرةٍ داميةٍ بمدادِ الحزنِ لا يخجلُ من استبداده ،وهو يقيمُ عزاءَ السّخطِ في عتمةِ أيامِها؛ ليسرقَ منها تفاصيل “حُلمٍ لا تتوقفُ أهدابه عن الحركةِ “…
لكنّها تُراوغه بضحكةٍ تملأُ أصداءَها مداءاتِ الصّمتِ ، وعندما تشعرُ بلحظاتِ الوهنِ تدقّ أجراسُ الوحدةِ ، يتشكل حلمها في قصيدة تلوذُ بممارسةِ طُقوسِ الفرحِ ، تنتشي به فتكتبه قصيدةً حُبّ بيراعٍ دفّاقٍ يقطرُ أملاً فتسترسلُ البوحَ.
في محرابِ هدوئها ، تنكفىءُ على نفسِها كناسكٍ صوفيّ لا تفصلُه عن عالمِه سوى موسيقى تعزفُ لحنَ الكمالِ .
تُباغتها رقصةُ فراشةٍ تغوي بجاذبيةِ أجنحتِها حروف تتموسق على ايقاعِ سُكونها ، تجذبُ إليها كلمات مُدججة بجحافلَ النّورِ .
تمارسُ غوايتها على روائح البخورِ التي تجترها لهذيانٍ يستشري
في خلوةِ الشّوقِ أمنيات تستحضرُ خيالاً يلسعُ باطنَ الواقع .

للفراشةِ وميضٌ تعبُّ من سلسبيلِ رحيقِ أحلامِها أثراً تستوحي منه عراجين الذّاكرةِ مواعيدَ للبنفسجِ الذي يُلقي بلحنه السّرمديّ على صفحاتِ أيامها المُنسدلةِ بشذراتٍ مبتلةٍ بقطراتِ النّدى التي
تستميلُ إليها ومضةَ نجمٍ تُدغدغُ ألقه نسماتٌ تمضي بها إلى ممالكَ الضّوءِ ، تقتفي أثرها ، لتعزفَ من رفيفِ جناحِ فراشتها سُمفونية عشق لحلمٍ جميلٍ كأغنيةٍ تعزفُ ألحانها على إيقاع الشغف .

سكينة خليل الرفوع

الأردن – البحرين

السبت 1 أغسطس 2020

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى