الأبيض و الأسود بقلم الكاتبة نريمان نزار محمود
الأبيض والأسود
تقف كاتبتنا في منتصف الطريق ، وقد تمكّنت منها الحيرة ، هل تسرد أحداثا نابعة من أرض الواقع ، شخوصا وصورا وقضايا ، فتأتي حكاياتها تسجيلا حقيقيا لما يدور من جرائم حولنا ، مآسٍ ومآتم للمبادئ والأخلاق ، فتظهر الحقيقة مجرّدة عارية .
أو تكتب بريشة متفائلة ، تلّون الفراغات بألوان الطيف الجريئة ، تخطّ لوحات تضجّ بالمحبة والشغف ، فتأتي نصوصها ضربا من خيال وجمال نفتقد وجوده في هذا الزمن القاحل.
كلا الطريقتين حالة متكاملة ، نسيخ عنكبوت مُحكَم ، وخيوط حرير بملمس فريد ، لونان متداخلان الأبيض والأسود ، لُحمة بيّنة بين متناقضين لا ينفصلان ، فلا بدّ أن ينسلخ النهار من رحم الليل ، ويولجان داخل ثنايا بعضهما كجسد واحد وروح واحدة .
الحروف تتزاحم داخل رأسها ، تقف أمام باب الخروج ، تغدو بين مدّ وجزر ، هل ستخرج من عالمها الآمن الى عالم المجهول ؟
هل ستبقى متصلة كسلسلة حلقات مترابطة ، أم ستُرمى على قارعة الطريق ؟ ولا تلقَ بالا ممن سمعها أو قرأها ، فتذبل ثم تموت .
هل ستلقى صدى في قلوب وعقول المارّة ؟ وتهزّ وجدانهم فتؤثر فيه مُحاوِلة إنارة بصيرته وأخذها في الاتجاه الصحيح والصراط المستقيم .
ومهما كانت النتيجة ، فالكتابة بالنسبة لها فضاء جميل ، مرصّع بالنجوم اللامعة التي تزّين السماء ، ونجد صعوبة في لمسها أو بلوغ أسبابها ، وإن بنى هامان لها صرحا .
نريمان نزار محمود / كتابي نور انسلخ من عباءة الظلمة